الرئيس السنيورة : ليس لدي اعداء واتحاور مع الجميع وويكليكس اثبتت ان مواقفي في العلن كما هي في السر

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
التقى وفد كوادر تيار المستقبل في مقر اقامته في فندق انتركونتيننتال وتحاور معهم وزار لحود واطمئن الى صحته

قال رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة ، نحن نعلن أننا مع الإصلاح ومع الديمقراطية في العالم العربي، لكن نحن ليس لنا أن نقوم بأي عمل عن شعب في أي دولة عربية، نحن لنا إيمان في موضوع الإصلاح لكن ما نتمناه نحن لكل دولة عربية هو ما يتمناه شعب تلك الدولة العربية لنفسها.

وقال : أنا ليس لدي أعداء في لبنان ولذلك أنا أتحاور مع الجميع واللقاء مع النائب جنبلاط هو في سبيل الحوار وقد أثبتت ما سمي بوثائق ويكليكس أن ما كنت أقوله في العلن أقوله في الداخل .

وقال نحن ليس لنا عمل في موضوع تغيير الأنظمة ولا نريد أن نضع أنفسنا في ممر الأفيال وأنا اعتقد انه يجب أن تكون هناك حكومة تكنوقراط لتخفيف التوتر للانتقال إلى مرحلة جديدة.

كلام الرئيس السنيورة جاء خلال لقاء جرى مساء أمس في مقر إقامته في انتركوننتال اوتيل  في باريس مع كوادر من تحالف الرابع عشر من آذاربحضور مسؤولة تيار المستقبل في فرنسا ريما طربيه  حيث قال في بداية اللقاء :

بعد المحاولة التي أخذت شكل انقلاب في لبنان ، هذا الانقلاب الذي اخذ مجموعة من النواب من مكان إلى أخر وذلك خلافا لما تقدم به هؤلاء النواب أمام ناخبيهم وترشحوا على أساسه وقد جرى نوع من التنكر لهذه الأفكار والشعارات التي تقدموا بها عند الترشح فحدثت النقلة لكن الصورة كما تبدو الآن ، أن من قاموا بهذا العمل وقعوا بسوء التقدير للمصاعب التي تكتنف عملية تأليف الحكومة. وقد أوضحت مجموعة 14 آذار موقفها، خاصة في موضوع العدالة وضرورة بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية‘ وهنا خرجت 14 آذار من درب الجلجلة الذي مرت به وأعلنت المواقف الواضحة التي ركزت الأمور كما هي الآن. لكن تبين أن قوى 8 آذار لم يستطيعوا أن يؤلفوا الحكومة التي يريدونها بسبب اختلاف الاجندات والتوجهات وكل واحد لديه ما يريد، لكن حدث أيضا تغير في المنظور العربي بنتيجة ما يسمى ربيع العرب وثوراتهم والانتفاضات التي تطالب بالإصلاح في العالم العربي والتي انطلقت لاستعادة الكرامة والعدالة والحرية والديمقراطية وكل ذلك جعل تأليف الحكومة مسالة صعبة خاصة وان هناك أسئلة وضعناها بتصرف الرئيس المكلف ولم نتلق أجوبة وافية بشأنها واعتقد أن هناك وجهات نظر بشأن تركيبة الحكومة وانعكاساتها المحتملة ولذلك نحن نشهد عملية مراوحة بانتظار أن يطرأ شيء جديد ونحن نريد أن تتألف الحكومة وعندها تصبح الأمور منتظمة والمشكلة الآن بيد ما يسمى الأكثرية الجديدة التي لم تستطع أن تتفق على تأليف الحكومة .

أما ما نشهده من متغيرات في العالم العربي فنحن نعلن إننا مع الإصلاح ومع الديمقراطية في العالم العربي لكن نحن ليس لنا أن نقوم بأي عمل عن شعب أي دولة عربية نحن لنا أيمان في موضوع الإصلاح لكن ما نتمناه نحن لكل دولة عربية هو ما يتمناه شعب تلك الدولة العربية لنفسها.

لأننا عانينا الكثير كوطن من تدخلات الآخرين بنا ولذلك من الأفضل لنا جميعا أن نؤمن بالإصلاح لكن نحن لا نتدخل بما يريده غيرنا لبلده.

اضاف : لقد طرأ مؤخرأ مستجدين هامين جداً ، وقد شكلا فرصة هامة للتفرغ لمعالجة قضية الصراع العربي الإسرائيلي، هما المصالحة الفلسطينية بعد فترة من الضياع العبثي والصراع المدمر بين الطرفين ، لذلك فان هذه المصالحة فتحت بابا جديدا . كان الإسرائيليون يقولون ليس هناك من طرف فلسطيني نتحدث معه هناك فريقين ، المشكلة الآن أن إسرائيل تقول الآن أن هناك فريقا لا يؤمن بالتسوية مع إسرائيل ودون أن يتقدموا بعرض حقيقي وجدي للتسوية .

الأمر الأخر تمثل في وفاة أو مقتل بن لادن ، فما تعرض له العالمان العربي والإسلامي منذ 11ايلول 2001 كبير، فقد أزهقت أرواح كثيرة وهي مسالة تخالف الشرائع الدينية والدنيوية وتخالف قناعاتنا ومصالحنا وقد أدخلنا ذلك في أتون حروب لا تنتهي ومن دون أي نتيجة بعد أن دخلنا مرحلة من التيه  في كل قضايانا . فالأمر لم يقتصر على ضحايا الحادي عشر من أيلول بل كان في نتيجته ضحايا كثر في العالم والعالم العربي .

أنا أقول أن هناك فرصة للولايات المتحدة وأوروبا للعودة إلى معالجة القضية  الفلسطينية بشكل جدي لكي نتمكن من التطلع إلى الأمام ،على أساس المبادرة العربية للسلام . لان معالجة الصراع العربي الإسرائيلي هو المقدمة للإصلاح لكي تسود الديمقراطية وقيم العدالة والتسامح والحكم الصحيح الذي ينتظره الشعب العربي بعد أن تأخرنا كثيرا .

في المحصلة فان ما يجري في العالم العربي يدل أن ما زال في هذه الأمة خير وإننا قادرون على التعافي .

وفي الحديث عن لبنان تبرز هنا قيمة بلدنا وصيغتنا للعيش المشترك المسيحي الإسلامي ومع تمسكنا بالاعتراف بحق الآخرين في الاختلاف إضافة إلى التمسك بتداول السلطة ولهذه الأسباب تمسكنا بالعدالة لكي ينتهي زمن ارتكاب الجرائم في لبنان من دون عقاب ولهذا كانت انتفاضة الرابع عشر من آذار وما نريده هو العدالة والحقيقة وليس أكثر.        

وسئل الرئيس السنيورة من احد الحضور ، هل تخلت الولايات المتحدة عن الرئيس بشار الأسد، وهل تدعم أمريكا الإصلاح في دول الخليج، وهل أن  تغيير الاتجاه والتكويع من قبل من تخلى منذ فترة عن 14 يمهد لعودة الأكثرية السابقة  ؟

أجاب :  كفانا التفكير بما يريد الآخرون ، إنا قلت في البداية أننا مع الإصلاح ومع الديمقراطية ، نحن يا أخوان لسنا في وارد النظر بتغيير الأنظمة ، هذا الأمر ليس عملنا

( مش شغلتنا إطلاقا )نحن نريد الخير لكل بلد عربي ونريد لهذا البلد العربي أو ذاك ما يريده شعب ذلك البلد لنفسه. نحن بلد صغير بمساحته وقدراته، كبير بطموحات شعبه. ولكن لا نستطيع أن نضع نفسنا في ممر الأفيال ونعرض بلدنا للضغوط هذا هو موقفنا ، نحن مع الإصلاح ومع ما يريده كل بلد لنفسه.

أما الأمر الثاني فنحن نعتبر أنفسنا بمثابة اتجاه واضح، فمن أراد أن يعود لكي يهتدي بهذه البوصلة فهذا أمر يعود له ، ونحن لم نغير أو نتغير وهذا هو موقفنا ولذلك إن موقفنا هو ما نعتبره صالحا لبلدنا نريد أن نكون على أفضل العلاقات بيننا وبين سوريا ولكن على أساس الاحترام المتبادل لسيادة البلدين وهكذا مع كل بلد عربي .

وردا على سؤال قال : نحن لدينا حتى الآن جار واحد هو سوريا أما  الآخرون فليسوا بجيران ، لنكن واضحين في هذا الأمر وكما يقول المثل العام :  " قعود اعوج واحكي جالس " ويجب وضع الأمور في نصابها.

أضاف : يجب أن نكون منفتحين على الأخر فمن يختلف معنا نحاوره فنحن أبناء وطن واحد فما هو لي من حقوق هو له في الوقت ذاته.

وعن صلاحيات المسؤولين قال : الذي يؤلف الحكومة هو الرئيس المكلف بالتعاون مع فخامة الرئيس وكلاهما يوقع هذا المرسوم ولا تتم إلا بتوقيعهما سوية. صلاحيات النواب بإعطاء الاستشارة وحق النائب أن يعطي أو لا يعطي الثقة . غير ذلك هو تدخل بالصلاحيات التي أعطاها الدستور ولا يستطيع أي احد أن ينال من هذه الحرية وما يجري ألان هو ممارسة من خارج الدستور.

وسئل ، اللقاء الأخير مع النائب جنبلاط من الذي طلبه، وما هي خلاصته ؟

أجاب : الحقيقة هذا اللقاء جرى بمبادرة من صديق مشترك، بدعوة على العشاء وأنا ليس لدي عداوة مع احد وبالتالي اثبتت الايام أن الذين كانوا يتهموننا بالكثير أثبتت الأيام ولما انكشف ما يسمى بوثائق ويكليكس أثبتت أن الذي كنت أقوله في العلن كنت أقوله في الغرف المقفلة لم يتغير موقفي .

من هنا فلما طرحت فكرة اللقاء قلت أهلا وسهلا والتقينا وكانت فرصة للحوار حول مواضيع سابقة ومواضيع حالية .

مواضيع سابقة ، ما مررنا به تلك الفترة وكان فيها قدرا عاليا من المعاناة وحاليا بما يتعلق بموضوع الحكومة وأنا قلت ما اراه مناسبا في هذا الأمر وكانت وجهة نظر وليد بك انه ليس هو الطرف المعني بهذا الموضوع فقد قلت رأيي ولديه وجهة نظر بضرورة الانتباه لعدم الوقوع بالفتنة وهذا أمر صحيح ويجب أن نتحدث  مع بعضنا وننفتح على بعضنا لكن يجب أن لا تستعمل فكرة الفتنة من اجل الابتزاز .

يأتيك من يقول ( سأضربك كفين ) لكن إياك أن تتفوه بكلمة لكي لا تقع الفتنة ! يا أخي نحن نريد منع الفتنة وهذا لا يحدث إلا بالامتناع عن أعمال الفتنة . نحن حريصون جدا على عدم وجود الفتنة ولكن من موقع المساواة والحوار وعدم اللجوء إلى الابتزاز .

أما في موضوع الحكومة وهذا كلام قلته للرئيس ميقاتي من اليوم الأول لتكليفه وأنا أرى ومازلت، انه بسبب الانقسام ، يجب أن نعمل للتخفيف من الجو المحتقن إلى أن تتحضر الظروف لنترك القضايا الأساسية التي نختلف عليها جانبا، وتؤلف حكومة من الخبراء أو التكنوقراط وتكون مؤقته إلى أن تهدأ الأمور ويعود الحوار لأننا لم نوقف الحوار . ولكن عندما حدثت التطورات في العالم العربي تحدثت مرة ثانية مع الرئيس ميقاتي وهذا ما قلته لوليد بك في اللقاء ، بان التطورات باتت تضيف سببا إضافيا إلى اعتماد حكومة الخبراء أو التكنوقراط والى عدم توتير الأجواء العربية وهذا ما جرى بحثه مع النائب جنبلاط وليس أي شيء أخر.

لحود

وكان الرئيس السنيورة قد زار ترافقه عقيلته السيدة هدى النائب والوزير السابق نسيب لحود وكان عرض للاوضاع الراهنة اطمئنان الى صحة لحود .

تاريخ الخطاب: 
12/05/2011