الرئيس السنيورة :ضرورة كشف المتسببين بالاحداث ومعاقبتهم وحماية ا لتحركات السلمية وللاقباط دور تنويري ووطني عظيم

والتأكيد على المشتركات والعمل على قطع دابر الفتنة. وقد ابلغ الرئيس السنيورة السفير المصري أمله في أن تنجز التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية بشكل سريع للوقوف على حقيقة وخلفيات ما جرى وتطبيق القانون والاقتصاص من المعتدين.
تصريــح:
واثر الاجتماع أدلى الرئيس السنيورة بتصريح جاء فيه: اجتمعتُ إلى سعادة السفير المصري محمد توفيق للتشاور بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت في مصر يوم الأحد الماضي. وقد عبّرتُ له عن الأسف الشديد لما كان من إزهاقٍ للأرواح البريئة والأنفُس العزيزة والمحرَّمة، من المواطنين ورجال الأمن والجيش. وقد طلبْتُ منه إبلاغَ تعازي إلى الإخوة المسؤولين بمصر وتضامُن كتلة المستقبل النيابية مع الشعب المصري. كما عبَّرتُ له عن ثقتنا الكبيرة بأنّ مصر العظيمة قادرةٌ بعيشها التاريخي الواحد، وقوة جماعتها الوطنية، والوعي الكبير بالمواطنة الذي جدَّدتْه وأكدت عليه ثورة 25 يناير، على تجاوز آلام هذه الخسارة، واستخلاص العبر منها في بناء المجتمع السياسي الديمقراطي المتنوع، الذي يُسدُّ كلَّ الثغرات، ويحقّق طموح المواطنين إلى الحرية والمساواة واحترام الآخر وتحقيق العيش الكريم .
وقال الرئيس السنيورة: إننا إزاء هذه الأحداث الأليمة والمرفوضة نتوجه إلى السلطات المصرية وتحديدا إلى المجلس العسكري الانتقالي والحكومة المصرية المسؤولة التي نثق بحكمتها وحزمها إلى إنجاز التحقيقات بسرعة لكشف حقيقة وملابسات ما جرى وإنزال العقاب بحق المرتكبين الذين تسببوا بهذه الحادثة المؤسفة .
إن الإجراءات الحازمة والصارمة هي الخطوات المطلوبة من أجهزة الدولة لمنع تكرار هذه الحوادث وحماية المتظاهرين المسالمين ومحاسبة المرتكبين والمجرمين .
كذلك فإننا وفي هذه المناسبة الحزينة لا يسعنا إلاّ أن ننوه بالدور الوطني والتنويري العظيم الذي قام به مجموع الأقباط ونخبهم المضيئة إلى جانب القادة المصريين الآخرين عبر تاريخ مصر الحديث، حيث لا يمكن لنا أن ننس قيادات تاريخية كمكرم عبيد والفريق فؤاد غالي قائد الجيش الميداني الثاني الذي اقتحم خط بارليف والموقف الوطني القومي للبابا شنودة الرافض لزيارة إسرائيل والذي دفع ثمن ذلك عزلاً وتنكيلاً واستحق لقب بابا العرب.
إن الدولة الديمقراطية القادرة والعادلة، دولة الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، الدولة المدنية دولة كل المواطنين، هي التي تعامل المواطنين بالعدل والمساواة، وهي التي تشكل حماية لكل المواطنين إن في مصر أو لبنان أو تونس أو سوريا أو ليبيا أو اليمن وفي أي بقعة عربية . فالعدل والمساواة أمام القانون هو الذي يحمي المواطن المسيحي والمسلم ويضمن أمن وأمان كل منهما وهو الأمر المطلوب خاصة في هذه الظروف العربية الخاصة لكي لا يتحول الربيع خريفا وتنقلب الثورة إلى ردة.
وختم الرئيس السنيورة بالقول : إننا على ثقة بأنّ ثورة الشعب المصري وأصالة الشعب العربي في مصر مسيحيين ومسلمين لن تقبل التراجع عن الأهداف النبيلة التي انطلقت من اجلها وهي لذلك ستنجح بالتأكيد في إصلاح هذا الخلل العابر لتعود أكثر إيماناً وإصراراً على متابعة مسيرتها الديمقراطية لاسيما وانه كان للموقف الذي سارعت القيادات الروحية والسياسية الإسلامية والمسيحية والحكومية الواعي إلى اتخاذه الأثر الكبير في سلوك طريق المعالجة والتي نأمل أن تصل إلى نتائج ايجابية أكيدة تتجاوز ما حصل.