مداخلة جلسة الحوار الخامسة في بعبدا

-A A +A
Print Friendly and PDF

أدلى الرئيس فؤاد السنيورة في بداية الجلسة الخامسة للحوار بمداخلة في ما يلي نصها

فخامةالرئيس ،،

أيها الحضور الكريم ،،

أود أن أؤكد في مستهل هذه الجلسة أن مجرد اجتماعنا مرة ثانية بدعوة مشكورة من فخامة الرئيس ميشال سليمان هي بادرة ايجابية جدا، فعلى الرغم من التباين المعلن بيننا على مجموعة من العناوين ومنها موضوع الإستراتيجية الدفاعية أو صيغة كيف نحمي لبنان وكيفية تنظيم العلاقة بين سلاح الدولة وبسط سلطتها وسلاح المقاومة...الخ، رغم كل هذه التباينات فان مجرد اجتماعنا هو مؤشر ايجابي يجب أن نحافظ عليه ونصونه ونتابعه، لأنه ما من أسلوب أفضل وأرقى للتعامل بين أبناء الوطن سوى أسلوب التلاقي والحوار الهادئ والرصين.

والاهم من ذلك أن المواطنين اللبنانيين يتابعوننا ويترقبون منا الوصول إلى نتائج محددة، والأكثر أهمية أنهم يترقبون مع الرأي العام العربي والأجنبي طريقة تصرفنا إزاء بعضنا بعضاً وخاصة حيال المسائل الخلافية.

إخواني أعضاء طاولة الحوار،

أود أن أكون شديد الوضوح إزاء مسألة هامة تثار في الساعات الماضية وهي الكلام الصادر عن حكومة العدو الإسرائيلي وتعقب عليها أيضاً مصادر غربية والتي تتحدث عن استقدام حزب الله لأسلحة جديدة إلى لبنان وهو خبر في الحقيقة ورد منذ أسابيع. لكن ما استرعى انتباهي إزاء هذا الموضوع هو تصاعد هذا الكلام الإسرائيلي قبل ساعات محددة من موعد انعقاد طاولة الحوار بيننا تحت عنوان البحث بالإستراتيجية الدفاعية وهذا ما دفعني لطرح السؤال على نفسي وعليكم ، لماذا هذا التوقيت الإسرائيلي في إثارة موضوع سلاح حزب الله وصواريخه؟

هل لدى الحزب سلاح وصواريخ؟ طبعا لديه السلاح والصورايخ، وهذه مسألة معروفة ومعلنة وقد سبق للحزب ومسؤوليه أن أكدوا ذلك لكن ما يجب التوقف عنده هو توقيت الكلام الإسرائيلي والذي قد يكون الهدف منه قبل ساعات من انعقاد طاولة الحوار وفي ظل التباين الداخلي محاولة الصيد في المياه اللبنانية العكرة والعمل على توتير الأجواء الداخلية وهو أمر يثير التوجس ويتطلب منا جميعاً التنبه لمقاصده وأغراضه.

وما أود قوله اليوم هو أننا يجب أن ننتبه لهذا الفخ الذي ربما تحاول إسرائيل أن تنصبه لنا، فالنسبة لنا المشكلة الأساس تكمن في وجود الاحتلال للأراضي العربية والأراضي اللبنانية والمقاومة كانت رد فعل طبيعي على الاحتلال. وعلى إسرائيل أن تنسحب من الأراضي المحتلة في لبنان وسوريا والضفة وغزة وان تقبل بالعروض العربية وآخرها المبادرة العربية للسلام وأن نتضامن كعرب فيما بيننا وفي هذه الآونة لزيادة الضغط على إسرائيل عبر كل الوسائل السياسية والدبلوماسية بما يعمق الهوة فيما بين إسرائيل ومواقفها والرأي العام الغربي والدولي. أما نحن في لبنان فإن علينا أن نعالج شؤوننا بالحوار والنقاش الهادئ .

السؤال هل نحن على تباين إزاء هذه المواضيع المطروحة المتعلقة بكيفية وأسلوب حماية لبنان والإستراتيجية الدفاعية؟ طبعاً نحن على تباين. لكنني لا أرى غير أسلوب الحوار الرصين وغير الانفعالي والتخويني طريقاً لإيجاد الحلول وتطوير المقاربات أما الاستمرار بالإثارة الإعلامية ولغة الاتهامات والتحريض من هنا وهناك فإنها ستؤدي بنا إلى الفشل ليس أكثر والوقوع في المصيدة الإسرائيلية.

لهذا أود من الإخوة الكرام الانطلاق في النقاش على هذا الأساس وإذا كان الهدف حماية لبنان فان ذلك لن يكون إلا بتكاتفنا وتضافرنا فيما بيننا وفي وجه العدوان أو التهديد الإسرائيلي المتكرر وأعمال خرق السيادة في الجو والبر والبحر والتي كان أخرها محاولات الاستفزاز في الحاصباني والعباسية. وكانت كتلة المستقبل قد توقفت ملياً أمام هذا الاستفزاز.

إخواني،

 بشأن ما جرى في الجلسة الماضية وما ظهر من انعكاسات في وسائل الإعلام... فاني ألفت عنايتكم إلى أن ماجرى داخل جلسات الحوار كان يجب أن يبقى بيننا لكي يبقى حوارنا متماسكا ومفيدا  ومجديا.

يا إخوان، هل من المعقول أن يظهر في وسائل الإعلام كلام يقول أن الرئيس السنيورة تسلل لإضافة نص...الخ. نحن هنا ما من أحد منا متسلل بل كلنا نمثل أطرافاً لها موقعها وأعتقد أنه ويجب أن نحترم بعضنا لكي يحترمنا مواطنونا.

لقد كان موقفي هو رفض الخوض إعلاميا بما جرى أو الرد على  ما قيل هنا أو هناك، وأمل أن يبقى هذا هو موقف الجميع، من دون أن يغيب عن بالنا أن عبارة الجيش والشعب والمقاومة هي عبارة وردت أول ما وردت في البيان الوزاري للحكومة التي كان لي شرف رئاسته اثر اتفاق الدوحة وبالتالي ليست عبارة جديدة علي. ولكنها لم تطرح في جلسة الحوار الماضية وهناك أصلاً وجهات نظر متفاوتة بشأنها فيما خص أعضاء هيئة الحوار ولذا اقتضى ذلك الموقف.

يبقى أن نقطة أساسية من المناسب التوقف عندها وهي انه لا يمكننا أن نمر مرور الكرام أمام ما جرى في منطقة البقاع الأوسط حيث تواجد القواعد الفلسطينية المسلحة فليس من المسموح أو المقبول بعد كل المحن التي واجهها لبنان أن يبقى موضوع السلاح الفلسطيني من دون علاج وهذا ما يجب بحثه من مختلف الجوانب للوصول إلى حل له خاصة وأننا اجمعنا على معالجته في جلسات الحوار الوطني التي كانت قد عقدت في مجلس النواب.

تاريخ الخبر: 
16/04/2010