الرئيس السنيورة : الرئيس سعد الحريري مرشح لترؤس الحكومة العتيدة واستقالة وزراء الثامن من آذار مغامرة دستورية ليست في مصلحة السلامة الوطنية

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
شارك وبهية الحريري في حفل العشاء السنوي لتيار المستقبل – منسقية الجنوب

اعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ان الرئيس سعد الحريري مرشح لترؤس الحكومة العتيدة ، وأنه عندما يقوم بذلك ليس طمعا في البقاء بالسلطة ، بل خدمة للمشروع الوطني الكبير الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتابعنا مسيرته وسيستمر الرئيس سعد الحريري على مساراته لإعلاء شأن لبنان الدولة ، ولتحقيق النمو والتنمية والازدهار والكرامة لجميع اللبنانيين .

واعتبر الرئيس السنيورة ان اقدام وزراء الثامن من آذار على الاستقالة هو مغامرة دستورية ليست في مصلحة السلامة الوطنية وفيها خروج للمستقيلين عما اتفق عليه وفيها امعان في مخالفة منطق التوافق الوطني وصيغة حكومة الوحدة الوطنية التي طالما تغنوا بها وبضرورة اعتمادها والالتزام بقواعدها ، دون ان ينتقص ذلك من قدرتهم ورغبتهم في ممارسة نقيضها دائما ومنذ البيان الوزاري، واصفا هذه الخطوة من قبل الوزراء المستقيلين بأنها محاولة تغيير القواعد والاصول والاعراف توصلاً الى تغيير التوازنات.

كلام الرئيس السنيورة جاء خلال حفل العشاء السنوي الذي اقامه تيار المستقبل – منسقية الجنوب لكافة منسقيه وقطاعاته ودوائره ومكاتبه وذلك في مطعم بحري في صيدا ليل امس بحضور النائب بهية الحريري ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف وأركان المنسقية يتقدمهم المنسق العام للجنوب الدكتور ناصر حمود والمنسق العام السابق المهندس يوسف النقيب .

د. حمود

استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني وقراءة الفاتحة لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ثم كلمة ترحيبية من الدكتور مصطفى متبولي ، اقلى بعدها منسق تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود كلمة قال فيها: ليس غريبا علينا جميعا بأن تبقى ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأعماله حاضرة في ذاكرتنا وضمائرنا ، فآلام الحزن على غيابه  هي آلام متجذرة في نفوسنا تدفعنا دائما ودوما الى متابعة مسيرته السياسية والانمائية والتربوية . لقد كان لبنان عامة وصيدا خاصة في بال ووجدان رفيق الحريري ومحور نشاطه الاعماري والتنموي والتربوي والدبلوماسي ، ولم تستطع الحرب الأهلية اللبنانية من بث ذرة احباط في نفسه ومواقفه واعماله . كان رفيق الحريري مؤمنا بقدرة الشعب اللبناني على تجاوز المحن والصعاب والمشكلات مهما كبرت ، وقد استطاع قيادة لبنان الى بر السلام الأهلي عبر توقيع وثيقة الوفاق الوطني، وثيقة الطائف ، التي اطلقت مسيرة الاعمار والانماء الاقتصادي والبشري في لبنان . لقد كان الشهيد الرئيس صيداوي الهوى ، لبناني وعربي الهوية والانتماء ، والمدافع الصلب عن القضية الفلسطينية ، ومقاوم ، نعم المقاوم الأول الذي لم يتردد في حياته في الدفاع عن حق لبنان المقدس في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم . وهو الذي اعطى للمقاومة في لبنان شرعيتها وقدسيتها في نيسان 1996 . لقد أعلن رفيق الحريري  للعالم اجمع بأن تحرير كامل التراب اللبناني هو حق مقدس ، وبأن ارض الجنوب هي ارض البطولة والمقاومة وهي عصية على محاولات اغتصابها من اي محتل مهما كانت قوته وجبروته . ان استشهاد الرئيس رفيق الحريري لا يعني ابداً نهاية المسيرة التي زرع بذورها في ارض لبنان ، بل هي بداية انبعاث الوطن وخلوده . لقد اثمرت بعض هذه البذور في حياته ، اثمرت مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية وتربوية ، ولكن ما زالت هناك بذور أخرى زرعها الرئيس الشهيد وحان قطافها مبشرة بانبلاج فجر جديد في لبنان ومستقبل ديمقراطي واعد لكل اللبنانيين بقيادة دولة الرئيس سعد الحريري .

واضاف: واليوم اكثر من اي وقت مضى نقول للجميع أنه رغم الخطابات التهويلية والكلمات النابية ، بأننا سنبقى على الوعد وعلى العهد ، عهد الوفاء لمن نذر نفسه ووهب حياته للبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ونقول له بأننا لهذا العهد لحافظون ، وبأن الهلوسات الخطابية والمزاعم الخيالية لم ولن تخيفنا ولن تنسينا ثوابتنا الوطنية والقومية العربية ومطالبنا المحقة . وان المطالبة باستمرار المحكمة الدولية لجلاء الحقيقة ومعرفة القتلة ومن وراءهم لن تتوقف مهما طال الزمن ومهما كان حجم الصعاب والتضحيات . فنحن نريد معرفة الحقيقة لأن دم الرئيس الشهيد ورفاقه لن يذهب هدار وسوف نناضل بهدف الوصول الى كشفها طالما ان الدماء تسري في عروقنا . هذا هو عهدنا لمن احب لبنان وعاش واستشهد من اجله ، نعلنه بدون خوف او وجل امام رفيق مسيرته دولة الرئيس فؤاد السنيورة وامام شقيقة الشهيد السيدة بهية الحريري . وأخيرا اتوجه بالشكر الى الأخ المهندس يوسف النقيب المنسق العام السابق لتيار المستقبل في الجنوب على ما قام به من اجل نشر نهج ومبادىء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، فشكرا له على ذلك ونؤكد له اننا سنستمر بالتواصل معه من اجل خير هذا التيار ومن اجل خير هذا البلد . عاش النهج الوطني للشهيد رفيق الحريري ، عاشت افكاره فينا ، عاش تيار المستقبل ، عاشت صيدا وعاش لبنان .

السنيورة

ثم تحدث الرئيس السنيورة فقال :نجتمع اليوم في هذا اللقاء الودود والمحبب بين الأخوة والأصدقاء في تيار المستقبل ونحن على مفترق هام له دلالات متعددة. فنحن في مناسبة يقيمها تيار المستقبل كل سنة، ولكن هذا الاجتماع المحبب يصادف أنه مع بداية سنة جديدة، و هو بالتالي مناسبة لتذكر ما قمنا به من أعمال خلال السنة الماضية وفي ذات الوقت ولنتطلع بثقة إلى هذا العام بالرغم من كل التحديات التي يحملها معه، وما يجب علينا ان ننجزه خلاله. وحسبي هنا أن الإخوة والأصدقاء الذين  سبق ان تولوا المسؤولية في التيار في صيدا، وعايشنا معهم الانتخابات النيابية والبلدية وفي مقدمهم الأخ المكافح والمثابر والصامد ابدا والذي لا يكل ولا يلين، يوسف النقيب وإخوانه أعضاء المنسقية السابقة، قدموا الكثير للتيار والى مدينة صيدا والجنوب بشكل عام، فلهم منا جميعا كل الشكر والمودة على ما قدموه وما قاموا به. وبما أننا نستذكر إخواننا في المنسقية فإننا نتطلع إلى ما هو آت، وما هو مطلوب من الأخوان الذين يتولون المسؤولية اليوم وفي مقدمهم الدكتور ناصر حمود ورفاقه وبما يحمله الدكتور ناصر واخوانه من علم ونشاط وأخلاق واندفاع للانطلاق في حمل مسؤولية التيار في المدينة وفي الجنوب نحو أفاق جديدة وواعدة في خدمة وطننا لبنان ومنطقة صيدا والجنوب وكذلك للدفع باتجاه تحقيق مشروعنا القائم على استعادة دور الدولة الديمقراطية والمنفتحة الحريصة على أمن وامان ومستقبل اللبنانيين من جهة والعمل على تعزيز احترامها لديهم من جهة ثانية.

وأضاف: ليس خافياً عليكم أن اجتماعنا اليوم أيضاً يأتي في ظروف وأوقات بالغة الأهمية والدقة، فمنذ يومين واجهت حكومة الوحدة الوطنية امتحاناً صعباً افقدها نصابها الدستوري وباتت حكومة مستقيلة بعد الخطوة التي أقدم عليها وزراء قوى الثامن من آذار، ونحن اليوم على مسافة يومين من انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة.. ربما يشعر البعض إزاء هذه الأوضاع، وما جرى وما يمكن أن يجري، بشيء من القلق أو الارتباك أو التوتر... لكنني أود أن اغتنم هذه المناسبة لأقول لكم اتركوا مسألة القلق والتوتر جانبا فنحن لن نسمح للقلق والتوتر ان يدخل الى نفوسنا أو يحملنا على الارتباك او ان يؤثر  في قراراتنا والتزاماتنا تجاه لبنان الدولة.. اقول هذا واقول لكم كذلك ان لا تتركوا جانب اليقظة والتحفز والالتزام الكامل بثوابتنا. فنحن واثقون من انفسنا ومؤمنون بلبنان العربي السيد والحر والمستقل ، ملتزمون بقضيتنا مؤمنون بنضالنا انه نضال حق واننا ندافع عن وطننا لبنان لنحمي الجمهورية ونحمي الدولة في وجه المنزلقات ومشاريع تغيير الهوية الوطنية اللبنانية المنفتحة . صحيح أن الإقدام على الاستقالة هو من صلب الممارسة الديمقراطية، لكن الصحيح أيضا أن هذه المغامرة الدستورية ليست في مصلحة السلامة الوطنية وفيها خروج للمستقيلين عما اتفق عليه وفيها ايضاً امعان في مخالفة منطق التوافق الوطني وصيغة حكومة الوحدة الوطنية التي طالما تغنوا بها وبضرورة اعتمادها والالتزام بقواعدها ، دون ان ينتقص ذلك من قدرتهم ورغبتهم في ممارسة نقيضها دائما ومنذ البيان الوزاري. وما اريد قوله ان الدوافع الحقيقية خلف هذه الاستقالات ليست محاولة لتطبيق مبدأ التداول الديمقراطي للسلطة، بل انها تذهب الى ابعد من ذلك، أي الى محاولة تغيير القواعد والاصول والاعراف توصلاً الى تغيير التوازنات.

وقال : في كل الأحوال ايها الأخوة والأخوات ، نحن أمام ساعات دقيقة وحاسمة ومصيرية ولن استبق الأمور، فأمامنا يومين من الاجتماعات والمشاورات قبل انطلاق الاستشارات النيابية، لكنني أود أن احدد معكم جملة من الثوابت والمرتكزات تمكننا من الاستدلال والاستعلام ونحن نخط طريقنا على مسارات هذه المرحلة الدقيقة المقبلة، وان ابرز هذه الثوابت:

أولاً:  تمسكنا بالعيش المشترك الإسلامي – المسيحي  والعيش الواحد بين كافة مكونات المجتمع اللبناني وباعتبار لبنان دولة عربية الانتماء والهوية، والتزامنا باتفاق الطائف واحترام الدستور .

ثانياً:  تمسكنا بالنظام الديمقراطي وبالجمهورية اللبنانية إطارا ونظاماً يجمعنا ونتنافس فيه ديمقراطياً وعبر الوسائل والأساليب السلمية ، ورفضنا التام اللجؤ الى العنف بكل انواعه وابتعادنا عن الاستعلاء وفرض الهيمنة بكل انواعها وخاصة ما يؤدي الى تصديع الثقة بين اللبنانيين وزعزعة الاستقرار والوحدة الوطنية أو القيام بأي عمل يؤدي الى تعريض لبنان للمخاطر على اختلافها دون وازع او رادع وطني . من هنا نعيد تمسكنا بالدولة ووحدتها وسيادة لبنان وحريته وبالحفاظ على ميزات لبنان في التنوع والانفتاح والتسامح ومبدأ قبول الآخر وقناعتنا الراسخة ان هذا اللبنان هو حاجة عربية واسلامية يجب أن نحافظ عليه خدمة لنا ولأبنائنا وخدمة ايضا لجميع العرب والمسلمين .

ثالثاً:  نتمسك بالعلاقات العربية/العربية القائمة على الأخوة الصادقة المستندة إلى التعاون المشترك على أساس الاحترام المتبادل لنظام واستقلال كل بلد من البلدان العربية ويأتي في هذا السبيل حرصنا الأكيد على تثبيت العلاقات اللبنانية السورية على اسس راسخة وأكيدة لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين .

رابعاً:نتمسك بتحرير الأرض ومواجهة العدوان الإسرائيلي صفاً واحداً، ويداً وطنية لبنانية واحدة.

خامساً:نتمسك بالعدالة وبالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسيلة لكشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار ونعتبر المحكمة الدولية وسيلة لتحقيق هذه العدالة و تأمينا للحياة السياسية الحرية الكريمة لكل اللبنانيين، وتعزيزا للإستقرار والأمن في البلاد .

هذه هي أهم الثوابت التي انطلقنا وننطلق منها ونتمسك بها في الظروف العادية وفي الظروف المصيرية التي نواجهها.

أيها الأخوة ، اطمئنوا اطمئنوا نحن راسخون في بلدنا وجذورنا تضرب عميقا في الأرض . نؤمن ببلدنا وبوطننا، واثقون بأننا سنتخطى المحنة كما سبق أن تخطيناها في السابق.

وخلص الرئيس السنيورة للقول : دعوني أؤكد لكم وبكلمات قليلة ، دولة الرئيس سعد الحريري مرشح لترؤس الحكومة العتيدة ، وهو عندما يقوم بذلك ليس طمعا في البقاء بالسلطة ، بل خدمة للمشروع الوطني الكبير الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتابعنا مسيرته وسيستمر الرئيس سعد الحريري على مساراته لإعلاء شأن لبنان الدولة ، ولتحقيق النمو والتنمية والازدهار والكرامة لجميع اللبنانيين .

تاريخ الخطاب: 
15/01/2011