الرئيس السنيورة : تمويل المحكمة دين متوجب على لبنان والحملات التي تستهدفني مستندة الى الباطل

استقبل الرئيس عمر كرامي، قبل ظهر اليوم في دارته في بيروت، رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال بعد اللقاء: "اعتدت بين الحين والاخر ان تكون هناك زيارة لدولة الرئيس عمر كرامي، وهي زيارة ممتعة دائما على الاصعدة والوجوه كافة، نظرا للاحاديث التي نتداولها سوية والافكار التي نستعرضها
، فهي مناسبة لان نغرف من خبرته وحكمته، ونتداول في عدد من الامور التي تهم الشأن العام على كل الاصعدة اللبنانية والعربية وما يجري من حولنا، وايضا ما يجري من اوضاع داخلية. فانا اشكر دولة الرئيس كرامي على هذه المناسبة التي نقوم بها سوية لتشاور في امور عدة تهم الشأن العام".
سئل: كيف تقرأ توقيت الهجمة الاعلامية التي تستهدفكم بشكل شخصي؟
اجاب: "أقول منذ زمن طويل ان الشجرة المثمرة هي التي يخونها البعض برمي الحجارة عليها. اعتقد ان اي مستمع وقارىء لهذه الحملة التي تستهدفني يستطيع ان يتبين اهدافها، وقد تم الرد على اكثر من حالة كهذه، وتبين كذب هذه الحملات وعدم صحتها، والمقصود منها التشويه. لا اريد أن أستشهد بما ظهر من وثائق "ويكيليكس" ولم يكن احد منا ولا احد في العالم يتصور ان هذا الامر يمكن ان يظهر، وبالتالي هلل وطبل منذ البدء بنشر هذه الوثائق بأنها وثائق موثوقة. أنا أميل الى الظن انه لا يستطيع اي سفير ان يزور معلومات على حكومته، ومن الطبيعي ان يروي كما يسمع وكما يحفظ وكما يجهتد في ذلك الامر، وبالتالي فقد تبين بعد ذلك وحسبما ذكر احد الاشخاص الذي كان وراء نشر هذه الوثائق، بان ما نجده في هذه الوثائق لا يشفي غليل أخصام الرئيس السنيورة لانهم كانوا يبحثون بالسراج والفتيلة عن سيء يجدونه، فتبين لهم انه كلما كانوا يدعونه في هذا الامر، لم يكن الا تدجيلا وكذبا، وان كل هذه الاقاويل تبين على عكس ما كان يقال، فأنا أردهم الى الوقائع، وأكتفي بذلك".
سئل: هل تم التداول في الشأنين الاقتصادي مع الاخذ والرد الجاري حاليا، اضافة الى موضوع تمويل المحكمة الدولية؟
اجاب: "تداولنا في عدد من الشؤون، وقد تداولنا بطرفة في هذا الشأن، أن احد الاشخاص الذي حكم عليه ان يختار بين ثلاث عقوبات، فاختار الاولى ولم يستطع ان ينفذها، ثم قرر ان يختار العقوبة الثانية، ولم يستطيع ان ينفذها بكاملها، وبالتالي اضطر ان ينفذ العقوبة الثالثة، علما انه تحمل نصف الاولى ونصف الثانية والثالثة بكاملها، بينما كان بامكانه ان يختار واحدة منها".
وتابع: "اعتقد ان هناك وجهات نظر في هذا الشأن، ومن وجهة نظري الشخصية، وفي نفس الوقت أحترم وجهات نظر الاخرين، فنظامنا نظام ديموقراطي، واعتقد ان الموضوع المتعلق بتمويل المحكمة قد اصبح دينا متوجبا على لبنان، فمهما قيل من هنا او من هناك لن يغير الامر، ويجب ان نعتز بحقيقة اذا أراد البعض منا ان يقبل بها او ان لا يقبل، المحكمة تم اقرارها وهناك بنود معينة فيها هي بموجب البند السابع، وهذا قانون دولي يسمو على القوانين المحلية. واما بالنسبة للاتفاق المعقود بين الحكومة اللبنانية والمحكمة فيجب ان ندرك بأن هذا الامر هو بين يدي الامين العام للامم المتحدة، الذي عليه ان يتشاور مع الحكومة اللبنانية، ومع مجلس الامن ولكن القرار منوط به شخصيا".
سئل: كيف تنظرون الى استقالة القاضي انطونيو كاسيزي من المحكمة الدولية، ولا سيما انها ليست المرة الاولى التي تشهد فيها المحكمة لمثل هذه الاستقالات؟
اجاب: "ليس لدي معلومات بهذا الشأن ولكن هذا الامر يجري في كل المحاكم، المحاكم المحلية والدولية. وما أستطيع قوله هو ان الرئيس كاسيزي، وهو بالمناسبة له باع طويل في المحاكم الدولية وهو الذي جرت محاولات النيل منه في وقت مضى، ولكن الذين حاولوا النيل منه، عندما استقال من منصبه كرئيس أشادوا بكفاءاته واخلاقياته وهذا امر مستغرب فبين ليلة وضحاها يتغير موقف البعض في هذا الشأن. على اي حال، الامر الذي يجب ان نستنتج منه الكثير في موضوع المحكمة، هو ان القاضي كاسيزي لم يترك المحكمة وقد بقي في محكمة الاستئناف وسيستمر، وهذا ما يبدو فان التبرير هو تبرير صحي، وهذا الامر يحصل في المحاكم. نحن نعتقد انه لا يحصل الا في لبنان، فلنتطلع الى المحاكم الدولية وقد جرت فيها استقالات وتعيينات جديدة".
سئل: ما هو موقفكم من موضوع انتخابات المجلس الشرعي الاعلى؟
اجاب: "لقد تشاورنا في هذا الامر، هناك جو من الاصلاحات التي ينبغي ان يصار القيام بها، وهي تعزز من دور الدار وتعزز الكفاءة الانتاجية ومعايير الحوكمة داخل الدار، وفي هذا الشأن كانت وجهة نظرنا مع دولة الرئيس كرامي متفقة، وكذلك نتيجة البحث الذي جرى مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فهو نفس الموقف فمواقفنا واضحة، ونحن دعاة اصلاح، وأولنا الرئيس كرامي في هذا الشأن، ونحن سنسير معه في هذا الخط والمسار".
وردا على سؤال عن الاحداث في مصر وتأثيرها على دول المنطقة، قال: "لقد كان لنا موقف واضح من موضوع احداث في مصر، فامس الاول كان يوما طويلا، وقد بدأته بلقاء مع السفير المصري، ومن ثم أصدرت بيانا عن كتلة المستقبل، ثم التقيت رئيس الطائفة في لبنان، وبالتالي كان الموقف واضحا وهو اننا دائما مع الاصلاح والتطور الذي يؤدي الى تعزيز الديموقراطية والانفتاح وعناصر ما يسمى احترام الاخر واحترام حقوق الانسان، فهذه قواعد أساسية ننطلق منها ومستمرون على أساسها، ونعتقد ان الحماية الحقيقة هي الضمانة والاطمئنان الذي توفره الانظمة الديموقراطية والتي فيها درجة عالية من الشفافية والتي تحترم هذه القيم، وهذا الذي يحمي مكونات اي مجتمع، والامر يسري علينا في لبنان كما يسري علينا في اي بلد عربي".
ورأى الرئيس السنيورة انه كلما توسعت الديموقراطية في العالم العربي، فهي مكافأة للبنان الذي اختط النظام الديموقراطي منذ نشأته، مؤكدا ان اللبنانيين على قناعة به وايمانهم والالتزام به يذهب بعيدا في ضمائرهم. فكلما توسعت الديموقراطية في العالم العربي اعتقد ان في ذلك مصلحة للبنان ولمكوناته واما القول بربط مصالح فئة من اللبنانيين او فئة من المجتمع العربي ب"زيد او عمر" من الناس، فهذا الامر لا يستقيم وليس هو بما يسمى بالحل المستدام القائم على عناصر تكتل له الاستمرارية".
وقال: "كلما زدنا من الديموقراطية وأفسحنا المجال أمام أمتنا في ان تشارك في صنع قرارها ومستقبلها وان تؤكد عملية الانصهار الداخلي بين مكونات المجتمع فان هذا الذي يحمي هذا الموضوع، وأي كلام آخر في هذا الشأن وربطه ب"زيد او عمر" او بنظام، أمر لا يستقيم، وكذلك اي كلام يقال عن موضوع ما يسمى حلف الاقليات وما شابه ذلك في لبنان. تحدث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن هذا الموضوع، ففي لبنان جميعنا أقليات، ويجب ان نكون امام القانون سواسية كأسنان المشط، فلا أحد يتميز عن الاخر وجميع المواطنين تجمعهم المواطنة في لبنان، وعلى هذا الاساس يجب ان نتصرف وننزع من عقولنا وتفكيرنا هذا الكلام بموضوع الضمانات. لقد سقطت هذه الضمانات والحمايات والولاءات ل"زيد او لعمر"، الولاء هو لوطننا لبنان السيد العربي الحر المستقل والديموقراطي الذي يحمي كل مكونات الشعب اللبناني".
الرئيس كرامي
من جهته، قال الرئيس كرامي: "استقبلنا دولة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي اعتدنا ان يزورنا كل فترة للتشاور في ما يحدث في لبنان وحوله، وككل مرة هناك امور نتفق عليها وامور اخرى نختلف عليها، ولكن في النتيجة دائما مصلحة لبنان هي الهدف وهي الاساس. تحدثنا في موضوع المحكمة الدولية وتمويلها، فأنا قلت على اثر ما سمعته من المسؤولين ان التمويل لن يمر في مجلس الوزراء وكذلك في مجلس النواب، لذلك اقول جازما بانه لن يكون تمويل للمحكمة، وهنا لا اعلم كيف سيفي الرئيس نجيب ميقاتي بوعوده وعن اي طريق.
اضاف: "تداولنا في شؤون المؤسسة الدينية، واتفقنا على التعاون من اجل اصلاح هذه المؤسسة مهما كانت الظروف والاسباب والعراقيل. وكذلك تحدثنا عن الموضوع الاقتصادي والزيادات على الرواتب، وما فهمته ان ما صدر عن مجلس الوزراء بالامس يكلف الخزينة 600 مليون دولار، فمن اين سيأتون بهذا المبلغ. القاعدة العلمية تقول انه عندما ينحدرالاقتصاد لا يمكنك ان تضع ضرائب، فالنمو في السنوات السابقة كان 7 و 8 في المئة، واليوم واحد ونصف في المئة. فكيف يمكن ان تضع الضرائب؟".
وقال الرئيس كرامي: "ان الحكومة هي في مأزق في هذا الموضوع، نحن دعونا الى تشكيل لجنة علمية، وان اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري ممتاز لجهة ان يكون مع بداية كل عام وضع دراسة للمؤشر وان تعطى الزيادات على الاساس العلمي الذي لا يسبب بأضرار مثل التضخم والبطالة وكان هذا فحوى الزيارة".
سئل: ما هي الرسائل السياسية التي حملها لكم وحملتها الى الامين العام ل"حزب الله"؟
اجاب: "ليس لدينا رسائل سياسية، فقد ذهبت لزيارته لنطمئن عنه وكي نسمع رأيه في العديد من القضايا والامور التي تحدث في البلاد".
سئل: خاطب مفتي سوريا اهالي طرابلس، كابن المدينة كيف ترى هذه التصريحات؟
اجاب: لا ادري ماذا يبلغونه، هناك تضخيم كبير حول ما يبلغونه، فالتضخيم عند السفراء وفي كل لبنان. ان وضع طرابلس هادىء والجميع يتحملون مسؤولياتهم".