الرئيس السنيورة للجمهورية المصرية : يجب ان يكون لبنان دائما مع الاجماع العربي

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
اعتبر انه لا يمكن لاحد ان يأخذ درو مصر

القاهرة -  الجمهورية : حوار شريف جمعه

هو شخصية سياسية لبنانية بارزة فقد كان رئيسا لوزراء لبنان وشغل منصب رئيس الوزراء منذ 19 يوليو 2005 إلى 9 نوفمبر 2009 ، والذى كان واحدا من المقربين من رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى .

إنه فؤاد السنيورة الذي تحدث أثناء وجوده بالقاهرة لـ"الجمهورية" بكل صراحة ووضوح عن العلاقات المصرية اللبنانية .. مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يأخذ دور مصر في المنطقة العربقية .. مشيرا إلي أن الحكومة اللبنانية أصبحت حكومة حزب الله ، وقد وجه للرؤساء الذين يتمسكون بمناصبهم علي حساب دماء شعوبهم :" لو دامت لديك ما ألت اليك" وهو ما يعنى التداول السلمى الحقيقى للسلطة.

فإلي نص الحوار:-   في البداية كيف ترى قرار لبنان الذي جاء مخالفا للدول العربية بعد رفضها التصويت لتعليق عضوية سوريا داخل الجامعة العربية؟

لبنان ليست مثل لفيف دول عربية تشهد تطورات فى غاية الاهمية وتترافق مع حركة الربيع العربى وهذا الطوق والسعى لدى الجماهير العربية من أجل أن تمارس حقها فى المشاركة الحقيقية فى رسم مستقبلها ، وأيضا العمل على إستعادة كرامتها المفقودة ، وللتاكيد على سعيها من أجل تعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الانسان بحكم القانون ، وهذا الامر يتشارك به كافة فئات المجتمعات العربية ،ولبنان أحد هذه المجتمعات وإن كان لبنان بحكم تكوينه ومكوناته وأيضا بحكم تاريخه الديمقراطى ينعم بالديمقراطية .

كما يشكو لبنان من التداعيات التى تحملها المتغيرات فى المنطقة وهذا الامر له نتائج سلبية فى الدول العربية وله تداعيات متصلة بلبنان بحكم أن لبنان بلد منفتح وبلد له تاريخ قديم فى عملية التعامل مع القضايا العربية ودعمها ، ولذلك لبنان كان حريصا على مدى سنوات طويلة بأن يأخذ موقف بعدم التدخل فى الشئون الداخلية العربية مثلما هو حريص على ألا يتدخل أحد بشئونه الداخلية لكن هذا الموقف ولاسيما بالنسبة للشقيقة سوريا الذى اعتمده لبنان لا يعنى أننا غير معنيين أو غير مبالين بما يجرى فى سوريا .

ونحن فى الحقيقة عبرنا عن موقفنا بشكل واضح بأننا مع حركة الربيع العربى ، ولكن نحن لا نستطيع أن نبقى بعيدين عن ما يجرى فى سوريا ولكننا نحن نقول بأننا نتمنى للشعب السورى ما يتمناه لنفسه .

كما أن جامعة الدول العربية إتخذت عدة مواقف خلال المرحلة الماضية و كان هناك موقفا عربيا مقداما ومبادرا من جهة أن يثار إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يريدون أن يعبروا عن وجهة نظرهم ، وأن ينالوا حقوقهم وبمعزل وبدون أن يثار إلى قمعهم بالشكل الذى يجرى القمع .

وأعتقد أنه كان من الضرورى أن لبنان يكون موقفه دائما مع الاجماع العربى أو ما يشبه الاجماع العربى والواقع أنه فى هذا الشأن لا يجوز ، ولا تنفع  وليس من المستحب أن تستمر المواقف الرمادية فى هذا الصدد لاشك أن للبنان خاصية وظروف معينة فى علاقته مع الشقيقة سوريا ، وبالتالى أنا من الذين يعتقدون بأنه كان من الأفضل للبنان أن يتخذ موقفا منسجما مع ما حاول النظام اللبنانى أن يوحى به ويدافع عنه وأن يؤكده خلال الأسابيع الماضية بأنه يريد أن ينأى بنفسه عما يجرى فى المنطقة وتداعياتها.

- كيف تري تهديد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى بالإستقالة من منصبه ؟

لا استطيع أن أدخل فى ضمير رئيس الوزراء اللبنانى وما يريد أن يقوم به طبيعى هناك مسائل أساسية يجب أن يثيرها لاتخاذ قرار حاسم بشأنها ، وتتعلق بالتعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى وأحد مظاهر التعاون مع المحكمة هو أن يبادرلبنان لما ترتب على مشاركته فى عملية المحكمة الدولية ، بأن هناك التزامات ترتبت على لبنان ، وعلى لبنان أن يفى بالتزماته  لان لبنان تحمل كثيرا على مدى السنوات الماضية ، وبالتالى كان من الضرورى أن يثار إلى السير قدما بإقرار المحكمة ذات الطابع الدولى فى لبنان ، وذلك حماية للبنان ولليمقراطية فى لبنان ولحق اللبنانيين لان يعبروا عن رأيهم من وجهة نظرهم ودون خوف من عملية الاغتيال .

وبالتالى هذه المحكمة هى الحماية من أجل ألا يتحول لينان إلى بلد ترتكب فيه الجرائم الارهابية وعمليات الاغتيال السياسى دون رادع أو خوف من الملاحقة للعدالة ، لذا يجب على لبنان أن يفى بإلتزاماته تجاه المجتمع الدولى .

وبالتالى يظن الرئيس ميقاتى أن هذا الامر سيحاولون فى وقت لاحق أن يسيروه فى موضوع التمويل علما أن موقف حسن نصرالله الامين العام لحزب الله قد عبر عنه مرة بعد مرة بأنه لن يمشى فى موضوع التمويل ، وأنه بادر إلى اختراع أن يثار تمويل المحكمة من جيوب البعض من كان هذا الامر أيضا.

- هناك من يردد أن الحكومة اللبنانية ليست حكومة توافق وطنى لان  قوي 14 أذار لم تشارك بها كيف ترى ذلك؟

هذه الحكومة أصبحت حكومة حزب الله ونحن نعرف الطريقة والظروف التى اتت فيها ونعرف المواقف التى تأخذها ، و التصرفات والممارسات التى تأخذها هذه الحكومة ، وبالتالى نرى ماذا كانت نتيجة هذه الممارسات رأينا كيف عاند لبنان إلى التعبير عن الحكومة اللبنانية التي عبرت عن موقف لبنان ، كما تراه من خلال الوقوف فى موقع مخالف لما يشبه الاجماع العربى ، ومخالف لما قالته بشأن موضوع عن النأي بلبنان عن أن يكون فى موقع صعب مثل المواقع التى أبديتها ، وأيضا فى موقف مخالف لما جرى إقراره عبر كل الحكومات الماضية من الالتزام بتمويل المحكمة الدولية والتعاون معها وهذا الامر الذى نراه ينعكس فى تصرفاتها .

- كيف تري الموقف اللبنانى الرافض لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وتأثيره علي علاقة لبنان ببقية الدول العربية؟

المشكلة فى الحقيقة أن هذه المواقف غير الواضحة والرمادية والتى تحتمل التأويل والتفاسير الملتبسة بشكل أو بأخر تنعكس سلبا داخل الصف والجسم اللبنانى الذى يفترض أن يكون جسما متماسكا فى وجه هذه المتغيرات الكبرى الجارية فى العالم العربى ، وأيضا تنعكس على علاقة لبنان مع أشقائه العرب ومع العرب أجمعين فهذه المواقف ليست مواقف من صالح لبنان أن يتخذها وتعكس أيضا علاقة ومصداقية لبنان مع العالم ، فالرئيس ميقاتى عاد مؤخرا من زيارة إلى المملكة المتحدة وهناك أدلى بسلسلة من التصريحات التى نرى أنها لا تنسجم مع المواقف التى يتخذها خلال الايام القليلة الماضية .

تلك التصريحات ربما تؤدى إلى التأثير على هذه المصداقية التى ينبغى أن نكون شديدي الحرص عليها لان لبنان كبلد يعتز بتضامن أبناءه ويعتز بكل عناصر القوة التى لديه ، ولكن دائما لبنان كأحد البلدان الصغيرة فى العالم وحتى الكبرى هى دائما بحاجة إلى أن تبنى عناصر من عناصر الثقة فى علاقاتها مع الدول الاخرى فى العالم ، وهذه مبنية على الاستمرار فى تأديةما يلتزم به هذه الامور من العناصر الاساسية التى تعتمد عليها الدول فى العصر الحديث انها فى علاقاتها مع الدول الاخرى تلتزم بما تتعهد به وتنفذ ما تتعهد به.

- كيف تري مستقبل لبنان في ظل التطورات الراهنة في المنطقة العربية؟

ليس بالإمكان لاحد أن يتنبأ بالمستقبل وعلينا أن نعمل جاهدين من أجل أن نجنب بلدنا المطبات والصدمات التى يمكن أن تأتى من هنا ومن هناك بسبب الظروف التى تعيشها منطقتنا ويعيشها العالم ، وأهم هذه العمليات فيما يختص بتجنيب لبنان هو أن يكون لبنان واضحا حريصا على سلمه الأهلى وحريصا على تأدية التزاماته تجاه المجتمع الدولى ، وتجاه علاقاته مع أشقائه العرب وأيضا مع الدول الصديقة فى العالم ، لذلك علينا أن نعمل من أجل تعزيز الدولة اللبنانية وتعزيز حضورها وتعزيز سيطرتها على كافة الأراضى اللبنانية وأن نكون يدا واحدة فى الوقوف مع مصالح لبنان ، وعلاقته مع الدول العربية وفى وقوفه ضد العنجهية وضد المواقف الاسرائيلية والعدوانية الاسرائيلية.

-  ماذا عن العلاقات المصرية اللبنانية وكيف تراها اليوم بعد ثورة 25 يناير؟

نثمن كثيرا دور مصر فى العالم العربى و دور مصر لا يمكن لأحد أن يأخذه ولكن هناك ضرورة لأن تعود مصر لتأخذ موقعها فى العالم العربى وفى المنطقة وأفريقيا وهذا الأمر مهم فهناك رغبة شديدة ليس فقط من داخل مصر ، ولكن من داخل العالم العربى فى أن تعود مصر لكى تلعب هذا الدور بدون أدنى شك أن هذه التجربة التى مرت بها مصر من ثورة 25 يناير هى تجربة غالية وأساسية فى العودة إلى الاساسيات ، وفى العودة إلى احترام ما يسمى بمبدأ تداول السلطة واحترام الديمقراطية وحريات وحقوق الانسان الاساسية والاختكام للقانون واحترام القيم الاساسية التى يؤمن بها المجتمع المصرى والمجتمع العربى ، بالإضافة إلي الإيمان بعروبته واحترام حقوق الانسان فكلها من الاشياء الاساسية ، وبالتالى مبدأ تداول السلطة أساسى فى النظام الديمقراطى فالنظام الديمقراطى قادر على أن يصلح من ذاته بالممارسات .

- فى النهاية ماذا تقول لمن يتمسكون بالسلطة رغم رفض شعوبهم لهم؟

هناك دروس كثيرة تعلمناها من الاحداث الأخيرة ولاسيما فى هذا العام بالذات التى استفاق العرب جميعا على حقيقة أساسية وهي أن عددا من الانظمة العربية التى أراد أن يقدم نموذجا فى الحفاظ على مصالح الشعوب العربية انتهى بأنه لا هم لدى تلك الانظمة الا كيفية تعزيز استمراره واستمرار نفوذه ووجوده فى السلطة ، بحيث أصبحت هذه الجمهوريات ملكية فآن الأوان لكى نعود بالمبادئ الأساسية فى الديمقراطية ، وهو ما يسمى تداول السلطة نحن فى لبنان نعتز وان كانت لدينا بعض المخالفات فى ذلك نعتز فى جملة عربية مشهورة منقوشة على مدخل السراى الحكومى والتى تقول" لو دامت لديك ما ألت اليك" وهو ما يعنى ذلك التداول السلمى الحقيقى للسلطة وهذا هو أهم خطوة بإتجاه ترشيد العمل الحكومى وعمل ممارسة السلطة وأيضا بما يؤدى إلى التأكد من تحسين مستويات الآداء بأن كل إنسان يشعر بأن غدا سيأتى آخر ليحل محله فسيحاول أن يحسن من أدائه أما اذا كان همه كيف يبقى فى السلطة ، فذلك لن يؤدى به إلى أن يحسن ادائه ولا أن يؤدى ذلك إلى حوكمة الاداء بما يحسن خدمة الشأن العام فى بلدننا العربية.

تاريخ الخطاب: 
22/11/2011