الرئيس السنيورة : العقيد القذافي اختار نهايته بيده وكان بامكانه التجاوب مع المطالب الاصلاحية للشعب الليبي

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
اعتبر ان عهد الاستبداد قد ذهب وانبلج فجر التغيير الديمقراطي

تعليقاً على مقتل العقيد معمر القذافي أدلى رئيس كتلة المستقبل، الرئيس فؤاد السنيورة، بالتصريح التالي: أخيراً اختار العقيد معمر القذافي نهايته بيده، بعد أن حكم ليبيا طوال اثنتي وأربعين عاماً.

وهو الذي وصف المعترضين عليه من أبناء وطنه، بأبشع الأوصاف، وأعلن الحرب عليهم، بدل أن يتجاوب ومن البداية مع المطالب الإصلاحية المتواضعة آنذاك بتوسيع المشاركة السياسية واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة.

وقال الرئيس السنيورة: إن ليبيا اليوم باتت وبحمد الله في أيدي شبابها ونخبها الوطنية والسياسية التي عليها أن تستفيد من دروس التجربة  الليبية السابقة وتعمل سريعا لتجاوز محن ومآسي الماضي وكذلك تجاوز الانطباعات البشعة التي تركتها صور جثث القذافي وأولاده .

أضاف الرئيس السنيورة: بعد الخلاص من حكم الطاغية وعائلته نحن نتطلع مع الشعب الليبي إلى ليبيا آمنة وسيدة عربية مستقلة يسود فيها حكم القانون، ليبيا حرة ديمقراطية تشارك في حمل والدفاع عن القضايا العربية وتسمو إلى مستوى تضحيات الشعب الليبي من أجل الوصول إلى نظام مدني قائم على الحرية والديمقراطية، والشفافية والمحاسبة واحترام حقوق الإنسان والحريات والتعدد والتنوع وحماية الخصوصيات.

من جهة أخرى، فإن الشعب اللبناني، يأمل بعد خلاص أشقائه في ليبيا من حكم الطاغية، أن يصار إلى إعلان الحقيقة في قضية إخفاء وتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه. فالشعب اللبناني تواق لمعرفة الحقيقة وكذلك عائلات الإمام الصدر ورفيقيه وهم على أحر من الجمر بانتظار هذا اليوم أيضا الذي يسطع فيه فجر حقيقة إخفائهم.

إن الصفحة التي تفتحها ليبيا اليوم هي مسؤولية وطنية كبرى بعد هذا الوقت الثمين الضائع والأكلاف الباهظة التي تحملها الشعب الليبي على الصعيدين الوطني والقومي تحت حكم الطاغية. ومع أنّ المسيرة ستكون صعبة وطويلة وشاقة لكنها مسيرة حافلة بالآمال والتطلعات بحاجة للكثير من الجهود والتضحيات من أجل الوصول إلى غد ليبي مشرق يسطع نوره لكي يسهم في تحقيق التكامل والتآزر مع محيط عربي حل عليه الربيع العربي وهو ربيع لا بد وأنه إلى انتشار وتوسع ليعم باقي الأرجاء العربية، وحاملاً معه الأمل بانتشار الديمقراطية وتعزيز الحرية ودولة المساواة في الحقوق والواجبات، الدولة المدنية العربية، التي تحترم إنسانها بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه ومنطقته.

إن أولى الدروس التي يجب استخلاصها من هذه التجربة الليبية ومن هذا الربيع العربي، أن لا حياة لأنظمة تقمع شعبها بالحديد والنار، فقد ذهب زمن الطغيان والاستبداد وبدأ فجر التغيير نحو الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

تاريخ الخطاب: 
21/10/2011