الرئيس السنيورة: القطاع الخاص في لبنان ديناميكي ونشيط وهو العمود الفقري للاقتصاد اللبناني

كازاخستان – استانا : أعلن رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة أن " الناحية الايجابية في لبنان فتكمن في أنه، وبالرغم من كل الانقسامات السياسية حول قضايا أساسية وباستثناء عدد قليل من الأصوات ، يعتبر القطاع الخاص النشيط والديناميكي عموداً اقتصادياً فقرياً متجذراً في الثقافة اللبنانية "
كلام الرئيس السنيورة جاء خلال مشاركته في جلسة النقاش الأولى للمنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الذي افتتح أعماله اليوم في في قصر المؤتمرات، قصر الاستقلال في العاصمة الكازاخستانية استانا بحضور حشد من المسؤولين والوفود من كل الدول الإسلامية تقدمهم رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف الذي كانت له كلمة في حفل الافتتاح ضمنها اقتراحات متعددة لتنشيط الاقتصاد ودفع النمو والتعاون بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي.
الرئيس السنيورة شارك اثر جلسة الافتتاح في جلسة النقاش الأولى حيث اشترك معه فيها : رئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز ، نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس ، نائب رئيس وزراء قرغيستان عمر بك ببانوف، رئيس وزراء ماليزيا السابق احمد بدوي، رئيس وزراء هولندا السابق فيم كوك ، وزير المالية الأردني محمد أبو حمور ، ومسؤولة السياسة الخارجية في الحكومة البرازيلية ماريا ريز .
مداخلة الرئيس السنيورة
المشاركون في حلقة النقاش تقدموا بمداخلات عرضوا فيها وجهات نظرهم لتطور الأوضاع الاقتصادية في العالم وبلدانهم وكيفية اتخاذ مبادرات لتحفيز النمو وكانت مداخلة للرئيس السنيورة قال فيها :
تشكل روح المبادرة عاملاً مهماً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، وذلك بغض النظر عن العوامل الجغرافية أو السياسية. لقد أثبت لنا التاريخ أن نمو القطاع الخاص يؤدي فعلاً للنمو المستدام. وقد علمتنا الحضارة الإنسانية على مر السنين أن القطاع الخاص هو الأكثر قدرةً على تخصيص الموارد، في الوقت الذي تعتبر فيه الدولة الأفضل تجهيزاً لجهة تخصيص هذه الموارد بشكل أعدل من خلال الضرائب والبرامج الاجتماعية...
أضاف : أننا، نحن القادمون من لبنان الذي لطالما اعتبر نموذجاً في المنطقة لجهة روح المبادرة وقدرات شعبه، نستطيع أن نشهد على قدرات قطاع خاص ديناميكي، ليس فقط من خلال النجاحات العالمية التي حققها كارلوس غصن وغيره من اللبنانيين ، لكن خاصةً حين فشلت الحكومات في لبنان - أو تم إفشالها - في حمل شعلة التنمية والتطور: الحرب الأهلية (1975-1990)، والشلل السياسي (2007-2008)، والفراغ السياسي (2011). في كلمات قليلة، لقد كانت روح المبادرة اللبنانية ولا زالت بمثابة قارب نجاة في ظروف سياسية محلية وإقليمية عاصفة.
وقال الرئيس السنيورة: أما الناحية الايجابية في لبنان فتكمن في أنه، وبالرغم من كل الانقسامات السياسية حول قضايا أساسية وباستثناء عدد قليل من الأصوات ، يعتبر القطاع الخاص النشيط والديناميكي عموداً اقتصادياً فقرياً متجذراً في الثقافة اللبنانية.
ومضى قائلا: لكن الخطر الأكبر الذي تواجهه روح المبادرة ليس في لبنان، لكن في المنطقة الأوسع هو إمكانية سلوك عدد من الثورات العربية الدرب الخطأ في حال توصلت لاستنتاجات خاطئة من التجربة "الانتقالية" للسنوات العشرين السابقة عندما تحولت "النظم الاقتصادية الاشتراكية" لاقتصادات أكثر توجهاً نحو السوق.
واعتبر الرئيس السنيورة : أن هذه الفترة الانتقالية التي اتسمت إجمالا باستقرار الاقتصاد الكلي، الأمر الذي وضع حداً لاختلال التوازن المالي وللتضخم جزئياً من خلال تثبيت سعر الصرف، لم تنجح في خلق مزيد من الفرص وفرص العمل وفي تحقيق نمو عادل.
أما السبب وراء ذلك فانعدام الإصلاحات المؤسساتية إضافة للفساد وسوء الحوكمة.
ورأى : وقد نتج عما تقدم اقتصاد سوق "مشوه" حيث حقق بعض المحظيين الثروات من خلال صفقات الخصخصة غير الشفافة ومشاريع التطوير العقاري الضخمة والمشاريع السياحية. إلا أن غالبية الشعب، والشباب بشكل خاص، سواء كان متعلماً أم أمياً، فقد عانى من انعدام النمو في القطاعات التي تحتاج لعدد كبير من الموظفين كذلك في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية كتكنولوجيا المعلومات والبرمجة وتطوير برامج المعلوماتية والتي تعتبر قطاعات جديدة تخلق فرص عمل جديدة في أسواق ناشئة أخرى مثل الصين والهند.
أضاف : من المهم ألا نفقد تركيزنا على القضية الفعلية: لا تكمن المشكلة في اقتصاد السوق أو الخصخصة أو تحرر السوق. الحقيقة أنه لم يتم تطبيق أي مما تقدم. إذ أن المشكلة الحقيقة تتمثل في انعدام الإصلاحات التي ينبغي تطبيقها بالتزامن مع هذه المبادرات والتي من شأنها أن تؤمن توزيعاً أكثر فعالية وعدلاً للموارد والنمو.
ونبه من أن خطر العودة للنماذج الاقتصادية القديمة والبالية التي فشلت في الماضي حقيقي، الأمر الذي يؤكد أهمية الدور الذي يمكن للمنتدى والمؤسسات الإقليمية والقادة الاضطلاع به.
وقال الرئيس السنيورة: من هنا تتأتى الحاجة للدفع بمفهوم جديد لدور الدولة التي عليها أن توجد المناخ المناسب لتشجيع الاستثمارات، وأن تعمل على تمكين موطنيها من خلال التعليم ومعاهد التدريب المهني وتنمية المهارات التقنية، وأن تقدم الرعاية الصحية وتطور أفضل خطط التقاعد، وأن تضع الأطر التنظيمية وتقوم بعملية الإشراف بدل أن تقوم بعملية الإنتاج والتوزيع في معظم القطاعات، باستثناء القطاعات التي تخصها حصراً كضمان الأمن والنظام وسن القوانين.
لقاءات
وكان للرئيس السنيورة اجتماعات ولقاءات متعددة على هامش مشاركته في المؤتمر حيث التقى برئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر غولي بحضور سفير لبنان في استانا فاسكين كافلكيان والمستشاران الدكتور عارف العبد والدكتور مازن سويد، وعرض معه للأوضاع في لبنان والمنطقة وأهمية استكشاف ودفع فرص الاستثمار من قبل رجال الأعمال اللبنانيين في جيبوتي .
وزير الخارجية
والتقى الرئيس السنيورة وزير خارجية كازاخستان يرجان كازيخانوف وكان بحث في الأوضاع العامة المحيطة في لبنان والمنطقة والدور الذي تلعبه كازاخستان في أسيا الوسطى وأهمية دعمها للقضايا العربية وأهمية مساهمة اللبنانيين في نهضة كازاخستان .
كما التقى الرئيس السنيورة بوزير المالية في المملكة العربية السعودية إبراهيم العساف ، وبنائبرئيس وزراء قرغيستان عمر بك ببانوف، ورئيس المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي موسى هيثم ، والمسؤولة في الحكومة البرازيلية ماريا ريز .