كتلة المستقبل: تكليف الرئيس ميقاتي يشكل طعنة للديمقراطية نتيجة ارهاب اصحاب القمصان السود وهذا لا يجعل من الرئيس ميقاتي توافقيا

-A A +A
Print Friendly and PDF

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الدوري الأسبوعي عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت تطورات الأوضاع في لبنان، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بياناً تلاه النائب جان اوغاسبيان وفي ما يلي نصه:

إن النتيجة التي أفضت إليها الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأدتلتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة المقبلة لا تعبر عن دقة الاختيار ولا الالتزام بأصوله. بل تشكل طعنة خبيثة في قلب النظام الديمقراطي اللبناني الذي، افرغ من مضمونه، وانتهكت حرمته نتيجة العمل المبرمج لإحداث انقلاب في الموازين باللجوء إلى أسلوب التهويل والتهديد المباشر وغير المباشر والذي لم يكن آخره إرهاب أصحاب القمصان السود. فعلى مدى هذه السنوات الماضية حفلت ممارسات حزب الله وحلفائه بجملة من المفارقات. فساعةً كانوا ينادون بأنه ينبغي على النظام اللبناني أن يعتمد الديمقراطية التوافقية وعلى أساس من ذلك جرت الاستقالة من الحكومة، وأقفل مجلس النواب لأكثر من ثمانية عشرة شهراً، وساعةً أخرى يعودون للمطالبة بالتزام النظام الديمقراطي بما يعني ذلك العودة إلى التزام عدد الأصوات محتكماً لمعيار الأقلية والأكثرية، وكل ذلك من أجل ضمان سيطرة مصالح ومخططات حزب الله والقوى الحليفة له.

انطلاقا من ذلك يهم كتلة المستقبل أن تتوقف أمام النقاط التالية:

أولاً:     لقد أثبتت التجربة، وبالحد الأدنى، منذ نهاية الانتخابات النيابية الأخيرة في صيف العام 2009 أن سلاح حزب الله الذي يفترض أن يكون موجهاً حصراً لمواجهة العدو الإسرائيلي قد جرى توظيفه هو ووهجه ونفوذه في إجهاض وإفراغ نتائج وخيارات الشعب اللبناني من مضمونها. والدليل على ذلك أن تحالف القوى الذي حاز على الأكثرية النيابية حيل بينه وبين ترجمة هذه النتيجة في تشكيل الحكومة. والذي فاقم الأمور الضغط الذي مارسه حزب الله والقوى الحليفة له باتجاه تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة الأسبوع الماضي بالرغم من معارضة الأكثرية لذلك التأجيل وهي الاستشارات التي كانت ستضمن الاختيار الحر للرئيس سعد الحريري من قبل النواب. ذلك ما أتاح الفرصة أمام حزب الله والقوى الحليفة له لاستكمال انقلابهم على النظام الديمقراطي وتغييب وحجب إرادة الناخبين الحقيقية الذين انتخبوا أولئك النواب على أساسها وذلك عبر فرض تبديل الآراء والقناعات بالتهويل والتخويف وقوة ووهج السلاح وقمصانه السوداء. لقد أطاحت هذه الممارسة بما تبقى من مفاعيل النظام الديمقراطي الحر.

ثانياً:تؤكد الكتلة على قناعتها بأن النظام الديمقراطي لا يستقيم تحت ضغط السلاح والتهويل به وهي تعود للتأكيد من جديد على ثوابتها لجهة احترام الدستور وميثاق العيش المشترك والتزام مبدأ إحقاق العدالة عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتثبيت الأمن والاستقرار.

ثالثاً:     مع إبداء كامل الإحترام للزملاء النواب الكرام وللرئيس نجيب ميقاتي لكن الطريقة والظروف التي أحاطت بعملية اختيار الرئيس المكلف لا تجعل منه رئيساً توافقياً أو رئيساً يقف في المكان الوسط بل رئيساً مفروضاً على اللبنانيين تم اختياره من قبل حزب الله بعد أن أقصي في اللحظة الأخيرة مرشحهم الأول الرئيس عمر كرامي في خطاب علني للامين العام لحزب الله.

رابعاً:    تتوجه كتلة المستقبل النيابية بالشكر والتقدير إلى جماهير الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار التي عبرت عن غضبها واستنكارها لمحاولة تزوير إرادة اللبنانيين من خلال انقلاب بعض النواب على ارادة ناخبيهم وتشدد في ذات الوقت على ضرورة التمسك باحترام مؤسسات الدولة اللبنانية الحاضنة والضامنة لحقوق اللبنانيين وعودة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لبسط الأمن والنظام.

والكتلة تعتذر عما تعرضت له بعض وسائل الاعلام والمكاتب الخاصة من اذى هذا النهار وتؤكد ان هذا الامر لا يدخل في ادبيات وتقاليد تيار المستقبل وهي تهيب بجميع الانصار والاصدقاء ضبط النفس حماية لأمن البلد ومصالح الناس.

كما تؤكد الكتلة على حق جميع اللبنانيين بمن فيهم جمهور الشهيد رفيق الحريري دائماً ودون تردد ولا تراجع بالتعبير السلمي عن رأيهم كحق من الحقوق المشروعة التي يحميها القانون.

تاريخ البيان: 
ثلاثاء, 2011-01-25