الرئيس السنيورة :المطلوب تشكيل حكومة متفهمة لإلتزامات لبنان الوطنية والدولية والإنجراف نحو تقوية سلطة قوى الأمر الواقع يؤدي الى تلاشي الدولة

رأى رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة أن المطلوب تشكيل الحكومة من مجموعة متناسقة متفهمة لإلتزامات لبنان ، بالشرعية وبدور الدولة ، وبمسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية
وقال الرئيس السنيورة خلال استقباله في مكتبه في الهلالية وفودا من مدينة صيدا والجوار عرض معها شوؤنا انمائية وبيئية وحياتية : بعد كل الملابسات التي أحاطت بعملية التكليف ، والملابسات المتزايدة التي تحيط بعملية التأليف ، والممارسات التي تتوخى أحيانا مخالفة الدستور في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية ، والتعدي على هذه الصلاحيات .. نأمل من الرئيس المكلف أن يقدم على التأليف ، فدستورنا واضح وبالتالي الرئيس المكلف يتشاور مع الكتل النيابية المختلفة التي رشحته، ولكن بالنهاية عليه ان يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية .
ورأى الرئيس السنيورة أن المطلوب تشكيل الحكومة من مجموعة متناسقة متفهمة لإلتزامات لبنان ، بالشرعية وبدور الدولة ، وبمسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية .. وان قيام مثل هذه الحكومة يسهل موضوع الحكم ويسهل العلاقة السوية التي يجب ان تسود بين المعارضة وما بين الحكومة.. اما عندما تتنكر الحكومة لإلتزامات لبنان ولدور الدولة ولقدرتها على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فإن هناك إيغال واستمرار في تكبير حجم المشكل الذي يعاني منه لبنان..
واعتبر السنيورة ان هذا الإنجراف باتجاه تقوية سلطة قوى الأمر الواقع على الدولة اللبنانية، لا يستفيد منه اللبنانيون ولا تستفيد منه البلاد على الإطلاق.. بل يؤدي الى مزيد من الترهل ومزيد من التلاشي للدولة التي يريد المواطن عودتها لأنه يرى في عودتها أمانا واطمئنانا له ولأبنائه ولأولاده ولعائلته ولمستقبله ومستوى عيشه، ولفرص العمل التي يتوخاها الشباب ..
واذ رأى أن هناك استقواء على العرب ، قال الرئيس السنيورة : نحن لا نريد أن يستقوي علينا احد ، ولا نريد لأحد في المنطقة أو خارجها ان يملي هيمنته على اي بلد عربي ولا على العرب . نريد أن نكون متعاونين مع جيراننا في المنطقة باقتدار وباحترام لهم ولنا . وأكد أن محاولة التفريق ما بين السنة والشيعة بأي شكل من الأشكال هو مضرة للعرب جميعا ، وأن تصنيف مجموعة على أنها منتمية الى بلد معين وأخرى منتمية الى بلد معين آخر هو امر مضر ايضاً .. وقال: نحن جميعا في لبنان منتمون الى لبنان ، ومصلحتنا بأن نعمل لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل الذي يقوم على مصلحة ابنائه ويبني مستقبله استنادا الى قراره الحر وليس الى قرارات مستوردة من هنا او من هناك .
تعثر تشكيل الحكومة
وجاء في كلام الرئيس السنيورة في الشأن الداخلي: من المفيد العودة الى ما جرى ، كان هناك انقلاب ولم يكن هناك دراسة وتقدير كبير وسليم وشامل لكل المعطيات ، ولا سيما ان المجموعة المنتمية الى الثامن من آذار كانت لكل واحدة منها افكار واهداف مختلفة، وبالتالي عندما اقدمت على القيام بهذا العمل لم تحسب حسابا لكافة العوامل التي تكتنف عملية تأليف الحكومة ، وايضا للإستحالة للتوفيق احيانا بين الأهداف التي قد تكون متعارضة ، ولا سيما فيما يتعلق بتاليف الحكومة.وبالاضافة الى ذلك هناك متغيرات كبيرة طرأت خلال هذه الفترة ، مما جعل ايضا عملية تشكيل الحكومة تبدو صعبة او متعذرة للغاية .. الآن الوضع ، هناك عديد من الأمور التي ينبغي التنبه لها وبالتالي المشكلة هي لدى أهل البيت من الذين شاركوا في العملية الانقلابية هذه ، ووصلوا الى النقطة التي لا يستطيعون فيها التوصل الى اتفاق.
وأضاف: بما خص مجموعة الرابع عشر من آذار وضعوا جملة من الأسئلة لم يتلقوا حتى الآن جوابا شافيا وشاملاً وواضحاً بشأنها ، ناهيك عن هذه الظروف المستجدة التي تعم العالم العربي، ويتأثر لبنان بها كثيراً والتي تؤثر على عملية تاليف الحكومة .. لا أرى بعد مؤشرات كافية لكي تبين لنا اننا فعليا نسلك الطريق المؤدي الى تأليف الحكومة . نحن نأمل أن تتألف الحكومة.. ومجموعة تيار المستقبل وكذلك المجموعة المنتمية الى 14 آذار أبدت موقفها بشكل واضح ، وبأنها ستتخذ ايضاً موقع المعارضة الواضحة ، استنادا الى المبادىء التي شرحتها في كافة المناسبات التي مرت، والتي تبين على مقدار التمسك بعودة الدولة وبسط سلطتها الكاملة ، وعودة إمرة وإدارة السلاح الموجه باتجاه اسرائيل .. لأنه ليس هناك من تخل على الاطلاق ، بل هناك التزام كامل بأن اسرائيل هي العدو ، ولا يحتكر اي فريق من اللبنانيين موضوع المقاومة والتصدي لأي عدوانية من عدوانيات اسرائيل .. وبالتالي هذا الأمر يجب ان يكون بأمرة الدولة اللبنانية، وايضا بالمواقف التي تعود في ما يختص بتطبيق العدالة ، بحيث ان هناك التزام من هذه المجموعة باستمرار تمسك لبنان ، بأن لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية في ما يتعلق بالمحكمة الدولية..اذاً، هناك امور عدة عبرت عنها قوى الرابع عشر من آذار بما يتعلق بعودة الدولة وبسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية ، وتصديها أيضا من خلال مؤسساتها للعدوانية الإسرائيلية ولإسرائيل، وايضا بما يتعلق بالعدالة وبالسير قدما من اجل معالجة هذا الكم الكبير من المشاكل الذي تراكم على مدى السنوات الماضية، والسير من اجل معالجة قضية النمو والتنمية .
ورأى الرئيس السنيورة أن هناك تأثيرات كبيرة جدا لتأخر تأليف الحكومة، وقال: لا يمكن الظن بأننا نستطيع أن نضيع المزيد من الوقت .. نحن نعلم اننا منذ العام 2005 عملياً مجلس النواب معطل بأكثر من نصف هذه الفترة، ولم يستطع ان يبت في الكثير من القضايا والمسائل ومشاريع القوانين التي أحيلت عليه . وايضا الحكومة بسبب فترات من المناكفات السياسية التي أدت الى تعطيل عمل الحكومة ، هناك كم كبير من المشاكل التي تقتضي معالجتها ، وبالتالي ان تستقيم عملية الحكم من خلال وجود حكومة ووجود معارضة تتصدى بشكل موضوعي وعلمي وبعيد عن المهاترات والمناكفات..نحن لا نريد ان نكرر المرحلة التي مررنا بها في الماضي .. طبيعي كل هذا تقتضي طبيعة تشكيل الحكومة .. هل هي مشكّلة من مجموعة متناسقة متفهمة للإلتزامات التي على لبنان ، أكان ذلك في ما يخص بموضوع الشرعية الدولية او في ما يتعلق بدور الدولة ، وبمسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الاراضي اللبنانية..هذه الحكومة اذا كانت موجودة فبالتالي يسهل موضوع الحكم ويسهل موضوع العلاقة السوية التي يجب ان تسود بين المعارضة وما بين الحكومة..اما عندما تتنكر الحكومة اذا افترضنا عندما تشكل ، تتنكر لإلتزامات لبنان وتتنكر لدور الدولة ولقدرتها على بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، فإن هناك إيغال واستمرار في تكبير حجم المشكل الذي يعاني منه لبنان..
وتابع: لا شك ان استمرار الوضع على ما هو عليه يؤثر على النمو الإقتصادي وعلى قدرة لبنان على معالجة المشاكل التي يعاني منها .. وهي كبيرة وتتراكم يومياً، ونحن نشهد كيف ان هذه الممارسات التي نسمع عنها والتدخلات من هنا ومن هناك .. كل ذلك يؤدي الى التأثير على الاقتصاد اللبناني .. على النمو الاقتصادي .. على التنمية في المناطق اللبنانية .. على معالجة الكم من المشاكل الحياتية التي يعاني منها لبنان.. هذا الإنجراف باتجاه تقوية سلطة قوى الأمر الواقع على الدولة اللبنانية، لا يستفيد منه اللبنانيون ولا تستفيد منه البلاد على الإطلاق.. بل يؤدي الى مزيد من الترهل ومزيد من التلاشي للدولة اللبنانية .. المواطن يريد عودة الدولة اللبنانية لأنه يرى في عودتها أمانا واطمئنانا له ولأبنائه ولأولاده ولعائلته ولمستقبله ومستوى عيشه ، ولفرص العمل التي يتوخاها الشباب من عندنا .. كما انها هي التي تضمن حريات الناس وممارستهم بشكل سليم ومفيد . نأمل من الرئيس المكلف بعد كل الملابسات التي أحاطت بعملية التكليف التي جرت ، والملابسات المتزايدة التي تحيط بعملية التأليف التي نراها ، وهذه الممارسات التي تتوخى أحيانا مخالفة الدستور في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية ، والتعدي على هذه الصلاحيات .. دستورنا واضح وبالتالي الرئيس المكلف يتشاور مع الكتل النيابية المختلفة التي رشحته، ولكن بالنهاية عليه ان يقدم ، وبالتالي ان يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ، وبالتالي الذين يعترضون بإمكان مجلس النواب ان يحجب الثقة عن الحكومة .هناك جملة من المشاكل التي لم يعد بإمكاننا ان نتغاضى عنها.. وهي تتعلق بأمور كثيرة.. أكان ذلك في الأمن ..ام كان ذلك في الاقتصاد .. ام كان ذلك في المالية .. ام كان ذلك في مستقبل البلاد.. أم كان ذلك في المشاريع الحيوية والبنى التحتية التي نتوخاها .. فبالتالي هذه الأمور لم يعد بالإمكان وضعها جانباً، بل هي في جوهر حياة المواطنين ويتوخون نتائج في هذا الشأن .
الوضع العربي والإقليمي
وردا على سؤال حول الوضع العربي الراهن قال الرئيس السنيورة : هناك قول مشهور قديم يقول: انك لا تستطيع ان تضع يدك في مياه نفس النهر مرتين .. العالم يتغير ، وعلينا ان نتأقلم ونتكيف مع هذا التغير . والعالم يسير نحو مزيد من الشفافية ومزيد من الافصاح والمشاركة ومزيد من الحريات ، ومزيد ايضا من دور الدولة الناظم ولكن المفسح في المجال لرأي الآخرين ولكن بالتعبير عن مواقفهم وحرياتهم بحيث لا يكون هناك تعدي على حريات الآخرين . اي ان مبدأ الحرية الكلاسيكي ان حريتك تبدأ وتنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين . فبالتالي هناك متغيرات في العالم ، وهذا الأمر الذي جرى بداية في تونس وانطلق الى مناطق اخرى في العالم العربي هو امر اظن انه تأخر اكثر من عشرين سنة ، وهناك عوامل عديدة . وبداية من ان مكونات شعوبنا العربية الجزء الأكبر منها هي شباب ، وبالتالي علينا ان نتفاعل ونفهم هؤلاء الشباب وكيف يمكن ان نتعامل معهم وكيف نلبي طموحاتهم . وهم يشكون من العديد من الأمور ، من قلة في الحريات وقلة في الممارسة الديمقراطية وعدم الشفافية وعدم تحسن اوضاعهم الاقتصادية ، وعدم امكانيتهم للمشاركة ، وايضا يعانون من انظمة بيروقراطية وانظمة يتفشى فيها الفساد وقلة الانتاجية ، وايضا في جوهر مشاكلنا التي نعاني منها ولكن لا يجوز ان نجعلها مشجبا نضع عليه كل مشاكلنا وهي مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي واستمرار حالة الإذلال التي يتعرض لها العرب من اسرائيل باستمرار عدم التوصل الى حل .
وأضاف: خلال السنوات الماضية كان هناك منطق سائد في العامل العربي بأن لا صوت يعلو فوق صون المعركة ، وبالتالي هذا الأمر استند اليه بحيث انه جرى تأجيل كل قضايا الاصلاح الى أن تحل هذه المشكلة . هذه المشكلة مر عليها اكثر من سبعين سنة ، خلال هذه الفترة كنا نضع مشاكلنا جانبا ولا نقوم بحلها ، لا مسألة الحريات ولا مسألة الانتاجية ولا مسألة الشفافية ولا تحسين مستويات المعيشة بالقدر الذي تسمح به امكاناتنا وفرصنا . وهنا ايضا الفرص التي ستتاح لنا يجب أن نعرف كيف نستغلها. هناك اصلاحات اساسية في انظمتنا السياسية في موضوع الانتخاب والمشاركة من قبل الناس . هناك مبدأ أساسي يجب أن نفهمه جيدا ، أن الاصلاح ينبغي القيام به عندما نستطيع ذلك ، وليس عندما نكون مجبرين على القيام به . وهذا يقتضي من كل انظمتنا ان تدرك وترقأ وتستشف الأمور وتبادر الى القيام بهذه الاصلاحات، لا أن تؤجل هذا الأمر لكي تتفاقم هذه المشاكل ... اعتقد ان ما جرى في عالمنا العربي خلال هذه الفترة، ولنزيل ما يتراكم من انتقادات من هنا ومن هنا ، واقتراحات او تحسينات او شبه ذلك ، انه في مصحلة الأمر هو امر صحي ، وهذه عودة الى جمهور الشباب والمواطنين من اجل المشاركة الحقيقية في عملية الاصلاح على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والتمهيد لمزيد من المشاركة الفاعلة في صنع المستقبل .
واعتبر السنيورة أن ما شهدناه في تونس وفي مصر ونشهده في اكان اخرى ، هي وسيلة للتغيير ولكن من خلال التغيير السلمي . وقال: اعتقد أن المتغيرات التي شهدناها في عالم التكنولوجيا وعالم الاتصالات ، اسهمت كثيرا في تواصل الناس .. هذه الثورة التكنولوجية كسرت حدود ما يسمى المكان والزمان ، واسهمت ايضا في انها كسرت حاجز الخوف . كل هذه المتغيرات اعتقد انها متغيرات ايجابية علينا أن نتفاعل معها لا ان نصدها ، لا ان نتصادم معها ، بل علينا أن نتفاعل ونواكب هذه المتغيرات ونحاول أن نأخذها الى الأمكنة التي تستطيع أن تطور امكانات الناس والشعوب باتجاه التغيير الذي يصب في مصلحة الناس في النهاية ، وفي مصلحة العيش الأفضل وبالإستغلال الأفضل للمقدرات والموارد المتاحة للبلدان العربية ,. وايضا تصب في المحصلة في عودة بعض البلدان الى العالم العربي ، ولا سيما انا اقول في عودة مصر الى العالم العربي لكي تقوم بدورها الهام والفعال الى جانب الدول العربية الأخرى في المغرب العربي ، وحتما في المشرق العربي وفي المملكة العربية السعودية .. هذه العودة لمصر للقيام بهذا الدور ، يعيد طرح الأمور بأننا امة عربية موزعة في بلدان تحترم استقلال بعضها بعضا ، وتحترم انظمة بعضها بعضا .. ولكن منتمية الى هذا المجموع العربي الذي يستطيع ان يأخذ العرب الى المكان الذي يستحقون فيه احترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين لهم .
وأضاف:خلال هذه السنوات بسبب غياب الطرح العربي الصحيح وبسبب هذه المواقف الاسرائيلية واحيانا المواقف الغربية غير المتفهمة للطروحات العربية ، شهدنا كيف أن هناك استقواء على العرب.. نحن لا نريد أن يستقوي علينا احد ، ولا نريد لأحد في المنطقة أو خارجها ان يملي هيمنته على اي بلد عربي ولا على العرب . نريد أن نكون متعاونين مع جيراننا في المنطقة باقتدار وباحترام لهم ولنا . وايضا نريد أن نصل الى حل للمشاكل التي تعاني منها منطقتنا ولا سيما مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي ولكن على اساس الحفاظ والاحترام لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وعودة الأراضي التي احتلها اسرائيل من البلدان العربية ولا سيما ما تحتله في لبنان وفي سوريا وفي الأردن وفي اماكن اخرى ما زالت تحتلها اسرائيل ، في عودة هذه الأراضي حسب منطق المبادرة العربية للسلام . هذه المرحلة التي نعيشها انا اعتقد اننا نشهد ولادة جديدة تبين أنه لا زال في هذه الأمة خير وانها قادرة على التعافي ، وبالتالي علينا أن يكون لدينا هذه الإرادة وهذا الصمود وهذا الثبات على المواقف ، وأننا كلما اكدنا على انتمائنا العربي نعود ونجعل هذه الأمراض التي تفتك بالجسم العربي ، ولا سيما امراض المذهبية والطائفية التي طفت على السطح بسبب غياب هذا الطرح القومي الجامع المبني على المشتركات التي تجمع بين جميع الدول العربية وجميع العرب أكانوا منتمين الى الاسلام ام الى المسيحية ، أكانوا منتمين الى المذاهب المسيحية المختلفة ، ام الى المذاهب الاسلامية المختلفة .. أكانوا من السنة أم كانوا من الشيعة ، كلاهما عرب وكلاهما ينتمي الى هذه الأمة ، ومحاولة التفريق ما بين السنة والشيعة بأي شكل من الأشكال هوم مضرة للعرب ومضرة لهم جميعا ، ومحاولة أن نصنف مجموعة بأنها منتمية الى بلد معين وأخرى منتمية الى بلد معين آخر .. نحن جميعا منتمين في لبنان بدياة أننا منتمون الى لبنان ، وان مصلحتنا بأن نعمل لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل الذي يقوم على مصلحة ابنائه ويبني مستقبله استنادا الى قراره الحر وليس الى قرارات مستوردة من هنا او من هناك .
وقال: كما اننا ايضا في هذا العالم العربي هناك ايضا اعراق مختلفة ومذاهب مختلفة يجب أن ندرك ونعمل على احترام الآخرين حتى ولو اختلفوا معنا ، لا أن ننطلق من وجهة نظر أن الذي يختلف معنا مباشرة تهمة الخيانة جاهزة . لا . ليس لأحد قدرة وليس لأحد مصلحة ايضا ، في ان يطلق التهم جزافا على الآخرين .. الاختلاف يجب أن نجعله في صف الثروة التي لدينا في هذا التنوع ، وليس انه نقيصة نعاني منها ...اعتقد ان هذا التنوع الذي لدينا سنة وشيعة ، السنة والشيعة هم عرب ، وهذا ما يجمعهم اساسا ، وهذا التباين في كيفية اداء بعض الشعائر الدينية لا يجعلهما اعداءا ، بل يجعلهما مكملين لبعضهما بعضا وليس العكس .. أعتقد أن هذه المرحلة التي نمر بها في العالم العربي يجب أن نستخلص منها دروسا وعظات كبيرة ، لأننا نواجه كمية كبرى من التحديات لا نستطيع ان نواجهها في حالة الخلاف والخصام الذي هو سائد ، ولا حالة تعظيم الخلاف في ما بيننا . الاختلاف لا يجب أن يتحول الى خلاف . هذا التباين في بعض الأمور هو ثروة لنا بتنوعنا يجب أن نبني عليها حتى ننطلق الى المستقبل لمصلحة ابنائنا .
مشكلة النفايات
وردا على سؤال حول مشكلة النفايات والموضوع البيئي في صيدا ومنطقتها قال الرئيس السنيورة : مشكلة النفايات في لبنان هي مشكلة مزمنة ، وجميع الحلول التي اعتمدت حتى الآن في لبنان هي حلول مؤقتة ، وليس هنالك من حل دائم . هناك محاولة التي نعمل من اجل انجاحها لأن يكون هناك حلا دائما لمشكلة النفايات في مدينة صيدا، وذلك من خلال هذا المعمل الذي يجري الآن التفاوض من اجل كيفية تشغيل هذا المعمل بأفضل الشروط الملائمة للمدن والبلدات المستفيدة من موضوع هذا المعلم. الحقيقة ان قصة النفايات في صيدا عمرها خمسون سنة ، وخلال خمسين سنة ، ومنذ ان بدأ عدد سكان صيدا يكبر ، لجأت صيدا الى أسلوب أن يكون لديها مكب على شاطىء البحر . هذا المكب توسع بحيث انه لم يعد هناك من امكانية على الاطلاق لأن نضيف عليه اي شيء. بل على العكس ، كلما ارتفع الموج يحمل قسما من هذه النفايات وينثرها على كل الشاطىء اللبناني من صيدا الى شمال لبنان ، ويلوث البحر الأبيض المتوسط الذي هو مصدر حياة . نحن انطلقنا على عدة مسارات: مسار يتعلق بمعالجة المكب الذي بلغ حجمه كما نشهده جبلين من النفايات ، وهذا الأمر ومن خلال ما حصلنا عليه من هبة من المملكة العربية السعودية من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ عشرين مليون دولار مودعة في مصرف لبنان بإسم هذا المشروع الذي جرى العمل من اجل بناء حاجز بحري يستطيع أن نردم مساحة تتعدى الـ550 ألف مترا مربعا من المياه التي يمكن لبلدية صيدا ، وهي ارض للدولة اللبنانية يمكن لمدينة صيدا ان تستفيد من هذه الأرض المردومة . لا سيما وان خمسين الى ستين في المائة من جبل النفايات هو حجارة مردومة ورمل وتراب يمكن استخدامها في عملية الردم .وبالتالي جرى الاعلان عن مناقصة وجرة تلزيم المتعهد لهذا المشروع ، ومنذ يومين فقط في السادس من نيسان 2011 جرى اصدار المرسوم الذي يسمح لمجلس الانماء والاعمار أن يعطي امر المباشرة للمتعهد في البدء بعملية الردم . اذا وضع موضوع الردم على الطريق الصحيح ، ومن الآن تبقى عملية المتابعة لكيفية عمل المتعهد من اجل القيام بهذا الشأن. وبعبارة اخرى ينشىء الحاجز البحري وتكون هناك عملية فرز على الطريقة التي استعملت في مكب النورماندي في بيروت بحيث يستعمل جزء من هذه الأتربة والرمول في الردم ، والمواد الثانية تعالج بطريقة ثانية .
وأضاف: بالنسبة للموضوع المتعلق بالنفايات اليومية ، عمليا مدينة صيدا الادارية تنتج حوالي 80 طنا في اليوم ، والمواطن اللبناني في المعدل ينتج كيلو غراما واحدا من النفايات ، فبالتالي يجب أن نجد حلا .. بلدية صيدا تنتج يوميا 80 طنا ، وعين الحلوة 40 طنا .. وبالتالي كل البلدات التي التي جزء كبير من اهالي صيدا يقطنون فيها ، يجب أن نقوم بشيء بالاتفاق بيننا وبين المعمل الذي يعالج هذه النفايات ويحول جزءا منها الى سماد عضوي والجزء الآخر يتم فرزه .. هذه العملية سنقوم بشيء مماثل لما هو معمول في بقية البلديات في لبنان. هناك اتفاق مع بلدية بيروت وبلديات جبل لبنان وبلديات في الشمال والبقاع ، على اساس انه جزء من مسؤولية البلديات تعاون فيها ايضا الدولة اللبنانية في عمليات المعالجة وما شابه . فبالتالي الحل بأن يكون هناك اتفاق بين البلديات ومع المعمل بالتعاون مع الصندوق البلدي المستقل على اساس الترتيب المعمول به مع الآخرين . أن الصندوق البلدي المستقل يدفع كلفة هذه العملية للمتعهد او للمعمل ثم يستوفي الصندوق البلدي المستقل 40% من واردات البلديات ليستوفي جزءا من الكلفة ، والباقي يؤجل الى أن يكون له حل .. هنا اناس انطلقوا من ان المكب موجود وطالما انه موجود فهم مرتاحون وبالتالي لا داعي لأن يقوموا بأي عمل .. لكن اذا لم يكن هناك تحسسا بأن هناك مشكلة علينا كلنا اينما كنا ، اكنا مواطنين في مدينة صيدا الادارية أم في البلدات المحيطة ،علينا ان نتنبه الى انها مشكلة وعلينا أن نبادر الى ايجاد حل لهذا الموضوع بالطريقة التي جرى التعامل على اساسها مع بلديات أخرى . واعتقد أننا الآن نسير في الاتجاه الصحيح . موضوع المكب ابتداء من 6 نيسان بدأن الرحلة باتجاه الحل . وموضوع النفايات اليومية ، هناك مفاوضات تتم ، وسنتابع السيدة بهية وانا في هذا الشأن مع بلدية صيدا للتوصل الى حل لهذا الموضوع .. أعلم ان اهالي مدينة صيدا واهالي البلدات المجاورة يعانون الأمرين وأتفهم هذا الأمر ، لكن آجلا ام عاجلا سنواجه هذه المشكلة وعلينا ان نجد لها حلا .