الرئيس السنيورة : نرحب بالتغيير السلمي والديمقراطي الواعد في مصر وانتفاضة الشعب المصري تشكل محاكاة مباشرة لتطلعات الشعب اللبناني الذي سبق أن أعطى المثل والمثال في انتفاضة الرابع عشر من آذار 2005

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
توقف أمام دور الرئيس مبارك في معركة العبور ومساعدة لبنان

تعليقاً على التطورات الأخيرة التي جرت في مصر أدلى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بتصريح جاء فيه: إن انتفاضة الشعب المصري السلمية البيضاء، التي انطلقت من ميدان التحرير في قلب القاهرة وعمّت مختلف المدن المصرية، والتي طالبت بالتغيير وبالإصلاح والانتقال السلمي

إلى نظام ديمقراطي وتعزيز الدولة المدنية وحكم القانون، إنما شكلت وتشكل تعبيراً صادقاً عن تطلعات الشعب المصري،وتشكل محاكاة مباشرة لتطلعات الشعوب العربية، وعلى وجه الخصوص تطلعات الشعب اللبناني، الذي سبق أن أعطى المثل والمثال وكان السباق في انتفاضته السلمية البيضاء في الرابع عشر من آذار 2005 في ساحة الحرية، في ساحة الشهداء في قلب بيروت.

وقال الرئيس السنيورة: لقد تقاطعت وتماهت صيحات وتطلعات شباب مصر، بشكل لافت وظاهر ومثير، مع صيحات وتطلعات إخوانهم شباب وشابات لبنان، الذين طالبوا بالحرية والعدالة وأكدوا على التمسك بمبادئ السيادة والاستقلال والدولة الديمقراطية والمدنية وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان.

وأضاف الرئيس السنيورة : إننا إزاء التطورات التي شهدتها مصر نرحب بحرارة، بهذا التغيير السلمي والديمقراطي الكبير والهام والواعد والذي من شأنه أن يعيد مصر الشقيقة العربية الكبرى، والدولة المصرية إلى صدارة مسيرة النمو والتألق والإصلاح والبناء، والى دورها المؤهلة له، في المجالين العربي والإقليمي وهو الدور الذي افتقدناه ودفعنا نتيجة  غيابه الثمن الغالي والكبير، وأدّى إلى تراجع مكانة مصر وهيبتها وتراجع دور العرب وقوتهم الوازنة في المنطقة والعالم. ولذلك فإن عودة مصر إلى حيث هي مكانتها في العالم العربي هو قوة لها وقوة للعرب أجمعين.

وأضاف الرئيس السنيورة: إننا نخاطب إخواننا في القاهرة، وفي ميدان التحرير، وفي كل أرجاء مصر العروبة والكرامة العربية، وننادي شباب مصر الأحرار، لنقول لهم من بيروت المناضلة دوماً من أجل الحرية والديمقراطية، لقد وصلت الرسالة، وصلت رسالة التغيير السلمي والديمقراطي، والدولة المدنية. وكما أسهمت مصر في العام 1952 في إحداث ذلك التحول الكبير في العالم العربي في القرن الماضي، فإننا نأمل أن تبدل ثورتكم السلمية المباركة اليوم وجهة منطقتنا العربية في القرن الحادي والعشرين بما يمكننا جميعاً من إيقاف حال التراجع العربية ويعيد ترتيب أولوياتنا العربية بشكل صحيح وبما يعيد اللحمة والتضامن إلى شعوبنا العربية التواقة إلى الحرية والتحرير والكرامة والتقدم والازدهار.

إن دماء شهداء الانتفاضة المصرية السلمية الأبرياء تعانق دماء شهداء لبنان في مواجهة القمع والظلم والتعسف.

وقال: لا يسعنا في هذه المناسبة المجيدة إلا التمني أن تكون الأيام المقبلة في مصر، أيام إعادة تضامن وبناء وإنماء وتطوير وفق أسس ديمقراطية مدنية حقيقية تحترم وتقدر حقوق الإنسان، وحيث تشكل فرصة هذه الانتفاضة البيضاء سانحة أمام مصر والعالم العربي للتطلع والعمل نحو غدٍ أفضل لا يجوز أن نضيعها أو أن نخسرها.

وختم الرئيس السنيورة: وفي ذات المجال، فان الإنصاف والصدق مع الذات، يدفعنا إلى التوقف عند الدور الذي لعبه الرئيس المصري السابق حسني مبارك طوال سني حياته، إن في معارك التحرير والعبور في مواجهة العدو الإسرائيلي، أو في محاولات إنهاض الدولة المصرية واستعادة الأرض، أو في مساعدة لبنان وحمايته من التدخلات الخارجية والوقوف إلى جانبه. لكننا في ذات الوقت فإن احترام إرادة الشعب المصري من أجل إحداث التغيير واحترام مبدأ تداول السلطة وتعزيز الحريات والنظام الديمقراطي تبقى هي الأساس والمشعل الذي سيضيء مسارات شعوب أمتنا العربية نحو الحرية والنهوض والتقدم والازدهار.

تاريخ الخطاب: 
16/02/2011