الرئيس السنيورة :

-A A +A
Print Friendly and PDF

رأى رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة "ان هناك خطرا على الاستقلال وطبيعي عندما يكون هناك فئات تنظر الى هذا الامر وتتخلى عن ايمانها بقيم لبنان"، ولاحظ "تراجعا أساسيا في هيبة الدولة وفي دورها الناظم والحامي للبنانيين"، مشددا على وجوب الانتهاء من فكرة الحق بالقتل والحق بالتخوين، وبالتالي ان نعود الى دولة العدالة حتى ينتهي ما يسمى الافلات من وجه العدالة بأي عمل اجرامي او عمل ارهابي".
فقد أجرت محطة "أم تي في" مقابلة صحافية مع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي ما يلي نصها:

سئل: بين استقلال 1943 واستقلال عام 2011 ما الذي تغير برأيك في لبنان؟
أجاب: أولا هذه مناسبة لأتوجه لكل اللبنانيين في لبنان وفي كل منطقة من مناطق لبنان وايضا للبنانيين في الخارج وأصدقائنا وأشقائنا في العالم بالتهنئة على هذا الاستقلال الاول الذي كان في العام 1934 ونحتفل بالعام 68 الآن كما واننا نحتفل بالعيد السادس للاستقلال الثاني.
الاستقلال الاول جاء نتيجة تضحيات وعمل دؤوب من آبائنا واجدادنا حتى تحقق هذا الاستقلال والذي كان دفعت ثمنه دماء وتضحيات كثيرة، ثم الاستقلال الثاني في العام 2005 والذي عمده بالدم أيضا شهداء كبار مثل رفيق الحريري وباسل فليحان وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وغيرهم كثر. هؤلاء دفعوا ثمنا حتى يتحقق لنا هذا الاستقلال وهذا امر طبيعي ولا يشعر الانسان بأهميته الا عندما يفقده فهذا الامر طبيعي ان نؤكد عليه وهذه مناسبة لكي نعزز ايماننا بالبلد ونعزز ثقتنا فيه وعملنا من أجل أن نحصن هذا الاستقلال ونعزز حريته وديمقرطيته.
سئل: هذا الاستقلال الثاني الذي تكلمت عنه هل تشعر انه بخطر؟
أجاب: أنا أقول لك ان في العام 1943 ماذا تغير عن 2011 الآن هناك امر أساسي بأن في العام 43 هذا الاستقلال جاء نتيجة ما يقال سلبيتين: سلبية أن المسلمين آنذاك قبلوا بالاستقلال على اساس أن هذا يخون لبنان ولا تكون هناك وحدة مع الدول العربية والمسيحيون قبلوا بالاستقلال على أساس أن لا يكون هناك انتداب فرنسي هكذا كان يقال ان الاستقلال مبني على سلبيتين.
أعتقد انه منذ الـ 43 هناك كمية كبرى من التجارب والاحباطات والانجازات والنجاحات وايضا المتغيرات التي جرت في العالم. اعتقد انه منذ العام 2005 هناك متغير أساسي أن هاتين السلبيتين تحولتا الى ايجابيتين بتقديري الشخصي ان المسلمين شعروا ان فعليا لبنان هو وطنهم النهائي واستقلالهم هو امر أساسي يتمسكون به وأن تمسكهم بلبنان واستقلاله وسيادته لا يعتبر تخليا عن انتماء لبنان العربي.
من جهة ثانية المسيحيون شعروا ان انتماءهم العربي لا ينتقص أبدا من ايمانهم بنهائية لبنان وتالياً عبر هذه المتغيرات أصبح هناك نوع من التلاقي وهذا أمر جيد رغم كل المظاهر السلبية التي نراها.
هناك ايجابيات تحققت وأجد أن هناك خطرا على الاستقلال وطبيعي عندما يكون هناك فئات تنظر الى هذا الامر وتتخلى عن ايمانها بقيم لبنان لذلك هناك ضرورة من أجل السعي المستمر لتعزيز هذه القيم. قيم الحرية وقيم الايمان بحق الاختلاف وحق الآخر ان يكون مختلفاً عن الآخر. وهذا بلد متنوع وتنوعه يضفي عليه قيمة أساسية غير موجودة في كثير من الدول بسبب طبيعة هذا التنوع وايضا هذا الايمان باحترام حقوق الانسان والايمان بلبنان كبلد مستقل ومنتم الى محيطه العربي وحريص على احترام دولة الحق والقانون وحريص على احترام القرارات الدولية وحريص على انتمائه العربي وهذه جملة من القيم التي حرص اللبنانيون على ان يتمسكوا بها بما في ذلك عيشهم المشترك مع بعضهم وبالتالي هذا الذي يجعلنا مع بعض وكل تخلي عن هذه القيم فطبيعي يصبح هناك نوع من التفلت ونوع من الاحباط.
سئل: عن اي فئات تتكلم تحديدا؟
أجاب: كل احد يتنكر لهذه القيم يكون يغادر هذا العقد الذي اتفق عليه.
سئل: من يتنكر اليوم لهذه القيم؟
أجاب: هناك بعض التجارب التي شهدناها وأحد هذه القيم أنا أعتقد انه ايماننا بعودة الدولة التي تؤمن الامن والامان الى لبنان وتؤمن ايضا كرامة الانسان الذي يكفر بدور الدولة وينال من هيبتها ومن سلطتها ومن دورها ببسط السلطة على جميع الاراضي اللبنانية فانه يتعرض الى الاساسيات والقيم.
سئل: انت تشير هنا الى حزب الله؟
أجاب: أنا أشير الى حزب الله والى غيره ممن يمكن ان ينال من هيبة الدولة ونحن نشهد الآن تراجعا أساسيا في هيبة الدولة وفي دورها الناظم والحامي للبنانيين. هذا الامر ينبغي ان نعود دائما ونأخذ جرعة من الايمان ومن الالتزام بهذه القيم الاساسية التي يرتكز اليها.
سئل: انطلاقا من محاربتكم لهذه الدعوة ولهذه القيم هل هذا يبرر هذه الحملة التي بدأت على ما يبدو ضد حكومة الرئيس ميقاتي؟
أجاب:كان موقفنا واضحاً من البداية، كان هناك تنكر لاصوات الناخبين، اي عمليا هذا النائب الذي يترشح ويعرض برنامجه وافكاره على الناخبين، وهذا العرض يأخذ على اساسه الثقة وهو قدم انتماءه لموضوع لبنان في هذه القيم وايضا انتماءه لموضوع المحكمة الدولية، لماذا المحكمة الدولية؟ لأننا يجب ان ننتهي في لبنان من فكرة الحق بالقتل والحق بالتخوين وبالتالي ان نعود الى دولة العدالة حتى ينتهي ما يسمى الافلات من وجه العدالة بأي عمل اجرامي او عمل ارهابي. فبالتالي نحن هذا ما اردناه.الرئيس ميقاتي قدم عرضه امام الناخبين وحصل على هذا التفويض منهم وهذه الوكالة على اساس هذا العرض. هو فعليا تنكر لهذا الالتزام.
سئل: ما زال حتى الآن دولة الرئيس يجاهد ويحارب في سبيل هذا الامر ونرى كل يوم في الاعلام انه مصر على موضوع تمويل المحكمة.
أجاب: نحن سمعنا الكثير من ما يسمى الكلام والتعهدات اللفظية واحيانا التخريجات اللفظية، ساعة هكذا وساعة هكذا، انا اعتقد ان بالنهاية اصبحت هناك ضرورة لأن يكون هناك التزام حقيقي وتنفيذ لأن المحكمة الدولية كانت جزءا ايضا مما اتفق عليه اللبنانيون ليس فقط في الانتخابات ايضا بالحوار الوطني وايضا بالحكومات السابقة التزم ايضا اللبنانيون بذلك وهو التزم بذلك في المحافل الدولية وكذلك فخامة الرئيس ميشال سليمان، وسمعت ان اليوم ايضا عاد فخامة الرئيس في خطاب الاستقلال ليلتزم بهذا الامر. اصبح هناك حاجة اساسية من اجل تنفيذ هذا العمل وهذا يشكل حماية للبنان لأن الذي يتنكر لموضوع المحكمة هو فعليا يعرض لبنان للخطر.
سئل: هل تعتبر أن الرئيس ميقاتي يتنكر لهذه المحكمة؟
أجاب: الرئيس ميقاتي عليه ان يحصل هذا الامر ويصل بالنتيجة الى خواتيمها وبالتالي ان يصار الى الإلتزام بالتمويل الذي هو احد جوانب التعاون مع المحكمة، احد الجوانب وليس كل الجوانب لأن هناك امراً اساسياً على الدولة اللبنانية ان تحترم توقيعها وتحترم التزامتها وهذا جزء من الدستور الذي ارتضيناه جميعا وهو من ضمن الدستور نص حرفي: احترام المواثيق الدولية، وهذا ما يحمي كل الدول بما فيها الدول الصغيرة مثل لبنان.
سئل: انطلقنا بالحديث حول الحكومة وذهبنا صوب المحكمة، لنعود للحكومة لماذا اختيار التوقيت بالنسبة لمهرجان طرابلس؟ هل هذا يعني انها بدأت حقيقة حرب اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي؟
أجاب: ليس الهدف من مهرجان طرابلس اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي ولا حتى بدء المعركة، اساس موقفنا بالنسبة للحكومة كان واضحاً منذ تأليفها ولم يستمع الرئيس ميقاتي الى النصائح، اي عندما كلف بتأليف الحكومة كانت هناك نصائح له بأهمية ان يلجأ الى تكوين حكومة من أشخاص محايدين يستطيعون ان ينقلوا هذا الوضع المتأزم في لبنان الى وضع افضل. ولذلك كان موقفنا واضحاًاتجاه الرئيس ميقاتي.
هذا المهرجان هو بمناسبة الاستقلال ومدينة طرابلس لها الكثير في عنق الاستقلال، اكان ذلك بالدور الذي أداه الرئيس عبد الحميد كرامي ام كان الدور الذي أداه على فترات الرئيس الشهيد رشيد كرامي ام ما لهذه المدينة من دور بالتالي هناك عمل أساسي لمدينة طرابلس التي قدمت التضحيات طبعا سيقام المهرجان فيها.
سئل: وهي ايضا مدينة الرئيس ميقاتي.
أجاب: مدينة الرئيس ميقاتي وهذا لا يستطيع احد ان يحرمه هذا الانتماء اطلاقا، هذا حقه ولكن هذا من حق تيار المستقبل ان يقوم بهذا المهرجان الذي هو بمناسبة عيد الاستقلال وليس الغرض منه اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي هذا المهرجان يوم الاحد هو ايضا من اجل التأكيد على قيم لبنان الاساسية التي التزمنا به وقيم الحرية وقيم العدالة التي تحمي الحريات وقيم التي نطلقها من اجل موقفنا من الربيع العربي.
سئل: هل هدفكم اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي من خلال حمله على الاستقالة؟
أجاب: الرئيس ميقاتي هو الذي يستطيع ان يحمي الحكومة وهو الذي يستطيع ان يؤدي بعمله وبعمل الحكومة ككل الى ان تصل الى نقطة السقوط، انا برأيي ان أداء الحكومة اداء متعثر. وقد نتكلم بالتفصيل عن هذا الامر فبالتالي هي التي تتجنى على نفسها وتصل بنفسها الى هذا المستوى من الاداء ومن الوضع الشاذ الذي نسمعه وهذه الاختلافات وهذا الارتباك في الاداء.
سئل: تقولون اداء حكومة متعثر كـ14 آذار لماذا؟ وهم يقولون انهم يقومون بما يستطيعون ويقومون ببعض الانجازات على صعيد القضاء ووزارة الداخلية والكهرباء والاتصالات وغيرها.
أجاب: في هذا الامر يجب ان تقول ما هذه الانجازات وترى حالة الارتباط بين اعضاء الحكومة وبين الخلافات في ما بينهم وهذا التقلب من موقف الى موقف. وبالتالي نحن حتى في معارضتنا لهذه الحكومة التزمنا بأن نكون معارضة مسؤولة، وبالتالي في المواضيع التي كانت الحكومة تطرح فيها قضايا كنا نتعاون مع هذا الشأن ولذلك اعتقد ان هناك قضايا تتعلق بموضوع حدود المنطقة الخالصة البحرية والكهرباء، رغم انه كانت هناك ثغرات كثيرة وأخذنا خطوات من اجل ان نيسر عملية الحكومة.
طبيعي هناك امور أخرى للحكومة أكان بالأمن والمخالفات واختراق الحدود او عمليات الخطف التي او في سياستها الاقتصادية وموضوع الاجور وغيره. كل هذه جملة من الارباكات وفي النهاية لا توحي هذه الحكومة بالثقة، هذا البلد كان لديه نمو اقتصادي على مدى السنوات الماضية بحدود 8.5 الى 9% شهدنا كيف ان هذا النمو انخفض الى 5.1% وقد يقول القائل ان هناك ظروفاً، نحن في السنوات الماضية كان هناك حرب تشن على لبنان، حرب اسرائيلية على لبنان، حرب نهر البارد، حرب الاغتيالات، الازمة المالية الدولية، كل هذه المشاكل والتشنجات كانت موجودة ومع ذلك كانت حكومة على الاقل توحي بالثقة امام اللبنانيين وامام المجتمع المالي العالمي ومجتمع المستثمرين. هذا الامر الذي لا نشهده اليوم.

 

تاريخ الخطاب: 
22/11/2011