الرئيس السنيورة : ثابتون على مبادئنا والأولوية لاستعادة رأس الدولة

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
تحدث في عشاء اقامه احمد ناجي فارس في الشبانية تحية لروح الشهيد رفيق الحريري بحضور وزير الداخلية وحشد من الشخصيات

شدد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على أن الأولوية اليوم هي «لاستعادة رأس الدولة الذي هو رأس الجمهورية»، مؤكداً «لن نضيع البلد طالما نحن ثابتون على مبادئنا»، فيما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على ضرورة تنفيذ خارطة طريق إنقاذية، تكون أولى الخطوات فيها انتخاب رئيس للجمهورية«، مؤكداً أن «الرئيس سعد الحريري لم يرث بيتاً سياسياً فقط بل تميّز بشجاعة مسؤولة جعلته يتخذ أصعب القرارات»، وشدّد على أن «التحالف بين السلاح غير الشرعي والكلام غير الشرعي لن يؤدي إلا إلى المزيد من الخراب والمشكلات«.

كلام السنيورة والمشنوق جاء خلال حفل عشاء أقامه أحمد ناجي فارس أول من أمس، تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في دارته في بلدة الشبانية ـ المتن الأعلى، حضره مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بمدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ محمد أنيس الأروادي، رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، النواب: عمار حوري، محمد قباني وعاطف مجدلاني، الوزير السابق خالد قباني، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس وشخصيات.

بداية تحدث معرفاً، رئيس المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت محمد العاصي، ثم عرض فيلم وثائقي عن الرئيس الشهيد، بعدها ألقى فارس كلمة مرحّباً بالحضور.

ثم تحدث كمال أحمد ناجي فارس فأشار الى أن «مشروع الرئيس الشهيد هو العيش المشترك ولبنان الازدهار، وسوف ينجح هذا المشروع بهمة الرئيس سعد الحريري ورفاق درب الرئيس رفيق الحريري».

وألقى المشنوق كلمة قال فيها إنه «بعد سنوات من اغتيال الرئيس الحريري، هناك من لا يزال يحاول التنكيل به وبإرثه، تارة بالشائعات، وطوراً بتشويه سيرته، وأحياناً بالهجوم على أبنائه ومحاولة ضرب بيته السياسي، البيت المصر على أن يظل مفتوحاً أمام الجميع»، موضحاً «سمعنا كثيراً دعوات إلى تكسير وسط بيروت، وبعض المشاغبين شوهوا جدران ضريح الرئيس الحريري، وآخرون كتبوا على جدران بيروت شعارات مسيئة لهم وللحراك المدني. لكنني أقول باسمكم لكل هؤلاء مهما فعلتم لن يتحول ضريح الشهيد إلى ضريح لسياسته. ما زال وهو في ضريحه له الكلمة الفصل بين الحق والباطل. وسيبقى هو الميزان شاء من شاء وأبى من أبى».

ورأى أن «كل الأحزاب اللبنانية مأزومة»، قائلاً: «إن المطالبين بإسقاط النظام ما كانوا ليصلوا الى هذا المستوى من الغضب والانفعال لولا أن النظام الآن معطل بأشكال مختلفة بفعل قوة أياً يكن مستوى حضورها في البرلمان والحكومة وهي قوة وهج السلاح الخارج على الشرعية التي جعلت من الدولة هيكلاً فقد الكثير من أعمدته وسط صراع سياسي نعرف أوله ولا أرى آخره اليوم. فهذه القوة من الخارج على قرار النظام أياً كانت مبرراتها، وهي بالتالي خارج القدرة على المحاسبة«.

وقال: «البلد معطل بكل تفاصيله ومفاصله، ومعروف من يعطله، من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية، من يمنع اجتماع الحكومة، من يعطل مجلس النواب. مؤسسات البلد لا تعمل هي المشكلة الآن، جيشنا عرضة لكل أنواع التنكيل السياسي وقوانا الأمنية باتت تحترف الصبر كمهنة ثانية. رجال الأمن يتحملون الحجارة والشتيمة وقنابل المولوتوف، ويصبرون لئلا يُقال إن الأمن يفرط في استعمال القوة. وأنا، مثل الحاج أحمد، ودولة الرئيس السنيورة ومثل كثيرين، تعلمت الكثير الكثير من رفيق الحريري، ولا يتسع الوقت لتعداد ما تعلمته منه. لكن أكثر ما تعلمته هو الصبر في زمن العصبيات والتسرع، والحكمة في زمن الجنون، والتروي في زمن التسرع«.

وأوضح: «كل ما أصبت فيه هو بفضل ما تعلمته من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإذا أخطأت فأنا أتحمل كامل المسؤولية عنها. ولا بد من شهادة حق لسعد رفيق الحريري، شهادة حق لمن عايشه في أحلك الظروف، فهو لم يرث بيتاً سياسياً فقط، بل تميز بشجاعة مسؤولة جعلته يتخذ أصعب القرارات والخيارات، وإن كانت غير شعبية، لحماية أهله وبلده، ولحماية لبنان وأمنه واستقراره. وانطلاقاً من هذا، إرث الأب، والمسؤولية التي وضعها الابن فينا، فإننا ننطلق لحماية لبنان من زاوية نرى منها المصلحة الوطنية، ولا شيء غير المصلحة الوطنية».

وأوضح أنه ينظر إلى «التحرك الذي تعيشه بيروت الحبيبة في هذه الأيام من زاويتين: الأولى كمواطن يضم صوته الى عناوين المطالبين وهي مطالب محقة. أما الزاوية الثانية فمن موقعي كوزير للداخلية والبلديات، وهنا يتطلب مني واجبي حماية المتظاهرين كما يتطلب مني حماية الأملاك العامة والخاصة. وهذا يجعلك تقف في وجه الناس أو من يعتقد أنه يمثل كل الناس وهو لا يمثل الكل والدليل ما شاهدتموه على التلفزيون، فالبعض شبك يديه ليحمي قوى الأمن وبدأ بالمطالبة، وآخرون بدأوا بالسباب والشتيمة وكالوها الى قوى الأمن«. ورأى أنه مهما بلغت أهمية الحراك وأحقيته وأسبابه، فهو يتقاطع مع معركة إقليمية ودولية كبيرة تدور في لبنان حول رئاسة الجمهورية، ما يعني أن الحراك سيوظف، بعلم أو بغير علم أصحابه، في هذه المعركة. وليس صحيحاً أنه من ضرورات التظاهر والحراك أن تحتل مرافق عامة وأن تضرب رجال الدرك وأن تشتم القوى الأمنية». واعتبر أن «دعوة قوى سياسية الى التظاهر غير مفهومة وغير مبررة وغير منطقية فهي ستتظاهر ضد من؟ ضد من يقاطع جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس؟ ضد نفسها؟ وهل ستتظاهرون رفضاً للعتمة وتقنين الكهرباء؟ وهل ستتظاهرون ضد الحكومة وأنتم شركاء مقررون في السلطة منذ 8 سنوات«. وشدد على أن «لا مخرج لأي لبناني من هذه الأزمة التي وصلنا اليها إلا بالعودة الى الكتاب، وبالبدء في تنفيذ خارطة طريق إنقاذية، تكون أولى الخطوات فيها انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تشكيل حكومة تشرف على إقرار قانون انتخابات عصري، يفسح في المجال أمام الاعتراضات والقوى الشبابية الجديدة للدخول إلى مؤسسات الدولة، ثم الشروع في إجراء انتخابات برلمانية تعيد انتاج النخبة السياسية. غير ذلك كله لا يهدف إلا الى الخراب بأوادمهم وزعرانهم الذين يتقدمون بالمطالب والذين لا يقومون إلا بالشتم«. وأكد أن «التحالف بين السلاح غير الشرعي والكلام غير الشرعي الذي اسمعه في هذه اليومين وسنسمعه كثيراً، لن يؤدي إلا الى مزيد من الخراب والمشكلات، لأن هناك من يريد أن يجر البلد الى الدم. وقيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية ستفعل كل ما تستطيع ولن تسمح بجر البلد الى الدم«.

وختم: «أنهي كلامي بما سمعته بلسان الرئيس الشهيد بالفيلم الوثائقي، إن هناك كثيراً من الخوف والقلق والإحباط بل بالتأكيد لن ينتصر غير الحق ومهما حصل بيروت صبرت واحتملت، لكن لا حل في الشارع، لا حل في الشارع، لا حل في الشارع، لا حل في الشارع«.

من جهته، قال الرئيس السنيورة: «في هذه الآونة نرى ونتذكر ما كان عليه لبنان عندما تسلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري المسؤولية، وكيف واجهوه بكل العقبات والعراقيل، وبالرغم من ذلك فإنه نجح في تحقيق الكثير من الإنجازات التي ينعم بها لبنان، والتي وللأمانة أنه بعد ذلك التاريخ نجح المعرقلون في وقف هذا التقدم الذي كان يحلم به لبنان، ويحلم به اللبنانيون وما زالوا ويسعون الى تحقيق ذلك«.

أضاف: «في هذه الآونة يجب أن تكون مبادئنا واضحة واتجاه بوصلتنا أيضاً ثابت لأننا حقيقة نريد ونتمسك بالشرعية ونريد أن نتمسك أيضاً بالدولة التي لا ينافسها أحد في سلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية، وأن لا يكون هناك أي سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية، لا يمكن أن يكون هناك ربّانان في مركب واحد، وهذا الذي يجري ونراه هو اعتداء على الدولة واعتداء على سلطتها«. وشدد على أن «الأولوية هي لاستعادة رأس الدولة الذي هو رأس الجمهورية، نسمع كلاماً كثيراً حول موضوع ماذا بقي من صلاحيات رئيس الجمهورية، ومن وهو رئيس الجمهورية؟ لا أحد يعرف قيمة الشيء إلا عندما يذهب، لا نعرف قيمة رئيس الجمهورية إلا عندما فعلياً افتقدناه وحصل شغور رئاسي منذ 16 شهراً، رئيس الجمهورية ليس بالطريقة التي يُصار فيها الى تخريب عقول اللبنانيين، بأنهم يريدون الرئيس القوي ومفهومهم القوي «بزنده» الحقيقة أن الدستور واضح شديد الوضوح، إن رئيس الجمهورية هو رمز وحدة البلاد، هو الرئيس القوي بفكره وعقله وحنكته وبقيادته وبقدرته على أن يجمع اللبنانيين جميعاً في مواقع مشتركة، هذا هو الرئيس القوي، وهذا هو الذي يكون عنوان وحدة اللبنانيين لا عنواناً لفرقتهم«.

وشدد على أننا «لن نضيع البلد طالما نحن ثابتون على مبادئنا، وطالما نحن قادرون على أن نعبر عن رأينا بالرغم من أي محاولات لتشويه الذي نراه وكما نراه اليوم، طبيعي، اللبنانيون يعانون كثيراً من مشكلات عديدة، ونعرف كم يتألم كل لبناني ونعلم مدى تأثير هذه الأزمة التي تتعلق بالنفايات، إنها تضغط على كرامة الإنسان في لبنان، لكن طبيعي لا يوجد حل لمشكلة النفايات إلا حلاً وطنياً تشاركياً يتحمل جميع اللبنانيين هذه المشكلة وطريقة حلها«. وأردف: «نحن لا نريد أن نعادي أحداً لا في لبنان ولا في العالم العربي، طبيعي إلا الذي يعتدي على حقوقنا أو الذي يحاول أن يفرض هيمنته علينا، نحن نريد أن نمد يد الصداقة لجميع الناس والدول، ولكن على أساس الاحترام المتبادل والندية في العلاقة«.

وختم: «لفتني كلام الرئيس الحريري في آخر مقطع سمعته، هناك قول لولا الأمل بطل العمل، ليس فقط للقياديين، ليس مسموحاً لأحد منا أن ييأس من المستقبل، نحن أمة عانت الكثير ومررنا بالكثير من الصعاب، وليس مسموحاً لنا أن نتخاذل في المراحل الصعبة التي نمر بها، وكما كان يقول الرئيس رفيق الحريري «ما في حدا أكبر من بلده»، نحن نريد أن يرى الجميع أننا متمسكون ببلدنا وبلبنان، بلبنان بسيادته ووحدته بكامل أراضيه«.

وقدمت منسقية بيروت في تيار «المستقبل» درعاً تقديرية الى أحمد ناجي فارس لجهوده وتقديماته.

تاريخ الخطاب: 
06/09/2015