المكتب الاعلامي : الوثائق المنشورة تثبت ان الرئيس السنيورة لم يخضع للضغوط الامريكية بل كان يفاوض من اجل تحقيق مصلحة بلده ومواطنيه في الوصول الى صبغة حل

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
كشف كيف ان الوثائق المنشورة تثبت بطلان اتهامات حزب الله

تعليقاً على الحملة التي يشنها البعض من قوى الثامن من آذار على الرئيس فؤاد السنيورة  بحجة نشر نص وثائق حصلوا عليها من موقع ويكليكس تتعلق بالتفاوض إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف العام 2006 . يهم المكتب الإعلامي أن يشير إلى أن بعض وسائل إعلام قوى الثامن من آذار لا ينقل الحقائق بدقتها بل يلجأ في اغلب الأحيان إلى وضع فرضيات والى التأويل والاستنتاج

ويطلق عناوينه المثيرة استناداً إليها، فيما أغلبية النصوص، والتي لم تنشر بحرفيتها، لا تؤيد تلك الاستنتاجات. بل و أكثر من ذلك، فان بعض السياسيين يجدها مناسبة ،للاكتفاء بالعناوين المثيرة ، والبعيدة من الدقة ، ليلقي الاتهامات ويواصل التشكيك والتجريح والطعن بوطنية الرئيس السنيورة ودوره .

من هنا فان المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة يهمه القول انه رغم التأويلات والاستنتاجات فان ما نشر يثبت ويؤكد النقاط والمواقف التالية :

  اولا: إنها حملة منظمة تستهدف  الرئيس السنيورة، اذ  إن من يقرأ هذه الكتابات التي تختزل مقاطع على هواها مما جاء في تقارير السفارة الأميركية يتبين المواقف الصارمة التي وقفها الرئيس السنيورة منذ اللحظة الأولى وعقب الحادث الذي حصل وأدى إلى خطف الجنديين الإسرائيليين والعدوان الاسرائيلي الذي تلاه وهو الموقف الذي قاده الرئيس السنيورة متقدماً على طريق مخاطبة المجتمع الدولي عمل استعادة موقع المعتدى عليه عوض المعتدي بنظر المجتمع الدولي بعد عملية حزب الله في تلك المنطقة التي اخترقت الخط الأزرق وقامت بخطف لجنديين إسرائيليين. ولقد كان موقفه ومن اللحظة الأولى مطالباً بوقف كامل وفوري وغيرمشروط لإطلاق النار وبعد ذلك لانسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي التي احتلتها وكذلك الانسحاب من مزارع شبعا و تلال كفرشوبا وهذاواضح في نص البيان الذي صدر عن الرئيس السنيورة في 15/7/2006.

 

ثانيا: لقد اُتهم الرئيس السنيورة انه عمل لإطالة أمد القتال بتأخير الوصول إلى اتفاق لإطلاق النار فيما أثبتت الوثائق المنشورة أن الرئيس السنيورة هو أول من طالب وعمل من اجل وقف اطلاق النار منذ اللحظة الاولى للعدوان.

ثالثا: واتُهم الرئيس السنيورة أن اقتراح النقاط السبع هي عبارة عن مشروع أمريكي فيما تثبت الوثائق المنشورة أن النقاط السبع قد وضعت من قبل الرئيس السنيورة ووافق عليها مجلس الوزراء بالاجماع وتبناها بعد ذلك كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والامين العام لحزب الله والسيد حسن نصرالله . وقد وصفها السفير الأمريكي جيفري فيلتمان في برقياته بقوله أن الرئيس السنيورة يعتقد أن مشروعه قابل للنجاح ...ولو أن النقاط السبع كانت من اقتراح أمريكا لما كان فيلتمان استعمل تعبير  " مشروعه " حين أتى على ذكر النقاط السبع .

 

رابعاً : كما اتُهم  الرئيس السنيورة انه كان يعمل لاستحضار قوات متعددة الجنسيات وفق الفصل السابع للانتشار في الجنوب، فيما تثبت الوثائق المنشورة أن الرئيس السنيورة لم يقبل بهذا المشروع وان مشروعه كان  من البداية العمل على تعزيز قوات الطوارئ الدولية ( اليونيفيل)  الموجودة في الجنوب وتوسيع مهماتها لكي تتناسب مع الأوضاع الجديدة التي فرضها العدوان وهذا كان موقفه المعلن وايضا ما  كان يعبر عنه في  جميع المفاوضات مع المبعوثين الدوليين وممثلي الامم المتحدة .

خامسا: كذلك اتُهم الرئيس السنيورة انه عمل وفق مشروع الولايات المتحدة الأمريكية ورغباتها، لكن الوثائق المنشورة تبين إن السفير الأمريكي فيلتمان قد عبر في أكثر من مكان بان الرئيس السنيورة لم يقتنع بوجهة نظره أو يقبل بان يتجاوب مع طلباته وخاصة في إرسال رسالة لمجلس الأمن تطالب بالقوات المتعددة الجنسية.

سادسا: تمسك الرئيس السنيورة رئيس حكومة المقاومة السياسية  برفضه اعمال اسرائيل العدوانية واثبت ان معاداته لاسرائيل لا تحتاج لشهادة من احد ولايعني ذلك ان سياسة حزب الله هي الطريق الوحيد لمواجهة اسرائيل. فالسلاح وسيلة للتحرير وليس هدفا بذاته في كل الازمنة والظروف .

 

سابعا: تظهر الوثائق المنشورة أن القرار بإرسال الجيش إلى الجنوب كان مشروعا لبنانيا أعده الرئيس السنيورة وعمل من اجله بدليل انه  استطاع الحصول على موافقة فرنسا واستعدادها للانتشار في الجنوب وقيادة قوات الطوارئ الدولية من دون مساعدة  الولايات المتحدة الأمريكية.

ثامنا: تظهر الوثائق أن الرئيس السنيورة لم يخضع للضغوط التي مارستها عليه الولايات المتحدة الامريكية للقبول بمراقبين دوليين على المعابر الحدودية اللبنانية أي في المطار والمرافئ اللبنانية وذلك استنادا الى موقفه الثابت بالحفاظ والتمسك بالسيادة الوطنية . كما ان الرئيس السنيورة رفض الخضوع للابتزاز والارهاب الاسرائيلي بعد مذبحة قانا و كذلك للتهديد بضرب كل المنشآت الحيوية اللبنانية.

.

تاسعا: تثبت الوثائق المنشورة أن الرئيس السنيورة كان مفاوضا بارعا وصلبا لم تستطع الضغوط أن تنال من إرادته و لا من عزيمته في تحقيق مصالح بلده ومواطنيه وهي وقف العدوان وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها ونشر الجيش وقوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني.

عاشرا: تثبت الوثائق المنشورة أن الرئيس السنيورة عمل لإقناع المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لكي يؤمن للبنان الدخول في مرحلة هدوء بعد أن استغلت هذه  المسالة  لاستمرار تصعيد المواجهة والتوتر في الجنوب.

حادي عشر : أثبتت الوثائق أن الرئيس السنيورة رفض أكثر من مرة عروضا أمريكية لاتصالات مباشرة لبنانية إسرائيلية ولو على المستوى العسكري وأصر على ان اي اتصال عسكري مباشر لا يتم الا عبر   الأمم المتحدة.

ختاما، لا يخفى على من يطلع بموضوعية على مجمل النصوص المذكورة ويضعها في سياقها الصحيح ولا ينسب الكلام لغير أصحابه، أن الرئيس السنيورة كان واضحاً وشديد الإصرار على وقف العدوان الإسرائيلي منذ اليوم الأول وقوي التمسك بالسيادة اللبنانية طيلة المفاوضات وساعيا بلا كلل للحد من الأذى الذي ألحقته إسرائيل بكل لبنان والذي ماانفكت تهدد به . ولا تغير  في هذه المواقف شيئاً المرونة التي  يفرضها منطق التفاوض ومحاولة إقناع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا  بوجهة النظر اللبنانية ومخاطبتها على نحو يعزز إمكانية قبولها بوقف فوري وغير مشروط  لإطلاق النار وحماية لبنان من التمادي الإسرائيلي في الاعتداء على شعبه وارضه وبناه التحتية.

ان الرئيس السنيورة بقي صامدا انذاك في موقفه الوطني والقومي وما يزال وما هذه الحملة التي يظهر انها ستستمر الا محاولة يائسة لتشويه الحقائق وهي لا تغير في قناعته ولا في نهجه ولا في نظرة اللبنانيين لما قام به دفاعا عن لبنان.

تاريخ الخطاب: 
15/03/2011