الرئيس السنيورة : ميقاتي تنكر للتفويض الشعبي وعدم تمويل المحكمة سيعرض لبنان لاوضاع خطيرة

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
تحدث الى برنامج بموضوعية عبر الـ MTV عن مختلف الاوضاع في لبنان والمنطقة

رأى رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة "ان هناك خطرا على الاستقلال وطبيعي عندما يكون هناك فئات تنظر الى هذا الامر وتتخلى عن ايمانها بقيم لبنان"، ولاحظ "تراجعا أساسيا في هيبة الدولة وفي دورها الناظم والحامي للبنانيين"، مشددا على وجوب الانتهاء من فكرة الحق بالقتل والحق بالتخوين، وبالتالي ان نعود الى دولة العدالة حتى ينتهي ما يسمى الافلات من وجه العدالة بأي عمل اجرامي او عمل ارهابي".
فقد أجرت محطة "أم تي في" مقابلة صحافية مع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي ما يلي نصها:

اجرت محطة MTV  حديثا مطولا مع رئيس كتلة المستبقل الرئيس فؤاد السنيورة ضمن برنامج بموضوعية الذي يقدمه وليد عبود وفي مايلي نصه

سئل: بين استقلال 1943 واستقلال عام 2011 ما الذي تغير برأيك في لبنان؟

أجاب: أولا هذه مناسبة لاتوجه لكل اللبنانيين في لبنان وفي كل منطقة من مناطق لبنان وايضا للبنانيين في الخارج وأصدقائنا وأشقائنا في العالم بالتهنئة على هذا الاستقلال الاول الذي كان في العام 1934 ونحتفل بالعام 68 الآن كما واننا نحتفل بالعيد السادس للاستقلال الثاني.

 الاستقلال الاول جاء نتيجة تضحيات وعمل دؤوب من آبائنا واجدادنا حتى تحقق هذا الاستقلال والذي كان دفعت ثمنه دماء وتضحيات كثيرة، ثم الاستقلال الثاني في العام 2005 والذي عمده بالدم أيضا شهداء كبار مثل رفيق الحريري وباسل فليحان وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وغيرهم كثر. هؤلاء دفعوا ثمناً حتى يتحقق لنا هذا الاستقلال وهذا امر طبيعي ولا يشعر الانسان بأهميته الا عندما يفقده فهذا الامر طبيعي ان نؤكد عليه وهذه مناسبة لكي نعزز ايماننا بالبلد ونعزز ثقتنا فيه وعملنا من أجل أن نحصن هذا الاستقلال ونعزز حريته وديمقرطيته.

سئل: هذا الاستقلال الثاني الذي تكلمت عنه هل تشعر انه بخطر؟

أجاب: أنا أقول لك ان في العام 1943 ماذا تغير عن 2011 الآن هناك امر أساسي بان في العام 43 هذا الاستقلال جاء نتيجة ما يقال سلبيتين: سلبية أن المسلمين آنذاك قبلوا بالاستقلال على اساس أن هذا يخون لبنان ولا تكون هناك وحدة مع الدول العربية والمسيحيون قبلوا بالاستقلال على أساس أن لا يكون هناك انتداب فرنسي هكذا كان يقال ان الاستقلال مبني على سلبيتين.

أعتقد انه منذ الـ 43 هناك كمية كبرى من التجارب والاحباطات والانجازات والنجاحات وايضا المتغيرات التي جرت في العالم. اعتقد انه منذ العام 2005 هناك متغير أساسي أن هاتين السلبيتين تحولتا الى ايجابيتين بتقديري الشخصي ان المسلمين شعروا ان فعليا لبنان هو وطنهم النهائي واستقلالهم هو امر أساسي يتمسكون به وأن تمسكهم بلبنان واستقلاله وسيادته لا يعتبر تخليا عن انتماء لبنان العربي.

من جهة ثانية المسيحيون شعروا ان انتماءهم العربي لا ينتقص أبدا من ايمانهم بنهائية لبنان وتالياً عبر هذه المتغيرات أصبح هناك نوع من التلاقي وهذا أمر جيد رغم كل المظاهر السلبية التي نراها.

هناك ايجابيات تحققت وأجد أن هناك خطرا على الاستقلال وطبيعي عندما يكون هناك فئات تنظر الى هذا الامر وتتخلى عن ايمانها بقيم لبنان لذلك هناك ضرورة من أجل السعي المستمر لتعزيز هذه القيم. قيم الحرية وقيم الايمان بحق الاختلاف وحق الآخر ان يكون مختلفاً عن الآخر. وهذا بلد متنوع وتنوعه يضفي عليه قيمة أساسية غير موجودة في كثير من الدول بسبب طبيعة هذا التنوع وايضا هذا الايمان باحترام حقوق الانسان والايمان بلبنان كبلد مستقل ومنتمي الى محيطه العربي وحريص على احترام دولة الحق والقانون وحريص على احترام القرارات الدولية وحريص على انتمائه العربي وهذه جملة من القيم التي حرص اللبنانيون على ان يتمسكوا بها بما في ذلك عيشهم المشترك مع بعضهم وبالتالي هذا الذي يجعلنا مع بعض وكل تخلي عن هذه القيم فطبيعي يصبح هناك نوع من التفلت ونوع من الاحباط.

سئل: عن اي فئات تتكلم تحديدا؟

أجاب: كل احد يتنكر لهذه القيم يكون يغادر هذا العقد الذي اتفق عليه.

سئل: من يتنكر اليوم لهذه القيم؟

أجاب: هناك بعض التجارب التي شهدناها وأحد هذه القيم أنا أعتقد انه ايماننا بعودة الدولة التي تؤمن الامن والامان الى لبنان وتؤمن ايضا كرامة الانسان الذي يكفر بدور الدولة وينال من هيبتها ومن سلطتها ومن دورها ببسط السلطة على جميع الاراضي اللبنانية فانه يتعرض الى الاساسيات والقيم.

سئل: انت تشير هنا الى حزب الله؟

أجاب: أنا أشير الى حزب الله والى غيره ممن يمكن ان ينال من هيبة الدولة ونحن نشهد الآن تراجعا أساسيا في هيبة الدولة وفي دورها الناظم والحامي للبنانيين. هذا الامر ينبغي ان نعود دائما ونأخذ جرعة من الايمان ومن الالتزام بهذه القيم الاساسية التي يرتكز اليها. 

سئل: انطلاقا من محاربتكم لهذه الدعوة ولهذه القيم هل هذا يبرر هذه الحملة التي بدأت على ما يبدو ضد حكومة الرئيس ميقاتي؟

أجاب: حكومة الرئيس ميقاتي كان موقفنا واضحاً من البداية، كان هناك تنكر لاصوات الناخبين، اي عمليا هذا النائب الذي يترشح ويعرض برنامجه وافكاره على الناخبين، وهذا العرض يأخذ على اساسه الثقة وهو قدم انتماءه لموضوع لبنان في هذه القيم وايضا انتماءه لموضوع المحكمة الدولية، لماذا المحكمة الدولية؟ لأننا يجب ان ننتهي في لبنان من فكرة الحق بالقتل والحق بالتخوين وبالتالي ان نعود الى دولة العدالة حتى ينتهي ما يسمى الافلات من وجه العدالة باي عمل اجرامي او عمل ارهابي. فبالتالي نحن هذا ما اردناه تعرض الرئيس ميقاتي، قدم عرضه امام الناخبين وحصل على هذا التفويض منهم وهذه الوكالة على اساس هذا العرض. هو فعليا تنكر لهذا الالتزام.

سئل: ما زال حتى الآن دولة الرئيس يجاهد ويحارب في سبيل هذا الامر ونرى كل يوم في الاعلام انه مصر على موضوع تمويل المحكمة.

أجاب: نحن سمعنا الكثير من ما يسمى الكلام والتعهدات اللفظية واحيانا التخريجات اللفظية، ساعة هكذا وساعة هكذا، انا اعتقد ان بالنهاية اصبحت هناك ضرورة لأن يكون هناك التزام حقيقي وتنفيذ لأن المحكمة الدولية كانت جزءا ايضا مما اتفق عليه اللبنانيون ليس فقط في الانتخابات ايضا بالحوار الوطني وايضا بالحكومات السابقة التزم ايضا اللبنانيون بذلك وهو التزم بذلك في المحافل الدولية وكذلك فخامة الرئيس ميشال سليمان، وسمعت ان اليوم ايضا عاد فخامة الرئيس في خطاب الاستقلال ليلتزم بهذا الامر. اصبح هناك حاجة اساسية من اجل تنفيذ هذا العمل وهذا يشكل حماية للبنان لأن الذي يتنكر لموضوع المحكمة هو فعليا يعرض لبنان للخطر

سئل: هل تعتبر أن الرئيس ميقاتي يتنكر لهذه المحكمة؟

أجاب: الرئيس ميقاتي عليه ان يحصل هذا الامر ويصل بالنتيجة الى خواتيمها وبالتالي ان يصار الى الإلتزام بالتمويل الذي هو احد جوانب التعاون مع المحكمة، احد الجوانب وليس كل الجوانب لأن هناك امراً اساسياً على الدولة اللبنانية ان تحترم توقيعها وتحترم التزامتها وهذا جزء من الدستور الذي ارتضيناه جميعا وهو من ضمن الدستور نص حرفي: احترام المواثيق الدولية، وهذا ما يحمي كل الدول بما فيها الدول الصغيرة مثل لبنان.

سئل: انطلقنا بالحديث حول الحكومة وذهبنا صوب المحكمة، لنعود للحكومة لماذا اختيار التوقيت بالنسبة لمهرجان طرابلس؟ هل هذا يعني انها بدأت حقيقة حرب اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي؟

أجاب: ليس الهدف من مهرجان طرابلس اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي ولا حتى بدء المعركة، اساس موقفنا بالنسبة للحكومة كان واضحاً منذ تأليفها ولم يستمع الرئيس ميقاتي الى النصائح، اي عندما كلف بتأليف الحكومة كانت هناك نصائح اجريتها له بأهمية، في هذا الظرف، ان يلجأ الى تكوين حكومة من أشخاص محايدين يستطيعون ان ينقلوا هذا الوضع المتأزم في لبنان الى وضع افضل. ولذلك كان موقفنا واضحاً اتجاه الرئيس ميقاتي.

هذا المهرجان هو بمناسبة الاستقلال ومدينة طرابلس لها الكثير في عنق الاستقلال، اكان ذلك بالدور الذي أداه الرئيس عبد الحميد كرامي ام كان الدور الذي أداه على فترات الرئيس الشهيد رشيد كرامي ام ما لهذه المدينة من دور بالتالي هناك عمل أساسي لمدينة طرابلس التي قدمت التضحيات طبعا سيقام المهرجان فيها.

سئل: وهي ايضا مدينة الرئيس ميقاتي.

أجاب: مدينة الرئيس ميقاتي وهذا لا يستطيع احد ان يحرمه هذا الانتماء اطلاقا، هذا حقه ولكن هذا من حق تيار المستقبل ان يقوم بهذا المهرجان الذي هو بمناسبة عيد الاستقلال وليس الغرض منه اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي هذا المهرجان يوم الاحد هو ايضا من اجل التأكيد على قيم لبنان الاساسية التي التزمنا به وقيم الحرية وقيم العدالة التي تحمي الحريات وقيم التي نطلقها من اجل موقفنا من الربيع العربي.

سئل: هل هدفكم اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي من خلال حمله على الاستقالة؟

أجاب: الرئيس ميقاتي هو الذي يستطيع ان يحمي الحكومة وهو الذي يستطيع ان يؤدي بعمله وبعمل الحكومة ككل الى ان تصل الى نقطة السقوط، انا برأيي ان أداء الحكومة اداء متعثر. وقد نتكلم بالتفصيل عن هذا الامر فبالتالي هي التي تتجنى على نفسها وتصل بنفسها الى هذا المستوى من الاداء ومن الوضع الشاذ الذي نسمعه وهذه الاختلافات وهذا الارتباك في الاداء.

سئل: تقولون اداء حكومة متعثر كـ14 آذار لماذا؟ وهم يقولون انهم يقومون بما يستطيعون ويقومون ببعض الانجازات على صعيد القضاء ووزارة الداخلية والكهرباء والاتصالات وغيرها

أجاب: في هذا الامر يجب ان تقول ما هذه الانجازات وترى حالة الارتباط بين اعضاء الحكومة وبين الخلافات في ما بينهم وهذا التقلب من موقف الى موقف. وبالتالي نحن حتى في معارضتنا لهذه الحكومة نحن التزمنا بأن نكون معارضة مسؤولة، وبالتالي في الأشياء التي الحكومة كانت تطرح قضايا كنا نتعاون مع هذا الشأن ولذلك اعتقد ان هناك قضايا تتعلق بموضوع حدود المنطقة الخالصة البحرية والكهرباء، رغم انه كانت هناك ثغرات كثيرة وأخذنا خطوات من اجل ان نيسر عملية الحكومة.

طبيعي هناك امور أخرى للحكومة أكان بالأمن والمخالفات واختراق الحدود او عمليات الخطف التي او في سياستها الاقتصادية وموضوع الاجور وغيره كل هذه جملة من الارباكات وفي النهاية لا توحي هذه الحكومة بالثقة، هذا البلد كان لديه نمو اقتصادي على مدى السنوات الماضية بحدود 8.5 الى 9% شهدنا كيف ان هذا النمو انخفض الى 1.5% وقد يقول القائل ان هناك ظروفاً، نحن في السنوات الماضية كان هناك حرب تشن على لبنان، حرب اسرائيلية على لبنان، حرب نهر البارد، حرب الاغتيالات، الازمة المالية الدولية، كل هذه المشاكل والتشنجات كانت موجودة ومع ذلك كانت حكومة على الاقل توحي بالثقة امام اللبنانيين وامام المجتمع المالي العالمي ومجتمع المستثميرين. هذا الامر الذي لا نشهده اليوم.

سئل: لماذا لا توحي هذه الحكومة بالثقة؟

ج: بالنسبة الى عملية الاداء فمثلاً عدم قدرتها على تقديم الموازنة، ووزير يريد تحقيق مشروع الكهرباء لا يزال مصمماً على الزام الدولة اللبنانية بتمويل المشروع من خزينتها وان تستدين من السوق المالية المفتوحة في لبنان وان تقترض بفوائد عالية بينما في امكانه ان يستدين من الصناديق التي التزمت باقراض لبنان عبر باريس-2 وباريس-3 للمشاريع الانمائية وبالتالي يرفض ان يلجأ الى هذا الأسلوب لأسباب مريبة، لأن كل ما تشترطه هذه الصناديق هو الشفافية في عملية التلزيم، الشفافية التي كانت تنادي بها هذه الموالاة على اعلى صوتها.

المشكلة عندنا ان جزءاً من السياسيين يلعبون "البليار" يضرب من ناحية وهو يقصد من الناحية الأخرى.

سئل: ماذا تنصح الرئيس ميقاتي؟

أجاب: انصحه بأن يعود الى ذاته والى قناعاته والى التفويض الذي حصل عليه من الناخبين. هذا التشريع الذي حصل خلاله على الوكالة. ان يعود الى هذا الموضوع ويعود الى تقييم اين تقع حقيقة مصلحة لبنان. مصلحة لبنان ان لا يكون في حالة عداء لا مع محيطه العربي ولا مع موقعه الدولي في العالم ولا ان يعرض لبنان الى مخاطر غير محسوبة.

سئل: هل مصلحة لبنان ان يستقيل الرئيس ميقاتي؟

أجاب: اعتقد انه قد تكون هناك مصلحة للبنان في استقالة ميقاتي.

سئل: ويصبح البلد بلا حكومة وما هو البلديل؟

أجاب: تعود الامكانية الى تأليف حكومة على قواعد فعلية تضمن التمثيل المستوي في البلد ضمن هذه المرحلة التي نمر فيها في لبنان والمنطقة. اما الضرر الذي يتأتى على لبنان من هذه الحالة والارباك والخلافات فهو اكبر واعمق من الضرر الذي يمكن ان يقع عليه في مرحلة من تصريف الأعمال.

سئل: بيد من قرار استقالة الحكومة؟

أجاب: بيد الرئيس ميقاتي اذا اراد، إلا اذا كانت لديه التزامات لا نعرفها.

سئل: هو اكد ان لا التزامات، إلا في موضوع حماية المقاومة؟

أجاب: الهدف هو حماية لبنان وان نستعيد الدولة وان نستعيد كرامة اللبنانيين. ألم يسأل احد عن موضوع تضامن اللبنانيين في ما بعضهم وعن احتضانهم لبعضهم بعضاً وان لا يشعر اي فريق انه مستهدف من الفريق الآخر وان الفريق الآخر إما انه يلجأ الى العنف الكلامي واما الى العنف المسلح؟ هل هذا ما نريد ان نحميه ام اننا نريد ان نعزز هذا التضامن بين اللبنانيين ونؤمن عودة الدولة وهيبتها وسلطتها الرشيقة العادلة القادرة على ان تأخذ أفضل ما لدى اللبنانيين وتحاول النهوض بهم من اجل مواجهة هذه التحديات الكبرى التي تلوح في الأفق هذا هو التحدي، وليس فقط ان نحمي المقاومة. نريد الهدف الأساسي ولا يعني ذلك اننا نريد الدخول في مواجهة مع اللبنانيين بل دورنا هو جمع اللبنانيين. ليس ان تحمي الدولة اللبنانية فريقاً من اللبنانيين وتواجه الفريق الآخر وتشعره بأنه مستهدف بطريقة او بأخرى أكان كما حصل في 7 ايار ام في موضوع القمصان السود او الاجواء المتشنجة التي يطلقها البعض من هنا او هناك.

سئل: هناك من يتحدث عن المؤامرات على المقاومة كما حصل في حرب تموز والقرار 1701؟

أجاب: لا شك ان تضحيات المقاومين وبسالتهم لعبت دوراً اساسياً في حرب تموز، لكن تضاف اللبنانيين في ما بينهم واحتضانهم لبعضهم البعض والعمل الدؤوب الذي قامت به الحكومة آنذاك وقدرتنا على التأثير على المجتمع الدولي لأصدار القرار 1701 هذه هي النتيجة التي حصلنا عليها، اما اتهام الحكومة بالخيانة فهذا الكلام نتيجته ما نحصده اليوم من هذه التشنجات. لو تصرف بعض من اتخذ هذه المواقف بحكمة وروية ورؤية ومحاولة انتهاز هذا الأمر الذي حققناه أننا استطعنا ان نمنع اسرائيل من الانتصار في العام 2006. لو اننا نجحنا في البناء على هذا الأمر لكنا اليوم في وضع افضل ولكنا استطعنا ان نحقق نوعاً من التضامن والانصهار بين اللبنانيين.

سئل: يؤخذ عليكم كمعارضة انكم توجهون معظم الانتقادات الى الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي بينما تتغاضون عن اداء النائب وليد جنبلاط علماً ان جنبلاط هو من جعلكم تخسرون الأكثرية؟

أجاب: قلنا موقفنا بما يتعلق من كل الذين تصرفوا بخلاف ما كانت عليه اصوات الناخبين. جنبلاط كانت له مواقف نؤيد بعضاً منها والتي نتشارك معه بها ولدينا موقف واحد منها. نختلف في بعض الأمور ونحن على تواصل مع النائب جنبلاط. جنبلاط لوحده لا يشكل حكومة.

الأساس الذي يسّر انتقال الاكثرية وانشاء حكومة تكون فعلاً في خدمة النظام السوري وحزب الله هو الرئيس ميقاتي. لو لم يكن الرئيس ميقاتي لما كان هناك من امكانية لتأليف حكومة.

سئل: اما كان بالامكان  بالاتيان بغير ميقاتي كالصفدي او عمر كرامي؟

أجاب: كل الناس خير وبركة.

سئل: خير وبركة لسوريا وحزب الله

أجاب: لم يكن ممكنا ما قدمه ميقاتي في هذه العملية ولذلك اقول ان الرئيس ميقاتي بعد هذه التجربة الغنية مما جرى آن الآوان لأن ينطبق القول: "الآن حصحص الحق" وعليه ان يأخذ الموقف الذي يشعر به انه منسجم مع ذاته وبيئته واعتقد ان بيئته سوف تحتضنه بناء على ذلك.

سئل: الرئيس الحريري يقول اليوم انه لم يقل ابداً انه ينتظر سقط النظام السوري ليعود الى لبنان وانه سيعود عاجلاً لا آجلاً، هل انت في اجواء هذه العودة؟

أجاب: نحن لا نتصرف على اساس اننا نراهن على سقوط النظام السوري. نحن نتعاطف مع الشعب السوري ومع مطالبه المحقة بتعميق المشاركة والحرية والديموقراطية والانفتاح واحترام حقوق الانسان.

نحن نريد للشعب السوري ما يريد لنفسه. هو يختار وليس انا من يختار عنه.

سئل: وعن غياب الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: قلت موقفي بالنسبة الى عودة الرئيس الحريري منذ زمن طويل وما زلت اكرره علناً وفي الغرف بأنني اطالب بعودته وان شاء الله يكون غداً وليس بعده.

سئل: هل انت ضد غيابه؟

أجاب: طبيعي انا اريده ان يعود وأنا أيضا اتعاطف واتحسس بالاعتبارات التي لديه وبالتالي هو في وضع يقيم متى يعود.

سئل: برايك لاي سبب سافر الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: هناك اسباب تتعلق بالظروف المحلية في لبنان وظروفه ايضا في الخارج واعتقد انه يتقدم صراعا باتجاه معالجة كل المسائل وايضا معالجة المخاطر التي يمكن أن تترتب عن وجوده وان شاء الله سيعود الرئيس الحريري ويلعب دوره في قيادة تيار المستقبل.

سئل: تتوقع ان يكون الاحد في مهرجان طرابلس؟

أجاب: ان شاء الله.

سئل: ان شاء الله جواب ديبلوماسي ماذا يعني؟

أجاب: ليست لدي معلومات ولا استطيع ان اؤكد ولا أستطيع ان انفي.

سئل: هل الرئيس فؤاد السنيورة مستعد كما في العام 2005 لتسلم كرة النار من الرئيس نجيب ميقاتي وهل هو رجل المواجهة ام رجل التسوية؟

أجاب: أولا أنا لم أسع يوما في حياتي من أجل أن أتسلم مركزاً ولم اسال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوما ان اكون وزيرا في حكوماته الثلاث الاولى ولا في حكومته الخامسة، سألته مرة واحدة في حياتي ان اكون وزيرا في حكومته الرابعة وكان ذلك بسبب ما احاط من اشكالات في عملية ما يسمى محرقة برج حمود وكل هذه الشائعات التي خرجت وهذه الادعاءات وهذه الاتهامات الباطلة والتي ثبت بطلانها لدى كل اللبنانيين، وسألته آنذاك أما غير ذلك فلم أسع لان أتسلم اي مركز ولم أسع لان اتسلم مركز رئاسة الحكومة وقمت بذلك العمل على اتم وجه وانا راض وانا لدي كل الاحساس بذلك وانا فعليا لست من الذين يعتمدون اسلوب المواجهة، لأن المواجهة تكون مع العدو الاسرائيلي وليس مع أبناء بلدي انا مع تسوية بالانفتاح ومد اليد لان في النهاية سنعيش سويا ومهما كانت اختلافاتنا يجب ان نعمل على أن لا تتحول الى خلافات ومن ثم نسعى إلى مد اليد ولكن على قواعد وما هي القواعد؟ يجب الرجوع للاساسيات، خصوصا أن لبنان اسس على مبادئ العيش المشترك والانفتاح واحترام حقوق الانسان واحترام القانون والحريات  والنظام الديمقراطي وتداول السلطة بعدما عانينا الامرين وممرنا مرتين بتمديد لرئاسة مجلس النواب عندما كان لبنان البلد الوحيد في العالم العربي الذي فيه رئيس سابق على قيد الحياة وهذا ما كان يميزنا. والآن نحاول ان يكون هناك استنساخ لانظمة عربية ثانية ليصبح مثلها النظام اللبناني. انا مع الانفتاح ومع التسوية على هذه القواعد والذي اتفقنا عليه يجب ان نطبقه وبالتالي يجب ان نخلق الثقة بين اللبنانيين وليس ان نتفق على شيء وثاني يوم نغير وهذا الموضوع ليس أمرا مقبولا.

سئل: هل تعتبر ان قوى 14 آذار ما زالت على ذات النبض والقوة والاندفاع والحماسة؟

أجاب: انا اولا أتأسف تزامنا انا والشيخ بيار الجميل في حكومة واحدة ترأستها وكان رجلاً تشعر ان فيه كل التوقد بالذكاء والنشاط والاندفاع والايمان وبالتالي اسمع الآن وأتذكر، وأقول انه كان عندما يقوم بالاعمال التي يقوم بها وبالتنظيم لحزب الكتائب الذي كان يعمل عليه وبمواقفه المبدئية التي كان يعبر عنها، كان كمن يكتب الأسباب التي تدفع الى اغتياله وبالتالي هذا الامر في هذه المناسبة وبعد مرور 5 سنوات على اغتياله اعود لأقول الكلمة التي قلتها يوم نعيته، فقد قلت له: يا بيار سلملي على رفيق وباسل وكل الشهداء، واقول له مرة ثانية انك لم تفتد وهمًا بل افتديت وطنا وانا ما زلت عند رايي وبالتالي ايماننا بلبنان لن يتزعزع وايمان 14 آذار ايضا لم يتزعزع ولكن من وقت لوقت تكون هناك مرحلة من الهدوء.

هناك شبوب من جديد والاحداث تلهب القدرة والاندفاعة من اجل الاستمرار في المسيرة الواحدة وهي الدفاع عن لبنان كقيمة أخلاقة وقيمة وطنية وعربية وقيمة مجتمعية. وحرصنا ان نتجمع من حولها وان تكون الدولة ايضا الدولة العادلة والحامية والراعية لكل اللبنانيين هذا ما سنستمر عليه. ونحن نأخذ يوم الاستقلال مناسبة لنشحد الهمم ونأخذ مناسبات مثل مناسبة اغتيال الشيخ بيار وغيره من الشهداء الذين سقطوا من اجل ان نعاهدهم مرة جديدة اننا مستمرون ثابتون على الموقف واننا سنعمل كل ما نستطيع للحفاظ على صيغة العيش المشترك وعلى الانفتاح على اللبنانيين واحتضان بعضنا بعض والتأكيد على القيم الأساسية التي قام عليها لبنان.

سئل: ثابتون على الموقف لا نختلف، ولكن أين العمل في سبيل تجسيد هذا الموقف؟ حتى جمهور 14 آذار ينتقد كثيرا آداء قوى 14 آذار.

أجاب: لا احد يعمل من دون أن يخطئ، بالتالي هناك محاولات، هناك ثغرات يجب ان نعترف بها ونحاول ان نوقفها وهناك انجازات تحققت على صعيد المحكمة الدولية مثلا، على صعيد وقوفنا حائلا دون الاحتلال الاسرائيلي والغزوة الاسرائيلية، ضد العمليات الارهابية ، كل هذه انجازات وسقط ضحايا والذين سقطوا بالحرب المشؤومة التي شنتها اسرائيل على لبنان في 2006 كلهم سقطوا دفاعا عن لبنان ووحدته واستمراره كموئل عيش لكل هذه المجموعات التي فيها تنوع لكن فيها كل التآلف اللازم من اجل الابقاء على هذه الصيغة. فبالتالي هناك اخطاء نعم علينا ان نتخطاها وان نستمر على هذه المسارات ان تكون لنا بوصلة نهتدي بها.

سئل: تبحثون في هذه الاخطاء؟ تقومون بمراجعة موضوعية؟

أجاب: من يعمل يخطأ ومن لا يعمل يظن انه لا يخطئ ولكن بالعكس فهو يقوم بخطأ اكبر وهو عدم العمل، نحن نحاول تجنب هذه الاخطاء وتعزيز وحدة قوى 14 آذار. نحن نطرح الصيغ اللازمة واعتقد ان ما شهدناه من حركة الربيع العربي هو تأكيد على هذه الحركة الاستقلالية الانفتاحية التي تتوق الى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان، هذه القيم التي سعى اليها اللبنانيونو نجد ان هذه العدوى الايجابية انتقلت الى بقية الدول العربية.

سئل: هناك من ينتقد نظرية الربيع العربي ويقول ان لا ربيع عربياً لولا مؤامرة اميركية او مخطط اميركي جديد لهذه المنطقة.

أجاب: هناك ناس يقولون مهما فعلت لن يؤمنوا بك وبالتالي على اي حال هذا لا يعفينا من الاستمرار في مد اليد ومحاولة الانطلاق الى التفاعل والتحاور على اساس معايير محددة ومبادئ محددة وليس ما يسمى الحوار من اجل الحوار أو من أجل تضييع الوقت.

سئل: الليلة رئيس الجمهورية برسالته الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال جدد دعوته الى الحوار واكد انه سيسعى دائما الى الوصول الى هذا الحوار، لماذا كنتم ترفضون هذا الحوار؟

أجاب: نحن لا نرفض الحوار ونحن نقول ان فخافة الرئيس له دور يقوم به ومشكورا عليه ولكن نحن نقول ان الحوار هو لاهداف ونحن دخلنا الحوار بأهداف محددة التي اتفقنا على عدد منها واتفقنا على موضوع يتعلق بالمحكمة الدولية وسكرناه اول نصف ساعة واتفقنا على موضوع تحديد الحدود واتفقنا على موضوع السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات وبقي موضوع واحد فقط لا غير هو موضوع سلاح المقاومة، المشكلة التي نحن نقولها أنه نريد حواراً ولكن فلتاتوا يا جماعة ولنسال أين أصبح الالتزام فيما اتفقنا عليه؟

سئل: حتى في ايام عهدكم اين كان الالتزام؟ في عهدك وعهد الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: هذا اول امتحان كان موضوع المحكمة الدولية التي شاهدنا ما جرى من بعدها مباشرة عندما اخذنا أول خطوة باتجاه المحكمة الدولية كانت نتيجتها ما هو اقفال القصري لمجلس النواب. وبالتالي كل التعليقات التي يقومون بها والتي الى حد الآن موضوع التعامل مع المحكمة رغم اقرارها في مجلس الامن تحت الفصل السابع.

اليوم مساء زرت نائب رئيسة جمهورية البرازيل وتحدثت معه في عدد من الامور وتشاورنا في أمر أساسي وهو موضوع المحكمة والقانون الدولي لان المجلس أقفل بوجهها لمدة 18 شهراً وذهبنا الى مجلس الامن والاخير اعطى لبنان فرصة عشرة ايام لكي يأخذ قراره بهذا الشأن قبل أن يصار الى اقرارها في مجلس الامن واخذ هذا القرار في مجلس الامن تحت البند السابع. وقال لي نحن في البرازيل وكذلك تركيا اتخذ قرار في مجلس الامن تحت البند السابع في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على ايران نحن وتركيا كان موقفنا رافضاً لهذا القرار وصوتنا ضد هذا القرار لكن القرار أخذ تحت البند السابع وبعد اتخاذ هذا القرار أصبح هذا القرار جزءاً من القانون الدولي وارسلنا رسائل الى مجلس الامن وللامين العام لمجلس الامم المتحدة لنقول له نحن ابلغنا جميع المراجع المختصة داخل البرازيل وكذلك ايضا الرسالة ذاتها موجهة من قبل الاتراك بلغناها وترجمناها باللغة المحلية وأصبحت جزءا من القانون البرازيلي ونحن ملتزمون به، هذا الموضوع ليس موضوعا من أجل التفكه أو من اجل الاجتهاد.

سئل: هذا من الماضي دولة الرئيس، لكن الطرف الآخر يقول ان التحديات المطروحة بكل منطقة ولا شك تردداتها في لبنان ألا تستحق كل هذه التحديات طاولة حوار ليجلس اللبنانيون ليتحاوروا.

ج: نحن مع الحوار، والاشياء الماضية نريد ان نعرف ما هي. والامر الثاني من الذي اوقف الحوار هل تذكر هذا الامر ولم نكن نحن من اوقف الحوار.

سئل: هل العماد ميشال عون أوقف الحوار؟

أجاب: حزب الله والعماد عون أوقفا الحوار وفي آخر جلسة جاء الرئيس بري على الجلسة وقال انا جئت فقط لانني رئيس مجلس نواب واريد ان ابلغ هذا الموضوع ونحن ملتزمين بان لا نكمل الحوار.

سئل: كان جزءاً من الضغط على الحكومة وعلى الواقع السياسي الذي كان

أجاب: منذ اليوم الأول اذا عدنا الى الكلام الذي اطلقه الرئيس بري في مجلس النواب قال عن هذه البنود الأربعة التي عملنا على اقرارها والتي اكدناها في الوزارات المختلفة والتزمنا بها لم يلتزم الطرف الاخر بها وجرى ايقاف الحوار من دون ان نعرف، لكن لماذا يعودون اليوم وكذلك على اي موضوع سنتكلم؟ لذلك انا لا اقول اننا لا نريد حواراً بل ندعو الى توضيح هذه الأمور.

سئل: هل تجرون لقاءات مع الرئيس سليمان في سبيل توضيح هذه الأمور؟

أجاب: هذا الكلام جرى بحثه معي من قبل الرئيس سليمان ومن قبل الرئيس بري وكان هذا موقفنا ونحن مستمرون الآن في هذا الموقف ونمد يدنا لكن على هذه الأسس وليس على غيرها فقط من اجل ان تلتقط لنا صورة.

سئل: الى اي حد فعلا تمدون يدكم الى رئيس الجمهورية والبعض يتهمونكم بانكم تتعاطون مع الرئيس وكأنه اصبح اقرب الى 8 آذار؟

أجاب: هناك نقاط كانت محور تشاور مع الرئيس سليمان ولديه وجهة نظر وشروحات في هذا الشأن ولدينا ايضا وجهات نظر، لكننا لدينا كل الاحترام له ولدوره الجامع للبنانيين ولأهمية ما ينبغي عليه ان يستمر في طرحه من اجل جمع كلمة اللبنانيين لأن اهم امر لدى اللبنانيين هو وحدتهم الداخلية وكل ما تعثرت هذه الوحدة كلما تأثر لبنان بكافة شؤونه أكان ذلك الشؤون السياسية ام الاقتصادية ام الاجتماعية ام عيش اللبنانيين ام الخلافات في ما بينهم، لذلك نحن نريد من الرئيس سليمان ان يكون مبادراً دائماً وان ي حاول ان يكون البوصلة الحقيقية.

سئل: هل هو كذلك؟

أجاب: اعتقد ان هناك خطوات يقوم بها ويجب ان يستمر في خطوات للمستقبل فمثلا موقفه من موضوع المحكمة الدولية جيد جداً وليس مسألة اللهم أني بلغت.

سئل: هذا هو موقف الرئيس ميقاتي ايضاً؟

أجاب: ننتظر التنفيذ الذي على اساسه هناك التزام وبالتالي يجب ان ينفذ.

سئل: كيف اصبحت العلاقة مع الرئيس بري خصوصا بعد برقيات "ويكيليكس" ومذكرات الرئيس بري؟

أجاب (ضاحكا): مع كل الاحترام للرئيس بري نحن مستمرون في التواصل معه. من الطبيعي انه يوجد اختلاف في وجهات النظر في عدد من الأمور، اختلاف في نظرتنا في ما يتعلق بموضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة والمحكمة الدولية وفي عودة الدولة وبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية وهناك وجهات نظر نختلف فيها مع الرئيس بري.

سئل: الى حد تأكيد الرئيس الحريري انه لن يصوت مرة جديدة لبري؟

أجاب: في ضوء هذه التطورات والتوضيحات لهذه المواقف الاساسية عندها ينظر الانسان للموضوع وهو سابق لآوانه لكن هذه الأمور يظل المرء يفتح ابوابا للنظر في هذا الشأن، ولكن على اساس هذه الثوابت التي يلتزم بها.

سئل: هل الرئيس بري يلتزم بها؟

أجاب: انا اضع علامة استفهام ولكن لدي كل التقدير للرئيس بري ووطنيته وفي النهاية هو لا يقل عن اي احد منا وطنية. لكن بالنسبة الى موضوع "ويكيليكس" الكلام الذي جرى الرد عليه على لسان الوزير علي حسن خليل مقصود منه الرد على كل ما نقل في "ويكيليكس" لكن ما جرى انه حدث امر كالقصف العشوائي، انا والرئيس بري تزاملنا سوية ووقفنا صفا واحدا في التصدي للعدوانية الاسرائيلي في العام 2006، ودافعنا عن حق  لبنان سوية ولا يستطيع احد ان يدعي وطنية اكثر من الآخر في هذا الشأن على الاطلاق وهو يعرف ذلك كنا في ذات الموقف وبالتالي كنا ننسق مع بعضنا بشكل يومي وانا زرته خلال الحرب اكثر من مرة لمعالجة هذه الأمور، قمت بكل ما يمكن فعله وهو الذي اطلق شعار حكومة المقاومة السياسية وهو الذي بناء على طلبي يوم مجيء وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونوليزا رايس حين ابلغته انني سأرفض مقابلتها وسأدعو الى مؤتمر صحافي فطلب مني التريث وجاء مباشرة وهو الذي وقف الى جانبي في موضوع النقاط السبع.

سئل: لماذا تغيرت المواقف؟

أجاب: من يريد العودة الى قراءة متأنية ومنصفة وغير متحيزة لما جرى تظهر معه كل هذه الوقائع ما ذكر على لسان الوزير خليل هي قراءة شخصية له.

سئل: متى سوف نقرأ قراءتك؟

أجاب: في العام 2007 نشر مقالين في جريدة النهار تروي الحادثة منذ حصولها يوم الأربعاء 12 تموز الساعة 9 صباحاً كنت عند الرئيس السابق اميل لحود ماذا جرى وبعد ذلك دعوتي للحاج حسين خليل الى مكتبي وماذا جرى من حوار معه وبالتالي اجتماعا عاصفا، لكن بعد كل الحديث اذكر كلمة واحدة: "هلق يا حاج حصل ما حصل، نحن الآن في خندق واحد، قل لي ماذا تريدون منا حتى نقوم به؟ اصبحنا الآن نواجه عدوا واحدا ولم يعد هناك امكانية لتحميل المسؤولية لأحد.

كان علينا مواجهة المجتمع الدولي قاطبة فعلى الرغم من الوعود التي قطعها السيد نصر الله بأنه لن يقوم بأي عمل في هذا الصيف واذا قمنا بأي عمل فهي عملية تذكيرية وفي منطقة مزارع شبعا، لكن ما جرى انهم قطعوا الخط الأزرق وبالتالي كنا امام المجتمع الدولي معتدين.

اسرائيل اعتدت علينا وهي ارتكبت اعمال الاجرام وقتلت ابناءنا وسلبت ارضنا لكن هناك مجتمع دولي علينا ان نتفاعل معه وان نتكلم معه وان نعرف كيف نستجلبه حتى يكون لدينا موقف واحد وهذا ما سعينا له في بداية الأمر، الى ان تم انصهار اللبنانيين مع بعضهم ومواجهة المجتمع الدولي الى ان استطعنا بعد ايام الى ان نتحول من دولة معتدية بنظر المجتمع الدولي الى دولة معتدى عليها وبنينا على هذا الأمر واستطعنا بناء لذلك ان نبني التوافق على النقاط السبع وبنينا بعد ذلك القرار 1701 .

ما حصلنا عليه في القرار الدولي رقم 1701 لم يكن أحد قادرا على الحصول عليه وبقينا مصممين في الـ1701 في آخر يوم في رئاسة مجلس الوزراء أتينا به وطلبت من مجلس الوزراء الاستماع وقلت لحزب الله لا احد يقل لي ويزايد علي من لا يريد الموافقة على القرار انا معه وانا لا اوافق على القرار، بقينا نفاوض جون بولتون والمندوب الفرنسي وغيره لآخر نصف ساعة قبل الاجتماع وبالتالي القول انه كان هناك اطالة للحرب هذا كلام لا حقيقة له على الاطلاق ولا قيمة له.

من اليوم الاول كان موقفنا رافضاً للاحتلال وطالبنا بانسحاب كامل وايقاف اطلاق نار كامل وعودة اللبنانيين الذين هجروا من أراضيهم بشكل كامل وفوري وبدخول الجيش اللبناني، هذه كلها اشياء والمثل يقول "الشمس لا تُغطى؟ كلا لا تغطى" ولا يفتعل احد رواية اليوم، في 2007 كتب ذلك وقبل ان يقول اي احد كلمة، وهذه الرواية يستطيعون العودة لها بالمراجع الدولية.

سئل: كيف العلاقة مع وليد جنبلاط اليوم؟ هل هو عائد حتما الى قوى الـ14 من آذار؟

أجاب: نحن على تواصل مع جنبلاط ونحن نقدر له المواقف التي نتفق نحن واياه عليها ونتحاور على الامور التي لدينا وجهات نظر متفاوتة ولكن قابلة دائما للتواصل والانفتاح بعضنا على بعض، الآن قرار جنبلاط هو الذي يأخذه وهو الذي يقيس ويقيم الامور ويرى ما هو مناسب.

سئل: نرى ان هناك كلاما ايجابيا بينكم

أجاب: حرصنا خلال كل هذه الفترة رغم انتقاله من مكان الى مكان على ابقاء موقفنا هادئ ومن تسبب بهذه المسألة هو الرئيس ميقاتي هو الذي قبل وبادر ولم يكن ذلك ممكن ويتحمل الرئيس جنبلاط جزءاً من المسؤولية وهو يقول ذلك ولا اتهمه ولكن ايضا جنبلاط يقيم الامور من كل الزوايا طبيعي انه خلال هذه الفترة منذ كانون الثاني عندما جرى التكليف للرئيس ميقاتي كمية كبيرة من المياه مرت تحت جسر، الدنيا اختلفت، نحن نعيش في عالم آخر مختلف عن ما كان يجري وبالذات ما يجري في الربيع العربي.

سئل: عن أي مياه تتكلم مياه سوريا؟

أجاب: هذا مثل يقول هكذا فتغيرت امور كثيرة.

سئل: كان للرئيس الحريري موقف لافت الاسبوع الفائت عندما قال انه سيصوت في العام 2014 لسمير جعجع في رئاسة الجمهورية، لماذا استبق المواعيد في هذا الصدد؟

أجاب: هذه القصة اذا اخذتها بدقة هو فعليا قيل له اذا ترشح جعجع تؤيده فقال نعم، وهذا طبيعي من حق كل شخص ان يترشح، اليس من حق عون ان يترشح؟ اليس من حق سليمان فرنجية ان يترشح؟ سامي الجميل يحق له ان يترشح وغيرهم الكثير.

يجب أخذ الموضوع كما اتى السؤال فالسؤال اذا ترشح تؤيده، كل شخص يحق له ان يترشح من ثم تقيم الامور في حينها ما زال امامنا وقت طويل.

سئل: التطورات والظروف المقبلة ستسمح بترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية؟

أجاب: لا اعلم لكل وقت ملائكته.

سئل: بين المحكمة والسلاح هل تخاف ان تذهب البلاد الى مصير مظلم؟

أجاب: كلا، لدي ايمان ان اللبنانيين لا يريدون الا العيش معا وسيرفضون كل من يدعو الى فتنة، انا سمعت الكلام الذي قيل واستغرب كيف شخص يقول ارفعوا الاعلام اللبنانية على منازلكم يُتهم بالفتنة ومن غير وجهة السلاح من كونه موجه نحو اسرائيل وأخذ شرعية هذا السلاح لأنه موجه ضد اسرائيل وحول هذه الوجهة الى اللبنانيين هذا لا يدعو للفتنة؟

سئل: ماذا كان السبب لتوجيه هذا السلاح الى اللبنانيين؟ حكومتك هي التي اتخذت القرارين الشهيرين وانطلاقا منهما حصل ما حصل؟

أجاب: تحت اي ظرف اساس مهما حصل ليس مبررا على الاطلاق ليستعمل السلاح في الداخل شرعية هذا السلاح سقطت، فمن اين اخذ السلاح شرعيته.

سئل: يقولون ان السلاح كان للدفاع عن السلاح

أجاب: السلاح هو للدفاع عن ارض الوطن ضد الاحتلال الاسرائيلي وعندما انسحبت اسرائيل في العام 2000 من الطبيعي منذ ذلك التاريخ بدأت تتغير وجهة هذا السلاح لأنه اصبح يعود الى الداخل بوهجه ثم باستعماله في العام 2007، وعندما تغيرت طريقة الخطاب لدى حزب الله بعد احرب تموز، وبدلا من ان يستند الى هذا الذي حصل ليحقق المزيد من الانصهار بين اللبنانيين هو الذي ادى الى ايجاد هذه الفرقة مهما كان هذا الكلام الذي انطلق منه في "ويكيليكس" والذي تبين ان كل هذه الادعاءات لا سيما تلك التي وجهت ضدي كلها كانت "خنفشارية" لا صحة لها وتبين ان الذي كنت اقوله في الخارج كنت اقوله في الداخل، بالتالي اللبنانيين لا يريدون فتنة والذي يهول بذلك يقول هذا الكلام يهول بضرر كبير لنقبل بالضرر الصغير، هذا الفيلم شاهدناه واستعملوه مئات المرات خلال فترات الهيمنة والتسلط الذي كان موجود. الآن يجب ان نركز على الاساسيات.

سئل: اليوم هناك 4 متهمين من حزب الله في عملية اغتيال الرئيس الحريري؟

أجاب: هؤلاء متهمون وكل الناس ترى ان في هذه المحكمة الحقوق الموجودة للدفاع عن المتهمين ليست موجودة في القانون اللبناني ولا في اي قوانين هناك حقوق كاملة وقدرة على ان يمثلوا امام المحكمة اما مباشرة اما عبر الفيديو او غيره وبالتالي كل هذه الصلاحيات موجودة. المحكمة لا تحاكم دولا ولا احزابا.

سئل: "حزب الله" يقول ان هذه المحكمة في أساسها ومرتكزاتها هي محكمة أميركية اسرائيلية وبالتالي هم يرفضون في المبدأ هذه المحكمة.

أجاب: هذه المحكمة تتعرض لنفس التجريح الذي تعرضت له محاكم دولية عدة في السابق وفي عدة دول من العالم وهذه الكمية من الشفافية والوضوح والعلنية الموجودة في المحكمة ليست موجودة في اي مكان آخر، هذا واجبهم ونحن ملزمين بالتعاون معها والحقوق الموجودة للدفاع هائلة واعتقد ان هناك عدداً من المحامين قريبين من "حزب الله" ونصيحتي للحزب ان هذا الموقف المتشنج لا يفدي فتيلا.

سئل: هم يعتبرون المتهمين بمثابة قديسين اي يقصدون التشكيك بهم.

أجاب: يمكن ان يكونوا ابرياء لكن هذه محكمة علنية يراها اي انسان في العالم مباشرة وبالتالي هذه الامر امامهم ان يبرهنوا على براءتهم.

سئل: أليست هذه المحكمة بمرتكزها وانطلاقتها محكمة سياسية مثل لتحقيق غاية سياسية.

أجاب: هذه محكمة اطلاقا غير سياسية بالنهاية هي محكمة لاحقاق العدالة ونحن الآن حريتنا في خطر وديمقراطيتنا في خطر اذا لم يجري فعليا الالتزام بهذه المحكمة لماذا؟ لاننا نحن لا نركض وراء الانتقام وهذا الموضوع غير موجود اطلاقا وفي النهاية المقصود من هذه المحكمة انهاء الحق بالقتل وانهاء الفرار من وجه العدالة بالنسبة للعمليات الارهابية وبالتالي هذا الامر الذي سعينا له بعد عدد كبير من الاغتيالات التي تمت في لبنان وطالت رؤساء جمهورية ورؤساء حكومة ونواب ورجال دين وصحافيين ولم نعرف من ارتكب كل هذه الجرائم، ومنذ ان اقرت المحكمة لم يعد هناك جرائم وممكن ان يكونوا يحضرون لاغتيال فالله اعلم واشك في ذلك.

سئل: لماذا تشك في ذلك

أجاب: أشك ان يكون هناك اغتيال لانهم تعلموا من هذه الدروس.

سئل: من هم؟     

أجاب: الذين يقومون بعمليات الاغتيال والله اعلم.

سئل: كنا نتكلم عن العلاقات مع بعض الاشخاص، العلاقة مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قباني اين اصبحت وهل انتهت الازمة معه، خصوصا حول ما سمي تعديلات السنيورة على المرسوم 18 على 19 الذي ينطم الشؤون الاسلامية في لبنان؟

أجاب: العلاقة مستمرة مع سماحة المفتي ونكن له كل احترام واعتقد ان كل واحد يفسرها على طريقته واعتقد هو بموقعه اللبناني والوطني والديني يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الامور بما يتعلق بموضوع العدالة وموضوع الحريات في لبنان، وبالتالي هناك وجهات نظر وكان يجري التواصل المستمر بيننا لبحث كل هذه الامور بشكل واضح وصريح وبعيدا عن اي مواقف مسبقة، والخطوات التي اتخذناها منذ سنتين تقريبا بتاليف لجنة وقوامها انا والرئيس ميقاتي والتي قامت بعمل دراسات مكثفة في كافة الجوانب التنظيمية والادارية والمالية والدينية وغيرها وتوصلت الى نتائج وهي خاضعة للبحث والتشاور بالنهاية لدى المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ونحن نتلاقى.

س: هل هذه اللجنة متجانسة ؟

ج: هنا يجب ان نتعود على شيء، أحيانا لدى العرب هناك مواقف يا ابيض يا اسود، الحقيقة ان في الدنيا امور نختلف عليها ويكون موقفنا عنيف وامور اخرى يجب ان نوفر فيها مصالح للمسلمين وبالتالي درسنا هذه الامور واتفقنا عليها وآخر اجتماع عقدناه في هذا الخصوص مع سماحة المفتي مطولا وبعدها امام المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وتوصلنا الى خطوات متقدمة واليوم صباحا تكلم معي المفتي قباني.

سئل: لماذا اصبح المفتي قباني اقرب الى الموقف السياسي من الرئيس نجيب ميقاتي علماً انه كان قريباً كثيراً من موقفكم؟

أجاب: نحن حتى الآن "وحالات الزمان عليك شتى وحالك واحد في كل مكان" هذا الموضع ثابت وفي النهاية هذا الموقف الذي يعبر باعتقادي عن مصلحة المسلمين ومؤسساتهم الدينية ومؤسساتهم الاجتماعية بما ينعكس ايجابا على مصالحهم. هذا هو المسار الذي يجب ان يحكم وليس هناك من مواقف مسبقة وليس هناك من مواقف متعنتة. هذا الأمر في النهاية سيكون عرضة للبحث داخل المجلس الشرعي الأعلى وهو صاحب الصلاحية في هذا الشأن للنظر في هذا الموضوع.

ليس هناك من مواقف متعنتة فأنا انسان جداً ديموقراطي وسأبقى على ذلك وانا منفتح كقول الإمام الشافعي: "رأيي على صواب يحتمل الخطأ ورأيك على خطأ يحتمل الصواب" هذه القاعدة التي اتبعها عسى الله ان يبقينا على هذا المسار.

سئل: كيف قرأت المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي وهل تحتمل الخطأ ام الصواب؟

أجاب: حصل كلام كثير وبالتالي جرى كما يقول البطريرك انه حصل اجتزاء وتفسير خاطىء ومن المهم ان يصار الى توضيح الأمور والتواصل مستمر.

غبطته يمثل مؤسسة عظيمة في تاريخ لبنان لعبت دوراً وهي مستمرة وهو على رأس هذه المؤسسة التي نجل ونحترم ولدينا كل الرغبة بالتعاون معه. وامس ابلغته انني اريد ان اتناول الغداء معه فرحب بي وابلغني انه لن يكون متواجداً الاسبوع المقبل وانه سيستقبلني الأسبوع بعد المقبل من اجل التشاور وتوضيح الأمور.

الأسبوع الماضي ذهبت الى الفاتيكان، وبعد ذلك زرت الأزهر.

سئل: ما سبب هاتان الزياراتان؟

أجاب: هذا امر ضروري انه بعد كل ما اثير من كلام وتصريحات وغبار وهواجس من الضروري ان أزور الفاتيكان وهو المؤسسة الكبرى التي لها دورها واعتبارها في العالم وقابلت وزير الخارجية، بحثنا في موضوع ما يجري في لبنان وما يجري في العالم العربي وكيف هي نظرتنا اليها في لبنان وكيف هي نظرتنا اليها كمسلمين وكيف نظرتنا الى دور المسيحيين في الشرق. هناك تقزيم لدور المسيحيين في الشرق. المسيحيون كانوا على مدى المئتي سنة الماضية دعاة حركة التنوير في العالم العربي ودعاة الإصلاح والحريات والديموقراطية واحترام حقوق الانسان وكان لهم الدور الرائد. وكأن هناك من يحاول نزع هذا الدور عنهم ويحاول ان يربطهم مع الماضي ويمنع عنهم النظر الى المستقبل.

مسيحيو الشرق هم الرواد والعالم الاسلامي يحتاج الى دورهم. لو لم يكن هناك لبنان فكان علينا ان نوجده لأن دوره ليس فقط لأبنائه بل في محيطه. لم يكن عبثاً عندما قال البابا ان لبنان رسالة بداية في محيطه العربي. رسالة تسامح وانفتاح وتسامح في العالم الاسلامي كي يأخذوا هذه الصورة الحقيقية عن العالم الاسلامي. بغض النظر عن وجود اشخاص متطرفين لكنهم قلة قليلة جداً، مثلاً في ايار الماضي قتل اسامة بن لادن فهل يمكن ان تقول لي من وقف في هذا العالم العربي وقال قصيدة رثاء في بن لادن؟ ماذا يعني ذلك؟ هذه الظاهرة هي ظاهرة بائسة والى زوال وليس هناك من يدعمها. من الطبيعي ان هناك مسلمين لكنهم يريدون ان يعيشوا سوية جنباً الى جنب مع المسيحيين.

س: لكن البطريرك ينطلق من مخاوف حقيقية؟وما حصل في العراق فهو لديه تخوف من ما يحصل في سوريا على مستقبل المسيحيين ووجودهم

ج: بداية علينا ان نتفهم هذه الهواجس لا ان نلغيها ولا يجب ان نبالغ فيها، فلنرى الذي قتلوا من المسيحيين في العراق ونسبتهم لعدد المسيحيين والناس الذين قتلوا من المسلمين شيعة وسنة ونسبتهم لعدد المسيحيين، يتبين ان الظلم الواقع على العراق هو واقع على العراقيين كلهم، لم ينتقوا المسيحيين، نحن نتفهم وضع المسيحيين ويجب ان نسعى لنؤكد قاعدة اساسية ان في علاقتنا يجب ان يؤمن ويلتزم كل واحد فينا بقاعدة واحدة ما لنا لهم وما علينا عليهم في لبنان والعالم العربي، وكان بعد هذا الشرح الذي كان وافيا ومهما في الفاتيكان انتقلت الى الازهر وهناك بما له من دور في العالم الاسلامي وهو مؤسسة دينية منفتحة وعلينا كلنا ان ننظر الى الوثيقتين اللتين اصدرهما الازهر خلال الاشهر الاخيرة، ما يتعلق بمصر ونظام الحكم فيها ومستقبله وما يتعلق بموضوع الربيع العربي والدور الذي يجب ان ننطلق منه في مقاربتنا لمسألة الربيع العربي، هذا الربيع الذي انتشر كالنار في الهشيم على مدى هذه الاشهر ليثبت عدة اشياء.

اولا ان هذه الدول العربية تعاني من المشاكل ذاتها من نفس التهميش والاخلال في معايير احترام كرامتها وحقها في المشاركة واحترام الناس، هذا الامر الاساسي الذي يتساوى فيه الجميع انهم جميعهم يعانون من المشكلة ذاتها وهذا يثبت على انها ليست عملية امبريالية استعمارية والا لكانت المؤامرة تقوم في بلد واحد، انتشرها في عدة بلدان يثبت ان ذلك ناتج عن معاناة.

سئل: ولكن لماذا الآن؟ فالكبت موجود من سنوات حتى ما يحصل في سوريا حصل مثله في بداية الثمانينات ومع ذلك كان هناك قرار دولي بأن تنتهي الانتفاضة، لماذا تغيرت الاحوال؟ الا يوجد قرار دولي بتغيير الواقع في هذا الشرق؟

أجاب: من كل القراءات والاطلاع على ما يجري في العالم والكتابات من مراكز الابحاث، العالم فوجئ بما جرى في العالم العربي لم يكن يتوقع، كانوا يقولون خلال هذه السنوات الماضية بـ "الاستثناء العربي" بأن العالم بوادي والعالم العربي ساكن وفجأة بعد الحادثة التي أتت على ما يسمى مناخ ملائم حاضر وجاهز كان ينتظر القشة التي قسمت ظهر البعير، عندما حصل هذا انتقلت كالنار في الهشيم وبالتالي اكتشف الناس ان هذه الانظمة التي أتت لتحقق للناس استرجاع الارض والكرامة والحريات والديمقراطية والمشاركة وتحسين مستوى المعيشة اصبحت جمهوريات ملكية، فمنها من بقي 42 سنة وآخر 40 وآخر 35 سنة، اين تداول السلطة؟

سئل: اليوم الربيع العربي وصل الى سوريا ورئيس الوزراء التركي قال للاسد: سيأتي اليوم الذي سترحل فيه وايامك في السلطة معدودة، هل برأيك هذا القول يعبر عن واقع الحال؟

أجاب: موقفنا واضح في هذا الشأن، سوريا بلد عربي وبلد اساسي وبلد جار، نحن من سنوات كنا نقول باننا لا نريد من لبنان ان يكون مقراً او مستقراً او منطلقاً لأي عمل ضد اي من اشقائنا العرب، بالإضافة إلى أن سوريا جارتنا وبالتالي يجب ان نكون حريصين على هذه العلاقة، لكن في الوقت عينه نحن بقدر ما نحن حريصون على عدم التدخل في شؤون الآخرين لأننا لا نريد لاحد ان يتدخل بشؤوننا ومن الاجدر ان نأخذ هذا الموقف، لكننا اذا كنا نقول اننا لا نتدخل وهذا ليس من شأننا وليس باستطاعتنا لكننا لا نبقى غير معنيين او غير مبالين فحركة الربيع العربي عبر عنها بوضوح وصراحة اننا معها، ومع حركة الشعوب العربية التي تدعمها لكن دون تدخل، تدعمها عاطفيا، بالموقف.

سئل: هل تحولتم الى الفعل؟

أجاب: اطلاقا، نحن ليس لدينا الامكانية وليس لدينا المصلحة وليس لدينا الرغبة بهذا الامر ولسنا نؤمن بالسلاح، وانا اتمنى من هذه الانتفاضة في سوريا ان تستمر انتفاضة مدنية وسلمية لأن من يحاول ان يدفعها للتحول الى انتفاضة عسكرية هو الذي يحاول ان يجرها الى ساحة يكون هو متميز في قدرته على القضاء عليها.

سئل: هل تتمنى لهذه الانتفاضة ان تحقق هدفها؟

أجاب: اتمنى للشعب السوري ان يحقق ما هو في مصلحته، هذا موقفنا نحن لا نتدخل ليس بامكاننا ان نتدخل، هذا الموقف الذي أخذناه. هنا تعليقي على ما جرى ان هناك فرصاً كبيرة اضاعها الرئيس الاسد اضاع عدة فرص للاصلاح، والاصلاح تقوم به عندما يكون هذا باستطاعتك وليس عندما تكون مجبراً عليه، هذه قاعدة في اوروبا حتى وعلى الصعيد الاقتصادي ما يحصل باسبانيا وغيرها.

كانت هناك فرصة للرئيس الاسد في العام 2000 عندما تسلم بأن يدخل التغيير وكان هناك تعطش، ثم في عام 2005 بعد انسحابه من لبنان كان بامكانه ان يحول المشكلة الى فرصة اضاعها.

سئل: بكل هذه المرحلة كانت سوريا تتعرض لضغوط وكانت هناك صعوبات 2003 العراق 2005 في لبنان.

أجاب: اذا اردنا وجود اسباب سنجد العديد منها ولكنها لا تبدو مقنعة لأن هناك عودة للنظر في الامر في عام 2011 عندما نشبت في درعا والكل شهد ما جرى في المقابلة التي جرى التحضير لها وجرى كلام على لسان فاروق الشرع وعلى لسان بثينة شعبان ان الرئيس سيفاجئ السوريين والعالم بالاصلاحات التي سيقدمها لم يكن هناك من امر، الآن هناك موقف للجامعة العربية يجب ان لا تفوت هذه الفرصة ويجب ان يصار الى انتهاز المناسبة للتقدم بشجاعة.

سئل: استمعنا الى وزير الخارجية السوري وقال ان لا بروتكول يفرض على دولة يجب ان يبحث  معها؟

أجاب: هذا بالنهاية موقف عربي والعرب يكونون الى جنبه، الرئيس الحريري كان لديه قول "ما من احد اكبر من بلده" الرئيس الاسد ليس اكبر من سوريا سوريا اكبر بكثير وسيورا عزيزة على كل عربي، هي قلب العروبة النابض يجب المحافظة عليها، ليس بالتهويل والفتنة فمن يقول ذلك هو الذي يدعو للفتنة وأعتقد ان الشعب السوري لا يريد فتنة ولن يسير في هذا المسار ونرى المتظاهرين سلميا وهناك من يقول لي انظر الى التظاهرات المؤيدة واعجبني قول احدهم الذي قال ان هناك الملايين الموجودة وأساله اذا نزلت 3 دبابات كن شخص يبقى.

نحن الآن امام فرصة يجب انتهازها ويجب ان لا تضيع وبتقديري بحرصنا على سوريا وعلى هذا الشعب البطل الذي يرسم كل يوم بدمه التزامه بالمبادئ الحرية واحترام حقوق الانسان وعدم التهميش وتوسيع المشاركة والديمقراطية الحقة يجب ان لا نضيع عليه هذه الفرصة وهذا الامر موجود للرئيس الاسد واتمنى من قلبي فهو من يحكم هذا الامر وهو من يأخذ هذه الدروس والعظات ليس مني من ما يشهده في العالم فلا يضيع هذه الفرصة سوريا كان لديها الكثير من الدول الى جانبها والآن من معها؟

سئل: يقال ان هناك مؤامرة للقضاء على الدولة والممانعة

أجاب: نواجه هذه المؤامرة بالعزيمة "اذا كنت ذا راي فكن ذا عزيمة فان فساد الراي ان تتردد" هذا التردد لا يؤدي إلى نتيجة بل يورط والاصلاح يجب ان يقام به والتغيير يجب ان يقام به عندما يكون المرء قادراً لا مجبراً.

سئل: ما هي قضية ما تردد اليوم في القاعة العامة لمجلس النواب عن مطالبة بأن تقدم هذا الحساب الى الشعب اللبناني؟

أجاب: اعتقد ان النائب ابراهيم كنعان لا يعلم كثيراً في الأمور المالية.

سئل: هو رئيس لجنة المال والموازنة؟

أجاب(ضاحكاً): ليس بالضرورة، اولاً في موضوع الخزنة، وزير المالية آنذاك (لطشها) اثبتت بالوقائع بأن هذا الكلام عارٍ عن الصحة وان موجودات الخزنة بشهادة كل الذين وقعوا على المحضر جرى  نقلها الى مصرف لبنان واقفلت آخر مرة في العام 1973 وفتحت في العام 1993 وبالتالي عندما علمت بها تم ذلك الأمر. هذا الكلام يذكرنا بالمحاولة التي تمت في الماضي في موضوع محرقة برج حمود وهم يعيدون الأمر.

اما الأمر الثاني في الموضوع المتعلق بما يسمى قطع الحساب وهو في الحقيقة اذا رجعت الى اي احد يعرف في موضوع المحاسبة من جهة والعلم المالي من جهة ثانية، وبالتالي كيف تحصل قطع الحسابات يكتشف الحقائق التالية، ان لبنان منذ العام 1979 وحتى 1992 لم يكن لديه قطع حساب او اي ما يسمى عمليات حساب مهمة، ولا حساب بداية وحساب نهاية لكل سنة. عندما اتينا في نهاية العام 1992 وكان علينا ان ننظر الى الماضي ونرى ماذا هناك من حسابات فتبين ان ذلك مستحيل لأن بعضا من هذه الحسابات مفقود وجزء دمر وبكل صراحة ان احد المسؤولين عما جرى تدميره من حسابات ومستندات آنذاك هو الحرب التي حصلت في المنطقة الشرقية بسبب الذي افتعلها الجنرال عون، لذلك كان علينا البدء من السنة التي بدأنا العمل فيها اي سنة 1993. حتى تنفذ قطع الحساب للعام 93 يجب ان نبدأ مما يسمى بالحسابات الافتتاحية للعام 93 لكن هذه الحسابات يجب ان تتوفر لها الحسابات الختامية للعام 92 وحتى نعود الى العام 79 هذا الأمر مستحيل. لذلك قلنا فلنبدأ منذ اليوم الذي بدأنا فيه العمل واكملنا.

سئل: قطعتم مع الماضي؟

أجاب: لم نقطع، كان الأمر مستحيلا، ومن يستطع ان يجرب الآن فليجرب، لماذا يعمل من الأمر عنتريات؟

سئل: يقول انكم لا تتجاوبون معه

أجاب: هناك مادة اضيفت إلى موازنة العام 2005 وأقرت وكلف ديوان المحاسبة مع وزير المالية لايجاد حل لهذا الموضوع وهو يقوم بما يسمى بمحاربة الطواحين ولن يجد شيئا اطلاقا ومن يستطيع فلياتي بمحاسبين الدنيا جميعهم واذا استطاعوا ان يقوموا بهذا الامر المتعلق بالسنوات الماضية.

سئل: دولة الرئيس تبرر انطلاقا من سنوات الحرب اللبنانية، النائب كنعان يتكلم عن سنوات حالية

أجاب: ملاحظات ديوان المحاسبة انه ليس هناك حسابات افتتاحية للعام 93 اما ماذا كان في الخزنة من أموال فكلها موجودة وجرى قيدها وليس هناك اي مشكلة الحسابات الافتتاحية لعام 93 من الصعوبة ولكي تقوم بها يجب ان تعود لغاية سنة 79 وذلك فيه استحالة واذا اراد فليتفضل، الم ياتي على وزارة المالية عدة وزراء جورج قرم والياس سابا وديميانوس قطار ولماذا لم يقوموا بها؟ منذ الـ 93 لغاية الـ2003 قطع الحساب واقر من مجلس النواب وبعد الـ 2003 يتاخر عادة قطع الحساب ليكون سنتين مؤخر عن المكوازنة التي أقرت منذ سنة الـ 2006 لم يعد هناك موازنات وأرسلتهم الحكومة اللبنانية الى مجلس النواب في العام 2006 الى العام 2010 أرسلوا وعام 2006 و2007 و2008 و2009 عمليا رفض مجلس النواب ان يستقبلهم ولم ينظر بها مجلس النواب لانه كان مقفل مجلس النواب قصريا ولانها لم تقر ما يسمى ان هذه الموازنات أصبح متعذرا ان تقوم بقطع الحساب.

سئل: كمواطن عادي استطيع أن اعتمد ان مجلس النواب هو المسؤول عن هذا الامر؟

أجاب: عن عملية عدم اقرار الموازنات أما بما يتعلق بموضوع قطع الحساب فمجلس النواب أقر قطع الحسابات منذ الـ1993 الى العام 2003 وعاد الانتظام لتحضير الموازنات انها كانت تعد وترسل الى مجلس النواب من العام 93 الى العام 2005 باستثناء سنتين أو ثلاثة كانت ترسل الموازنات في المواعيد الدستورية ويقرها مجلس النواب في تلك المواعيد.

في الحقيقة كان يقول الامام علي: "ما حاورت عالما الا وغلبته  وما حاججني جاهل الا وغلبني" وهذا الكلام الذي يحصل ولياتي بمجموعة من المحاسبين الدوليين وهذا كلام تضييع وقت واوهام على الناس ومحاربة طواحين.

فلنعود الى موضوع الـ 11 مليار دولار، القانون اللبناني يقول انه عندما لا تقر الموازنة يصبح هناك اقرار أو صرف الى حد اقرار الموازنة على اساس آخر موازنة أقرت سنة الـ 2005 وحجم الموازنة آنذاك 10 آلاف مليار ليرة لبنانية ولم يكن فيها الا مبلغا ضئيلا من اجل دعم كهرباء لبنان، عمليا خلال هذه السنوات اصبح هناك قوانين عديدة لزيادة الانفاق برواتب ومصاريف معينة لأشياء معينة محددة وأضيف الى ذلك موضوع الفائدة على الديون وخدمة الدين العام وموضوع يتعلق بالكهرباء وغيره فبالتالي خلال هذه السنوات من 2006 لل2009 كان حج الانفاق الاضافي خارج اطار القاعدة الاثني عشرية هو 11 مليار دولار بالاربع سنوات وقامت الدنيا وتعرف قصة هذا الذي يجلس في المقعد الخلفي والذي يجلس في المقعد الامامي تبين ان كل الذين كانوا ينتقدوا ارتكبوا نفس المعاصي التي يتهمونننا بها وهذه ليست بمعاصي بل كانت ضرورية من اجل تسيير عمل الدولة وهم يطالبون بانفاق لسنة واحدة 6 مليارات دولار بينما نحن على 4 سنوات 11 مليار دولار.

حرام ان يتعرض هذا البلد لهذا القدر من التهويل والتدجيل ومحاولة اخذ الناس الى مواقع غير صحيحة وهذا الأمر لا يجوز، نحن نلعب بمصالح الناس بالنسبة الى الوضع الاقتصادي فهذه الحكومة ترتكب اخطاء جسيمة.

سئل: لكن يقال انها تسير في خطك؟

أجاب: هي تعمل على خطي في بعض الأمور وفي امور اخرى تناقض. هذه الحكومة لا توحي بالثقة، المطلوب فعلياً الرصانة ولاسيما في هذا الظرف الذي نحن فيه، الرصانة المالية وايضاً محاولة ايحاء الثقة وهذا ما يحرك العجلة الاقتصادية اما الصورة التي ينقلونها في البلد فلا توحي بالثقة وبالتالي ما يرتكبونه هم الآن لا يستفيدون مما يجري من حولنا. هناك مخاطر عديدة فإذا لم يكونوا واعين لها سيأخذون البلد نحو منزلقات خطرة جداً ليس من الصالح ان نستمر بها.

تاريخ الخطاب: 
22/11/2011