الرئيس السنيورة : الكويت أكثر من وقف إلى جانب لبنان

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثانوي: 
رحب بزيارة أمير الكويت إلى لبنان

وطنية - 17/5/2010 رحب الرئيس فؤاد السنيورة، في حديث الى تلفزيون دولة الكويت، بزيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى لبنان، منوها بدور الكويت الداعم دوما للبنان سياسيا وإقتصاديا

ومشيدا بالدور الشخصي لصاحب السمو في دعم لبنان. ورأى ان الكويت كانت من أكثر الدول العربية التي وقفت الى جانب لبنان تدعمه في إقداره على مواجهة المصاعب المتأتية عن الصراع العربي الاسرائيلي. وقال الرئيس السنيورة: "علاقة صاحب السمو بلبنان قديمة جدا ومبنية ايضا على محبة وتقدير للبنان ولعلاقته الوثيقة بالكويت، فهو من الذين اسهموا في بناء صرح هذه العلاقة على مدى عقود عدة، يوم كان وزيرا للخارجية وبعد ذلك عندما أصبح رئيسا للوزراء وبعدها أميرا للكويت، فبالتالي بنى كل القواعد اللازمة وعززها من أجل أن تكون هذه العلاقة مبنية على مزيد من التوثيق للمصالح الكويتية اللبنانية المشتركة وللدور الذي يرغب أهل الكويت ودولة الكويت وشعب الكويت أن يلعبه في لبنان، لذلك أنا أعتقد أن هذه الزيارة مرحب بها، وهو يعرف تمام المعرفة مدى تعلق اللبنانيين وتقديرهم للكويت وما قامت به الكويت مع لبنان ومع اللبنانيين، وفي ظل الظروف الشديدة الصعوبة التي مر بها لبنان، والتي يعلمها أمير الكويت تمام العلم لآنه شارك فيها، أيام فترة الثمانينات وفترة السبعينيات عندما لعبت الكويت دورا في ايجاد حل للمشكلة اللبنانية".
أضاف: "لذلك، عندما يأتي الى لبنان فأنا على ثقة بأنه يعلم تمام العلم مدى المحبة التي يكنها اللبنانيون لشخصه ولدولة الكويت، وبالتالي هم يرون فيه الأخ والشقيق والصديق الذي وقف الى جانب لبنان في الفترة الصعبة من المراحل الدقيقة التي مر بها لبنان، أكان ذلك في هذه الآونة في هذه السنوات القليلة عندما تعرض لبنان للإجتياح الاسرائيلي وكيف وقفت الكويت الى جانب لبنان ومدته بالدعم المالي وبالدعم السياسي، وفتحت أبوابها ايضا للبنانيين الذين اضطروا الى أن يتركوا لبنان ويهيموا على وجوههم في كل مكان في الارض. أيضا عندما مررنا بظروف صعبة في المرحلة التي تعرض فيها لبنان لذلك الاعتداء الغاشم من مجموعة "فتح الاسلام" الارهابية، وكيف وقفت الكويت الى جانب لبنان وكانت على اتصال مستمر في كلتا الحالتين، وأنا كنت على اتصال مع صاحب السمو بشكل مستمر، وكنت أعلمه تدريجيا بما يجري وكان يقدم كل الدعم المعنوي والمادي من أجل أن يتخطى لبنان هذه المراحل الصعبة، اذكر ايضا ان دولة الكويت لم تكن تقف عند ذلك فقط خلال الفترات الصعبة والايام التي كنا نمر فيها بشكل دقيق أكان ذلك الاجتياح أم الهجوم الارهابي، بل ايضا كانت في مراحل عديدة، الكويت وأهل الكويت وقفوا الى جانب لبنان من أجل إبقاء صورة لبنان، في العالم العربي، الدور الحضاري والانساني والمثال في التنوع والاعتدال والتسامح، وهي قيم اساسية قام عليها لبنان ويقدرها أهل الكويت".
وأكد ان عددا كبيرا من أهل الكويت، عاش في لبنان، ليس فقط للاصطياف او الاشتاء بل أكثر من ذلك لتلقي العلم في مدارس وجامعات لبنان وتلقي العناية الصحية في مستشفياته. ولأهل الكويت أصدقاء كثر في لبنان فهي التي فتحت لهم أبوابها للمشاركة في نهضتها قبل الاجتياح الذي تعرضت له الكويت في مطلع التسعينينات من القرن الماضي، وايضا ما بعد اجتياح الكويت، وكيف استقبلت الكويت مرة ثانية اللبنانيين لكي يسهموا في نهضتها".
ورأى الرئيس السنيورة "أن هذه الزيارة عزيزة على كل لبناني، ونتوسم بها خيرا من أجل تدعيم العلاقات بين لبنان والكويت"، مشيرا الى انه في المرحلة الاولى لتسلمه رئاسة الحكومة، زار الكويت وكان آنذاك "سموه رئيسا للوزراء، وبالتالي عقدنا أول اتفاق من أجل شراء المواد النفطية، يعني الغاز أويل والفيول أويل، وكان ذلك اتفاق فيه مصلحة كبيرة، لأنه كان يجنب لبنان الوقوع بين براثن التجار ومتعاملين بالنفط فكانت العلاقة من دولة الى دولة وكان سموه حريصا على أن تكون هذه العلاقة وكنت سعيدا جدا بإجراء هذه الاتفاقية".
وقال: "عندما نتطلع الى هذه الزيارة يمر أمامنا شريط طويل من الاحداث ومن المناسبات ومن الامور التي كان للكويت دور هام واساسي مع لبنان تقف الى جانب لبنان، تدعم لبنان، تدعم اللبنانيين، تقدر الميزات التي يتمتع بها لبنان، وتقدر الظروف الصعبة التي كان يعاني منها لبنان، والتي ايضا بحكم كون لبنان بلدا منفتحا، بلد حريات، بلد ديموقراطية، ايضا كانت الكويت، وشعب الكويت يرى ايضا، ان هناك شيئا من التماثل بينه وبين النظام اللبناني، وبالتالي كان حريصا دائما على مد يد العون الى لبنان والمساعدة في هذا الخصوص". دعم السلم والاستقرار

 وتابع: "ان الدول العربية بطريقة أو بأخرى تقدر لبنان ودوره والاستقرار فيه والسلم الاهلي، والكويت بالذات كانت شديدة الحرص على السلم الأهلي في لبنان وعلى أن يخرج لبنان معافى من أزماته الداخلية التي أملتها عليه أيضا ظروف المنطقة، لبنان كان يدفع ثمنا غاليا بسبب الصراع العربي، المشكلة الفلسطينية، والصراع العربي الاسرائيلي، ولبنان لم يكن يوما محايدا في هذا الصراع، لبنان هو جزء أساسي من العالم العربي، وبالتالي يحمل هم القضية الفلسطينية، ولكنه عمليا حمل أكثر بكثير مما يستطيع ومما تؤهله ظروفه ورغم ذلك لم يشك. والكويت كانت من أكثر الدول العربية التي وقفت الى جانب لبنان تدعمه في مواجهة المصاعب المتأتية عن الصراع العربي الاسرائيلي، المشكلة الفلسطينية، وبالتالي ساهمت على مدى هذه العقود، إما في المساعدة المادية أم بالدعم المعنوي أم بالمحاولة من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي تعرض لها لبنان، او باستضافة اللبنانيين وإقدارهم على أن يشاركوا في نهضة الكويت، وأن يجدوا فرص عمل، فكانت في هذه العقود العربية الماضية تقف الكويت دائما الى جانب لبنان".
وأكد الرئيس السنيورة ان الكويت "ما زالت على سياستها الداعمة للاستقرار والسلم الاهلي في لبنان، وبالتالي حرصها على ان يستطيع لبنان أن ينأى بنفسه وأن يتجنب الافخاخ والاستدراج وعملية اقحام لبنان في معارك الآخرين، وألا يتحول لبنان الى مساحة لحروب الآخرين على أرضه. هذه الزيارة لا شك ستكون مناسبة للتواصل بين صاحب السمو وما بين فخامة الرئيس ودولة الرئيس، وان كان لي في الحقيقة فرصة أنني زرت صاحب السمو منذ شهرين خلال مؤتمر في الكويت، وبالتالي كان هناك اجتماع مفيد جدا معه، وهو بالمناسبة مطلع ومتابع لما يجري في لبنان".
وقال: "أعتقد أن هذه الزيارة هامة وأساسية وهي جزء من جولة يقوم بها صاحب السمو في المنطقة وبالتالي كلنا نشترك في هم واحد. كلنا كدول عربية نعاني من المشاكل نفسها، نعاني من الآثار الخطيرة التي يتسبب بها الاحتلال الاسرائيلي والحالة المأساوية للأشقاء الفلسطينيين وتداعيات ذلك على كل العالم العربي، وأيضا للتداعيات التي يمكن أن تتأتى بسبب ظروف اقليمية وايضا حالة التوتر الناتجة عن المواجهة الآن ما بين إيران التي هي دولة جارة والتي يجب أن نكون شديدي الحرص على علاقة سوية مبنية على الاحترام الحقيقي بين إيران وبين الدول العربية، والكويت دولة قريبة جدا من إيران، فبالتالي أعتقد أن هناك حرصا عربيا ويجب ان يتعزز لبناء في علاقات سوية ما بين ايران والدول العربية وان نسعى لتجنب الحروب وايضا لأعمال العقل والابتعاد عن التوتر والابتعاد عن تحمل أعباء لا طائل لنا في المنطقة على تحملها وايضا لكي تنصب الجهود كلها على معالجة القضية الفلسطينية. طبيعي، العلاقة ما بين ايران والدول العربية يجب أن تكون قائمة على منع التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دولنا، مبنية على الاحترام وعلى زيادة حجم التعاون، وبالتالي هذه من الامور الاساسية التي تشغل بال الكويت وتشغل بال لبنان وكل الدول العربية".
وأكد "الحرص على أن تصبح منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك اسرائيل التي تعتمد سياسة الغموض، ولديها عدد كبير من الرؤوس النووية، وبالتالي هذا الامر يهدد الاستقرار والسلم في هذه المنطقة". اعادة الاعمار وأشار الرئيس السنيورة الى "أن دولة الكويت كانت من أوائل الدول المبادرة الى دعم لبنان، ومن الامور الاساسية التي قامت بها في الأيام الأولى للحرب، انها حولت مبلغ 15 مليون دولار اميركي، ثم حولت مبلغ 500 مليون دولار اميركي كوديعة في مصرف لبنان من أجل تعزيز الاستقرار النقدي، وخلال اجتماع وزراء الخارجية العربية في مطلع آب من العام 2006 تعهدت الكويت بتحويل مبلغ 300 مليون دولار اميركي للاسهام في عملية دعم لبنان، في هذا الشأن وفي ذلك جرى تعاون وثيق ما بين الدولة اللبنانية وما بين الكويت التي انتدبت الصندوق الكويتي من أجل القيام بعملية إدارة شأن هذه المبالغ التي تبرعت بها الكويت، وبالتالي تخصيصها للمشاريع المختلفة، منها ما جرى تخصيص من أجل عمليات الإغاثة العاجلة السريعة مبلغ الـ 15 مليون دولار اميركي الاولى، ومبلغ ما يزيد عن 115 مليون دولار اميركي التي خصصت من أجل إعادة اعمار عدد من القرى وعدد من الأبنية في الضاحية الجنوبية، وذلك كان أمرا هاما وأساسيا في اطلاق عملية إعادة البناء والاعمار بعد الحرب. وكانت تسير على النظرية التي اعتمدناها آنذاك وهي نظرية التبني، فبالتالي تبنت الكويت عددا من القرى التي جرى تخصيص عمليات اعادة البناء والاعمار للأبنية المهدمة أو للأبنية المتضررة بشكل كامل وايضا بناء مراكز ثقافية واجتماعية في عدد من القرى، وخصصت مبالغ لها بهذا الشأن".
وقال: "تم تخصيص مبالغ لإقامة مشاريع في عدد من المناطق اللبنانية وذلك بمعرفة من الصندوق الكويتي، وهذا أمر تشكر عليه الكويت، لأنه يوجه نحو إنجاز عمليات تطويرية في لبنان، أكان ذلك في مواضيع الطرق أم كان ذلك في مواضيع الصرف الصحي أم في مواضيع مساعدة مؤسسات أساسية في لبنان. وبالتالي، فان الدور الذي لعبته الكويت في مواضيع المياه والمستشفيات كان أساسيا. ان الكويت أدارت هذه الامور من خلال الصندوق الكويتي، بينما المملكة العربية السعودية التي تبرعت بمبالغ كبيرة ايضا فهذا كان يتم بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة مباشرة، وأوكلت العمل الى الهيئة العليا للاغاثة بينما بالنسبة للكويت، كانت تقوم به الكويت بالتعاون مع الهيئة العليا للاغاثة".
وأشار الى الهبة التي قدمتها الكويت من أجل بناء متحف مدينة صيدا، مؤكدا ان هذا المتحف له أهميته لأنه يتم في المدينة التي هي أقدم مدينة في لبنان. كما أنني قصدت صاحب السمو من أجل المساعدة في القيام بمشروع حضاري وثقافي أساسي في مدينة بيروت وهو كان متجاوبا وتبرع بمبلغ 30 مليون دولار اميركي من أجل انشاء المتحف التاريخي لمدينة بيروت، وان شاء الله سيصار الى وضع حجر الاساس لهذا المشروع الذي أعتز أنا شخصيا أنني كنت وراءه يوم كنت رئيسا للوزراء، وأن صاحب السمو كان أول المتجاوبين وكان مقدرا الى حد بعيد لأهمية انشاء هذا المتحف كونه يبرز الوجه الحضاري والتاريخي لمدينة بيروت ويبرز الاهمية الذي يلعبه متحف من هذا النوع في الحياة الاقتصادية لمدينة بيروت وللبنان". وأعلن الرئيس السنيورة ان علاقة وثيقة جدا تربطه بامير الكويت "وفيها مزيج من المحبة والاحترام والتقدير، وقال: "مهما قلت عن محبته للبنان ورغبته في اقامة علاقة وثيقة وعن شعوره العربي، هذه الروح العربية المتميزة التي يتمتع بها ورغبته في تعزيز التضامن العربي، وفي ذلك شهدنا ما قام به صاحب السمو من جهد كبير في اطلاق فكرة القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في مطلع العام 2009 وبالتالي التي كان لها أهمية خاصة في توجيه الانظار والتركيز على أهمية العلاقة الاقتصادية التي يجب أن نعمل من أجل تعزيزها. قد تكون بيننا وبين عدد من الدول العربية وجهات نظر او اختلافات في بعض الامور، لكن هذا الامر يجب الا يمنع على الاطلاق التعاون في ما بين الدول العربية. ولذلك كانت فكرة صاحب السمو باطلاق القمة الاقتصادية من أجل التركيز أن هناك قضايا ومسائل لا تحتمل الانتظار، وبالتالي مهما كانت الاختلافات او وجهات النظر بين رؤساء الدول العربية او بين المسؤولين في الدول العربية، هذا الامر يجب ألا يحول دون أن نعطي الأهمية التي هي تستحق للتعاون الاقتصادي حتى لو كان، الاختلاف في أمور سياسية لكن هيدا يجب ان يجعلنا حريصين على تعزيز التعاون التبادل التجاري التسهيلات للاستثمارات المشتركة انتقال الاشخاص كلها هذه من الامور الاساسية التي اعتقد انه يجب أن نسلط الضوء عليها واعتقد ان سموه شديد الحرص عليها". وختم قائلا: "أعتقد أن جميع الامراء الذين توالوا على سدة المسؤولية في دولة الكويت الشقيقة كانوا حريصين على هذه العلاقة وصاحب السمو، استمر في هذا الامر من أسلافه وهو مستمر في هذه العلاقة الوثيقة والمقدرة لدور لبنان والعالمة بما يعانيه لبنان واللبنانيون من مآس واشكالات، والراغبة في مد يد العون الى لبنان في هذا الامر، كل هذه الامور تجمعت لدى صاحب السمو وهو عندما يأتي الى لبنان يحمل هذه الهموم وهذه المحبة وهذه الرغبة في أن يقف الى جانب لنبان ويدعم لبنان في كل المراحل التي ان شاء الله في الأيام المقبلة سوف نحتاج الى مزيد من التعاون بيننا وبين الكويت".
 

تاريخ الخبر: 
18/05/2010