الرئيس السنيورة يعلق على عاصفة الحزم : اذا كان شعار الربيع العربي الذي صدح في كل الأرجاء والميادين هو"الشعب يريد اسقاط النظام" فإنّ شعار حملة الحزم العربية التي بدأت الآن في اليمن هو "العرب يريدون إسقاط الاجتياحات الإقليمية للأمن العربي واستعادة العروبة

عاد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة خلال الساعات الماضية الى بيروت قادماً من لاهاي، وبعد عودته واطِّلاعه على آخر المستجدات أدلى بتصريحٍ عَلَّقَ فيه على التطورات الجارية في اليمن والمنطقة ولاسيما بعد إنطلاق عاصفة الحزم وبدء أعمال القمة العربية في شرم الشيخ قائلاً:
منذ مطلع العام 2011 انتهت حقبة، وبدأت اخرى، حين انطلق الربيع العربي وانتهى عهد الاستثناء العربي وعهد الخمول والاستكانة، وسيطر شباب العرب على الميادين في عدد من المدن والبلدان العربية مطالبين بالحرية والكرامة والتغيير والعمل على النهوض نحو مستقبل أفضل.
أضاف الرئيس السنيورة: من الواضح ان عهد الاستثناء العربي قد انتهى فعلا والى غير رجعة، والدليل على ذلك أنّ هذه الانتفاضة العربية الشجاعة التي تنطلق من اليمن، بدعم عربي هي مبادرة حازمة لمواجهة محاولات الهيمنة الفارسية على الوطن العربي. واذا كان شعار الربيع العربي الذي صدح في كل الأرجاء والميادين هو: "الشعب يريد اسقاط النظام" فإنّ شعار حملة الحزم العربية التي بدأت الآن في اليمن هو: "العرب يريدون إسقاط الاجتياحات الإقليمية للأمن العربي واستعادة العروبة المنفتحة والمستنيرة لكلٍّ من بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق".
وقال الرئيس السنيورة: من هذا المنطلق فإني أُعلن انحيازنا من دون تردد الى جانب انتفاضة الكرامة العربية في مواجهة محاولات السيطرة الفارسية. فبغداد عربية، وبيروت عربية، ودمشق عربية، وصنعاء مهد العروبة وأصلها، ولن تقوى أعاصيرُ الأرض الشعوبية والطائفية على تغيير هويتها أو تبديلِ جِلْدِها وأصْلِها.
وتابع الرئيس السنيورة قائلاً: من هذا المنطلق فإننا ندعو الى التكاتف والتضامن عرباً مسلمين ومسيحيين ومن جميع الاعراق في بلداننا العربية في مواجهة مشاريع الهيمنة القديمة والجديدة على أوطاننا ومدننا وهويتنا. والعمل على تثبيت الهوية العربية كرابطة ثقافية وسياسية في وجه من حاول ويحاول أن يشوه صورة العالم العربي وصورة الإسلام.
كما ندعو للتوجه إلى بناء نظام مصلحة عربية يحترم استقلال وخصوصية وتنوع كل بلد عربي وهو الأمر الذي سيؤمن الاستقرار والسلام والتعاون لشعوب المنطقة العربية ليس بشكل عنصري أو مذهبي بل بشكل منفتح يحترم الحريات والخصوصيات ويتعاطى مع المجتمع الدولي على أساس احترام قيم الحرية والعدالة ويرتكز على رفض العدوان والاستيطان الإسرائيلي ويتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في بيروت في العام 2002 على أساس نظام الدولتين، وباتجاه إرساء النظام المدني العربي الجديد في سوريا والعراق واليمن وليبيا ويسهم في استعادة راية فلسطين والقضية الفلسطينية والاسلام من جهاتٍ تحاول تضييعها بشعاراتٍ وممارساتٍ راديكالية وانقسامية ظاهرُها الحرصُ عليها.
إنّ عاصفة الحزم وان الاجتماع الجاري في شرم الشيخ للقمة العربية يأتيان تعبيراً صادقاً عما يجول في وجدان العرب. إنّ هذا الإحياء والتجديد والتطوير للنظام العربي هو الذي يمكن ان يعمل من أجل احتضان كل مكونات مجتمعاتنا العربية ويحترم خصوصياتها ويحقق التنمية والازدهار الذي تحلم به اجيالنا العربية.
إنّ التجربة اللبنانية القائمة على العيش المشترك والتنوع والديمقراطية التي لا تُقصي أحداً من المكونات والتي يمكن أن تشكل مصدر استلهام وثروة وطنية وانسانية تدفعُنا للعمل على التطوير وتجاوز الاحتقانات والانقسامات السياسية، لكي تظل هذه التجربة الرائدة نموذجاً ومثلاً يُحتذى في المرحلة الجديدة من الرشد والارتقاء في العمل العربي المشترك للتضامن والتقدم والاستقرار.
إنّ علينا أن نعمل على تجديد التواصل مع الجوار الاقليمي، من أجل إقامة علاقات جوارٍ حسنٍ مع ايران بشروطٍ جديدةٍ تتضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية وقائمة على الاحترام المتبادل، وتجنُّبِ الإساءة إلى الانتماء العربي، كما تتضمن الاعراض عن نشْر الحزازات الطائفية والفئوية.
أما نحن فسنبقى عرباً، وستبقى هويتنا عربية وسنبقى موفوري الكرامة في مواجهة الهيمنة والتسلط ومحاولات الاستتباع والإخضاع من أي جهة أتت.
وفد نينوى
وكان الرئيس السنيورة قد استقبل صباح اليوم في مكتبه في بلس وفداً من محافظة نينوى في العراق برئاسة رئيس مجلس المحافظة بشار الكيكي وقد تركز البحث على الأوضاع في العراق وأهمية تحقيق الانصهار الوطني والإعداد لإطلاق مشاريع إعادة إعمار محافظة نينوى..
وأكّد الرئيس السنيورة للوفد التضامن مع سكان محافظة نينوى في مواجهة ما يتعرضون له في هذا الظرف العصيب باعتبار أنّ النسيج المتنوع هو أساسُ صمود وتميز العرب في مواجهة التطرف والإرهاب ومحاولات الهيمنة والسيطرة والتسلط والفرسنة. كما استعرض مع أعضاء الوفد سبل تفعيل التعاون ما بين لبنان والعراق عموماً وما بين القطاع الخاص اللبناني ومحافظة نينوى خصوصاً
