كتلة المستقبل : على العهد باقون ولو كره الكارهون أو تراجع بعض المنقلبين ونحن بانتظار اجوبة الرئيس المكلف الصريحة

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة وأصدرت بياناً تلاه النائب هادي حبيش وفي ما يلي نصه:
أولاً: تتوجه الكتلة بالمعايدة من اللبنانيين عموماً والموارنة خصوصاً بمناسبة عيد شفيعهم مار مارون ، ومن المسلمين بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.
ثانياً:تأتي بعد أيام قليلة الذكرى السادسة للجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت بلدنا وزلزلت كيانه، وأدت إلى استشهاد قائد مسيرة البناء والنهوض الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار.
إن هذه الذكرى، تحل هذه السنة وهي محاطة بكل انواع التحديات الصعبة، لجمهورالشهداء اللبنانيين وللقيادات التي تولت وتتولى النضال والدفاع عن الثوابت الوطنية الأساسية لكي لا يعاد اغتيال رفيق الحريري وتذهب دماؤه ودماءُ رفاقه شهداء ثورة الأرز وتضحياتُهم هدْراً، ويستمرّ لبنان بلداً للإفلات من العدالة.
إن لبنان، وأمام هذه الذكرى، يقف هذه السنة على مفترق أساسي تُطرح من أمامه جملةٌ من التحديات ينبغي العمل على توحيد الجهود لمواجهتها من أجل:
- استمرار لبنان وطناً عربياً، سيداً، حراً، مستقلاً، آمناً ومستقراً.
- استمرار لبنان بلداً متمسكاً بنظامه الديمقراطي الذي يغنيه تنوعه وذلك في مقابل الضغوط التي تدفع به إلى أن يكون نظاماً شمولياً أو ثيوقراطياً، تتحكم به وصايات تُفرض عليه من الخارج لتُحصيَ عليه أنفاسه.
- المُضيّ باتجاه نهوض الدولة واحترام الدستور والنضج الديمقراطي، بدلاً من العودة إلى لغة السلاح وإرهاب المسلَّحين، والانتخابات المشوهة، والتمثيل المسروق.
- أن يستمرّ لبنان بلداً مُسانداً للقضايا العربية ومدافعاً عنها وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، لا أن يستمر ساحة وحيدةً للصراع والحروب عن العرب وباسم العرب والمسلمين ويتم اقحامه في أحيان كثيرة لخوض حروب الغير بالنيابة عن آخرين ويدفع بالتالي العزيز والغالي من دماء وأرواح أبنائه ومستقبل أجياله من دون تقديرٍ للعواقب، ومن دون تحقيقٍ للنتائج المعلنة؟
إن كتلة المستقبل النيابية وأمام هذه الذكرى الجليلة والأسئلة الخطيرة تتوجه إلى اللبنانيين كل اللبنانيين لتقول:
إننا على العهد باقون ولو كره الكارهون أو تراجع بعض المنقلبين، نرفع راية العيش الواحد، الإسلامي المسيحي، وراية الاعتدال والاستقرار، ونناصر الدولة القوية، العادلة ذات السيادة على أرضها والتي تمثل وتعمل لكل اللبنانيين مقيمين ومغتربين، مسلمين ومسيحيين.
إن دماء شهيدنا الكبير ورفاقه الشهداء الأبطال في ثورة الارز لن تذهب هدراً وستظل نبراساً وهدياً لنا ولشعب لبنان وشباب انتفاضة الرابع عشر من آذار. إننا أمام هذه الذكرى نؤكد على موقفنا الثابت بأننا لا ننشد غير الحقيقة وإعلاء شأن العدالة وتعزيز الأمن والاستقرار كما والتأكيد على المحبة والتسامح والعمل على احتضان بعضنا بعضاً للنهوض بالوطن والدولة لمواجهة القادم من التحديات والمخاطر.
ثالثا: استعرضت الكتلة التطورات والمواقف ونتيجة الاتصالات المواكبة لتشكيل الحكومة الجديدة، وما يكتنفها من شروط ومواقف مستكبرة ومتجاهلة بشكل مخالف تماماً لكل الأفكار، التي لطالما نادى بها الفريق الآخر وعطل مصالح البلاد والعباد من أجل اعتمادها، ورأت ان هذه المواقف الاستعلائية الاستفزازية لا تساعد على قيام حكومة تدفع البلاد إلى الأمام، بل تسهم في التأسيس لتعميق الهوة بين اللبنانيين ولقيام حكومة ثأرية ذات لون واحد. لكن الكتلة وانسجاماً منها مع نفسها وجمهورها فإنها بادرت إلى إبداء وجهة نظرها بكل وضوح وهي وحلفاؤها في 14 آذار ما تزال تنتظر أجوبة واضحة ونهائية على أسئلتها من الرئيس المكلف قبل أن تقرر موقفها النهائي.
رابعا: توقفت الكتلة أمام التطورات والأحداث الخطيرة والهامة التي تشهدها الشقيقة الكبرى مصر والمواقف المتداخلة بشأنها، وانطلاقاً من العلاقات التاريخية بين لبنان وجمهورية مصر العربية على مختلف المستويات، فان كتلة المستقبل يهمها أن تشدد على النقاط التالية:
- إن جمهورية مصر العربية، وشعب مصر العربي، عودونا على أنهم كانوا ويستمرون طليعة الأمة العربية، بصعودهم ترتقي وتشمخُ أمتنا العربية، وبتراجعهم تتراجع أحوالنا. ولهذا فان مصر وشعبها الحر الأبي الأصيل، الذي صنع الاستقلال والتحرير والثورة والتطوير، ليسوا بحاجة لمن يشير عليهم بما يجب أن يكونوا عليه وبما يريدون اتخاذه من قرارات. انالتدخلات من اية جهة كانت، في الشرق أو في الغرب، ومحاولات الدخول على خط التطورات المصرية الأخيرة وإعطاء التوجيهات والنصائح هي محاولات تجاوزتها مصر وتجاوزها شعبُها العربيُّ العظيم. وتُثبتُ الأحداث والوقائع وستثبت الأيام القادمة أن التجربة المصرية السابقة والحالية إنما هي نتاج مصري خالص يستشعر عمق الإحساس العربي ويقود وجدان الأمة إلى الأمام نحو التغيير والتطوير والعودة للعب دور مصر العربي الطليعي.
- إن تطلع شعب مصر وشبابها للإصلاح والتطوير والإنماء ، يجب أن تُفتح أمامه كلُّ السُبُل والآليات، لكي تعود مصر وشبابُها ونُخَبُها، إلى ممارسة دورها وموقعها المفتقد والذي لا يعوض على الساحتين العربية والدولية.
- إن كتلة المستقبل التي تمسكت في لبنان بكل ما يعنيه وتتمسك بمبدأ تداول السلطة، عبر الطرق الدستورية والديمقراطية، وهي مبادئُ وممارساتٌ ناضل اللبنانيون من أجل تثبيتها بالكثير من التضحيات، فإنها إزاء التطورات في مصر تتمنى للإخوة المصريين، ما تتمناه لنفسها وللبنان، من تحقيق عملية تداول السلطة ضمن الأساليب الديمقراطية السلمية.
