الرئيس السنيورة: زيارة شكر وتقدير لرجل صنع الكثير لبلده وابرز أدواره رعاية التسوية الوطنية في الطائف ومصالحة

-A A +A
Print Friendly and PDF

 

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin-top:0in;
mso-para-margin-right:0in;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0in;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

على رأس وفد من كتلة المستقبل النيابية ضم النواب: نهاد المشنوق، غازي يوسف ، هادي حبيش ونبيل دو فريج، زار رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير في بكركي، وفي ختام اللقاء أدلى الرئيس السنيورة بالبيان التالي :

لقد كانت مناسبة طيبة جداً بالنسبة لنا اليوم، أنا وبعض زملائي النواب من كتلة المستقبل النيابية، في زيارة صاحب الغبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير واستضافته لنا إلى مائدته، وذلك مع بدء الصوم الكبير وعلى مسافة يومين من انعقاد مجلس المطارنة الموارنة لانتخاب البطريرك الجديد. ولهذا السبب فقد أردت أن تكون الزيارة لغبطته أنا وزملائي وباسم كتلة المستقبل النيابية وباسم جمهور كبير من اللبنانيين زيارة تقدير وشكر وتذكر، وتوقف أمام المحطات والانجازات التي صنعها هذا الرجل الكبير لوطنه وأبناء بلده وطائفته.

 

ولكن قبل أن اعدد النقاط التي أراها ضرورية لتسليط الضوء عليها، أريد أن أشير إلى أن غبطة البطريرك صفير، أعطانا في جوانب كثيرة من تجربته الحافلة أمثلة تحتذى. لكنه في الطريقة التي تصرف بها مؤخراً قدم للبنانيين أمثولة كبيرة، فهو الذي تقدم باستقالته لكي يتيح المجال أمام غيره لتسلم المسؤولية. وكما يلاحظ الكثيرون، فإن المشكلة الأساس في محيطنا العربي الذي يشهد ثورات وانتفاضات في هذه الأيام، هي مشكلة رفض القبول بمبدأ تداول السلطة. لكن البطريرك صفير اثبت بمبادرته هذه انه طليعي في هذا الخصوص لأنه حرص على تطبيق هذا المبدأ الأساسي في الحياة والمسؤولية العامة.

 وقال الرئيس السنيورة : في هذا السياق، أود أن أتوقف عند نقاط مضيئة خلال المرحلة التي تسلم فيها غبطته المسؤولية في السدة البطريركية وساهم فيها خلال فترة وجوده في بكركي بأدوار هامة. وبطبيعة الحال كان من أبرزُ هذه الأدوار وأهمُّها قاطبةً والتي باعتقادنا سيسجِّلُها له التاريخ هي دورُهُ في رعاية التسوية التاريخية التي أنهت الأزمة اللبنانية والتي تم التوصل إليها في الطائف.

 فمن دون دور البطريرك صفير وموافقته ورعايته لهذه التسوية الوطنية الكبرى وتحضيره الأجواءَ المناسبةَ لها، لما أَمكن التوصُّلُ إليها ولما تمكن لبنان من عبورُ هذه المحطة الهامة في إعادة صياغة ميثاقه الوطني والتي نقلته من حال إلى حال. لقد كان وظل غبطته في أزمنة الدعوة إلى التقوقع والانعزال متمسكاً بالعيش اللبناني المشترك مثلما ظلّ الصوت الصارخ المدافع عن العدالة وكذلك عن السيادة والحرية والاستقلال.

وهو إضافةً إلى رعايته تسويةَ الطائف وإعادة تجديد الميثاق الوطني، فقد كانت له أدوارٌ أخرى كبيرةٌ لا يمكن تجاهُلُها، منها رعايتُهُ المصالحةَ التاريخيةَ في الجبل تمهيداً لعودة المهجرين وعودة الوئام وكسر الجليد بين الفئات اللبنانية التي تباعدت إثْر محنة الجبل اللبناني في أعقاب الغزو الإسرائيلي المدمر للبنان ونتيجة له.

  والمفترق الهام الذي كان للبطريرك الدورُ الأساسُ فيه، هو التهيئةُ الكبيرةُ والحثيثةُ لصدور الإرشاد الرسولي من أجل لبنان، هذا الإرشاد الذي أصدره قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وكان للبطريرك الدورُ الأساسُ فيه، إنْ في الإعداد أو في العمل على تعميمه وتطبيقه والأخذ بتوجيهاته.

  اضاف : كما لا يمكن أن نتجاوزَ دَورَهُ غبطة البطريرك صفير على رأس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الذي أعاد وعلى مدى عَقدَين من الزمان الصعب تأكيدَ الثوابت الوطنية اللبنانية. والعمل على إعلاء شأن مسيحيي الشرق.

  كما أنه لا يمكن إلا أن نسجل ويسجل التاريخ للبطريرك صفير مواقفه الوطنية وعلى وجه الخصوص في مواجهة إسرائيل وعدوانها حيث فتحت أبواب بكركي وبمبادرة منه  لأول قمة روحية إسلامية/ مسيحية أبان العدوان الإسرائيلي عام 1993 لجمع الصف في مواجهة العدو. وتكرر انعقاد هذه القمة أبان عدوان إسرائيل في عناقيد الغضب عام 1996.

  وقد كرر البطريرك موقفه وموقعه ومبادرته في مواجهة عدوان إسرائيل على لبنان في صيف 2006 حيث كانت القمة الإسلامية/ المسيحية في بكركي الحاضن الأساس للنقاط السبع التي أعدتها وتقدمت بها الحكومة اللبنانية وشكلت المنطلق للقرار الدولي 1701 وبالتالي الأساس باتجاه الخروج من المحنة آنذاك.

  البطريرك صفير الذي قام بكل هذه الأدوار الكبرى وغيرها كثير، أضاف إليها دوره الكبير والأساسي في رعاية وحماية انتفاضة الاستقلال فكان عن حق بطريرك الاستقلال الثاني للبنان، وانتفاضة الاستقلال. هذه الانتفاضة هي التي أعادت تأكيد خصائص لبنان الأساسية، وهي التمسك بهذا الاستقلال وبالحرية المستندة إلى النظام الديمقراطي والمحافظة على الآلية الدستورية لتداوُل السلطة، والتشبُّث بالسِلْم الأهلي وبلبنان العربي في شتى الظروف. كماد وعمدت إلى التأكيد على احترام مبادئ العدالة ورفع الظلم والاعتدال والتسامح وسلوك طريق الحوار والتفاهم وسبله لمعالجة المسائل التي قد تعترض تقدم اللبنانيين نحو الغد الأفضل.

 

لكل ما تقدم، أود أن أقول له باسمي وباسم زملائي النواب وباسم من امثل واسم الكثير الكثير من اللبنانيين... شكرا...

 شكرا لك يا صاحب الغبطة على كل ما قمت به من اجل لبنان الرسالة، لبنان الذي تثبت الأيام مرة بعد أخرى أنه وبصيغته الفريدة ليس حاجة لبنيه فقط بل هو حاجة للعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. لبنان الوطني الذي هو أمانة في أعناقنا. لبنان الذي نريده أن يبقى ويزدهر ونحفظه لأولادنا وأحفادنا من بعدنا.

 وختم الرئيس السنيورة : ليس هذا وداعاً يا صاحب الغبطة، بل أردناها كلمة شكر وتقدير على أمل يتجدد، باللقاء الدائم بكم وفي أي موقع كنت فيه، لنستزيد من حلمك وحكمتك ورؤيتك وتجربتك الوطنية والإيمانية الكبيرة.

تاريخ الخطاب: 
07/03/2011