الرئيس السنيورة : نتيجة لتضحيات الشعب والمقاومة بمختلف أطيافها

وطنية - 24/5/2010 أصدر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بيانا لمناسبة الذكرى العاشرة لانسحاب قوات العدو الإسرائيلي عام 2000 من الجنوب ومناسبة عيد المقاومة والتحرير،
جاء فيه: "مع حلول الذكرى العاشرة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي لا بد من التوقف أمام النقاط التالية:
أولا: لقد كان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي نتيجة طبيعة وحتمية للتضحيات التي قدمها الشعب اللبناني وصموده في وجه المحتل وبطولات مقاومته المسلحة الباسلة بمختلف أطيافها والتي خطت بنضالها مسيرة طويلة مضرجة بالدماء، وحيث قدم اللبنانيون والمقاومة خلالها قافلة طويلة من الشهداء الأبرار وتحملوا الكثير من التضحيات وكبدوا العدو الإسرائيلي في المقابل الخسائر الفادحة وأجبروه في النهاية على التقهقر والتراجع. ولقد أجبرت المقاومة المدعومة بصمود اللبنانيين وتضامنهم وتضحياتهم العدو الإسرائيلي مدى تلك السنوات وفي محطات أساسية عدة على التداعي والارتباك والهروب إلى الأمام. وما المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة قانا عام 1996 في عدوانه الغادر على لبنان إلا الدليل الساطع على هذا التداعي الذي دفع العالم إلى التضامن مع لبنان ومقاومته توصلا إلى تحرير الأرض اللبنانية المحتلة. ولقد تجلى ذلك كله بتفاهم نيسان الذي ناضل من أجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو التفاهم الذي شرع عمليا المقاومة في مواجهة المحتل واوجد لها الدعائم والمرتكزات الدولية التي لم تكن متوافرة قبل ذلك. وهذا ما مكن لبنان في النهاية من تفعيل دور مقاومته المسلحة لإنهاك العدو وقواته والميليشيات العميلة له والذي دفعها جميعا إلى الانسحاب الجبان من لبنان ليسطر انسحابها في يوم التحرير درسا قاسيا لها وفجرا جديدا للبنان وتمسك اللبنانيين بتحرير أرضهم.
ثانيا: إن انسحاب إسرائيل من الجنوب شكل نقطة تحول كبرى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي تمثل باضطرار إسرائيل إلى الانسحاب من أراض لبنانية احتلتها قد حدث للمرة الأولى بفعل دور المقاومة الشعبية المسلحة الباسلة ووحدة موقف اللبنانيين وتضحياتهم وصمودهم مع حكومتهم وجهودها الدولية والديبلوماسية لتحقيق هذا الهدف.
ثالثا: إننا أمام هذه الذكرى ننحني أمام دماء الشهداء الأبرار وتضحيات الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة التي حررت الأراضي اللبنانية المحتلة نتيجة ذلك الإجماع الوطني الذي تحقق من حولها بسبب أعمالها البطولية والوطنية ودعم شرعيتها في نظر العالم كله وهذا ما جعلها نموذجا ساطعا وحافزا أساسيا لكل حركات التحرير في العالم".
