الرئيس السنيورة : هناك محاولة لإحلال المجلس النيابي مكان السلطة التنفيذية وهذا مخالف للدستورو لا يمكن أن نحل مشاكلنا بمزيد من التطرف والعقلية الصدامية

استغرب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة كيف أنه بعدما كان المنطق الذي ساد على مدى السنوات الماضية أنه لا يمكن عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف أعمال ، فجأة صار هناك اقتراح لعقد جلسة تشريعية.. معتبراً ان هناك محاولة لإحلال المجلس النيابي مكان عمل السلطة التنفيذية، وأن هذا الأمر مخالف للدستور، لأن هناك فصلا كاملا بين اعمال السلطات المختلفة مهما حاول الإنسان ان يجد تبريرا لذلك
. وقال : لقد جرى الإعلان عن جلسة لهيئة المجلس من دون أن يجري الاتفاق على ذلك، وجرى الإصرار على توزيع جدول أعمال، علماً أن هذا الامر هو من صلاحية مكتب المجلس ..
واكد السنيورة أن هناك حاجة للتجديد لحاكم مصرف لبنان ، وان الكثير من النواب ونحن منهم مع عملية التجديد لحاكمية مصرف لبنان، ولكن هذا الأمر يمكن ان يتم عبر السلطة التنفيذية وعبر الحكومة وليس عبر المجلس النيابي . وقال : لا يجب استخدام هذه العمليات من أجل تبرير استمرار المراوحة في موضوع الحكومة.
ورأى السنيورة أن الحل الأساسي لكل المسائل التي تطرح الآن هو ان يصار الى تأليف حكومة تستطيع ان تذهب الى المجلس ، ويكون لها بيان وزاري ، وتأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي علينا ان نعرف كيف نتعامل معها، لافتا الى أنه طرح على الرئيس المكلف منذ فترة أن يكون الحل الأمثل بأن يصار الى تأليف حكومة من خبراء ومن مستقلين ، بحيث تجمع بين اللبنانيين وتكون حكومة مؤقتة الى ان تهدأ الأوضاع ومن ثم يكون هناك مجال من اجل عودة الحوار ..
كلام الرئيس السنيورة جاء على هامش استقباله في مكتبه في الهلالية في صيدا وفدا طلابيا جامعيا ووفداُ من منسقية تيار المستقبل في الجنوب تقدمه منسق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود، حيث جرى البحث في الأوضاع العامة في البلاد وفي شؤون تهم المدينة .
وقال الرئيس السنيورة:
هناك مسألة أساسية لا زالت تراوح مكانها منذ عدة أشهر، وهو موضوع عدم تأليف الحكومة والنتائج التي تترتب على عدم تأليف الحكومة على كل الصعد السياسية والوطنية والأمنية وايضا الاقتصادية، وآثارها الكبيرة في هذا الشأن ..وخلال هذه الفترة لم يكن من الممكن عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي بسبب وجود حكومة تصريف أعمال ، وفجاة صار هناك اقتراح لعقد جلسة تشريعية خلافا لكل المنطق الذي ساد على مدى السنوات الماضية .. بأنه لا يمكن عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال فجأة ، الآن رأينا ان هناك خطوة لإحلال المجلس النيابي مكان عمل السلطة التنفيذية، وهذا الأمر ايضا مخالف للدستور، لأن هناك فصلا كاملا بين اعمال السلطات المختلفة مهما حاول الانسان ان يجد تبريرا لذلك.
واضاف: هناك حاجة من اجل التجديد لحاكم مصرف لبنان ، وهناك الكثير من النواب ونحن منهم مع عملية التجديد لحاكمية مصرف لبنان، ولكن هذا الأمر يمكن ان يتم عبر السلطة التنفيذية.. الأسباب نفسها التي يمكن ان تستخدم بانها اسباب استثنائية وحالة الضرورة تستدعي التجديد لحاكمية مصرف لبنان.. نعم ، ولكن بالإمكان ان تتم عبر الحكومة وليس عبر المجلس النيابي . جرى الإعلان عن جلسة لهيئة المجلس وبالتالي لم يجر الاتفاق على ذلك ،وجرى الإصرار على توزيع جدول اعمال علماً أن هذا الامر هو من صلاحية مكتب المجلس ..فلذلك اعتقد ان ما يجب ان يسود خلال هذه المرحلة هو عمل من كل الأطراف على التهدئة وعدم دفع الامور الى مزيد من التوتر او الصدام .
وقال: اذا كان الاستعجال هو من اجل التجديد لحاكمية مصرف لبنان فبالإمكان ان يتم ذلك عبر اجتماع لمجلس الوزراء، على اساس ان هذا امر استثنائي وبالغ الأهمية وضروري ، وبالتالي لا يمكن تأجيله لكن يجب ان لا تتم هذه العمليات من أجل تبرير استمرار المراوحة في موضوع الحكومة لأن الحل الأساسي لكل المسائل التي تطرح الآن هو ان يصار الى تأليف حكومة تستطيع ان تذهب الى المجلس ، ويكون لها بيان وزاري ، وتأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي علينا ان نعرف كيف نتعامل معها، من القضايا التي كنا واقترحنا على دولة الرئيس المكلف ان يعطينا تبريرات وتفسيرات وايضا التزاما واضحا فيما خص القضايا الأساسية، كما اننا طرحنا عليه منذ فترة معينة قد يكون الحل الأمثل بسبب الظروف التي نعيشها في لبنان وايضا الظروف المستجدة في العالم العربي ، والتي تتطلب جميعها موقفا داعياً للتهدئة وعدم زيادة الشرخ الموجود والانقسام الداخلي الموجود، او ايضا تأثيراتها وتداعياتها في المنطقة ... أنه من الافضل ان يصار الى تأليف حكومة براينا هي من خبراء ومن مستقلين ، بحيث تجمع بين اللبنانيين وتكون حكومة مؤقتة الى ان تهدأ الأوضاع ومن ثم يكون هناك مجال من اجل عودة الحوار ..
وخلص الرئيس السنيورة للقول: يجب ان نبدأ اساساً من منطلق ان مشاكلنا التي نواجهها لا نستطيع ان نحلها بمزيد من التطرف وبمزيد من العقلية الصدامية.. لا تحل الا من خلال الحوار والاستماع الى الرأي الآخر والاقتناع بان هناك رأيا اخر غير الرأي الذي عند البعض وجهة نظر وعند الآخرين وجهات نظر ، وايضا اللجوء الى استخدام اسلوب التخوين واسلوب رفض الآخر لا يجدي نفعاً وهذا هو موقفنا الحقيقة ..
د.منسقية الجنوب
من جهته منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود قال : نحن على تواصل دائم مع دولة الرئيس السنيورة وكانت جولة افق حول الوضع السياسي في لبنان والوضع المحلي في صيدا والوضع الاقليمي وتطرقنا الى موضوع تأليف الحكومة وماذا يجري خلف الكواليس . وقد ابدى دولته رأيه في كل هذه المواضيع .. وفيما يتعلق بالمشاريع الإنمائية تبلغنا اين اصبحت بعد سنتين من الولاية النيابية وما هي المشاكل التي تقف بوجه المشاريع ، وما هي العوائق والطرق لتسهيلها في ظل عدم تشكيل الحكومة وعدم اجتماع المجلس النيابي وكل هذه الأمور تؤثر على المشاريع الانمائية ان كان في صيدا او خارج صيدا .