الرئيس السنيورة : المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله في جلسة الاثنين والأفكار الرئاسية ما زالت موجودة على الطاولة

أعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ان تيار المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله في جلسة يوم الاثنين وان الأمور التي سمعناها مؤخرا وسببت تشنجا وتوترا ستكون مادة للبحث، معتبرا انه ليس هناك من مصلحة لأحد في ان ترتفع نبرة الخطاب السياسي والتنكر لصيغة لبنان ولإتفاق الطائف.
وعلى هامش لقاءات في مكتبه في الهلالية مع شخصيات ووفود من صيدا والجوار، اكد الرئيس السنيورة ان الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيدا عن الاهتمام وقال ان احد اسباب فرملة التسوية هو موقف حزب الله الذي يضع شروطا حتى لا تتم كما يقول المثل العامي " اللي ما بدو يجوز بنتو بيغلّي مهرا .
وشدد الرئيس السنيورة على اهمية دعوة الرئيس سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء مؤكدا انه لا يمكن لدولة ان تبقى غير قادرة على ان تقوم بدورها وتسيّر امور الناس، وقال: ان رئيس الحكومة عندما يضع جدول الأعمال يكون ذلك في ضوء ما يعتقده انه لا يؤدي الى مزيد من التوتر ، وانا اعتقد ان رئيس الحكومة عندما وضع جدول الأعمال ودعا الى هذه الجلسة كان هذا هاجسه والأسلوب الذي يعتمده .
وفيما يتعلق بمأساة مضايا السورية قال السنيورة انها جريمة العصر ووصمة عار في جبين الرأي العام الدولي ولا يمكن السكوت عليها معتبرا ان احدا لا يستطيع ان يغطي على هذه الجريمة. وقال: اخشى ما اخشاه ان يكون حزب الله مشاركاً في هذه الجريمة واتمنى وادعو الله سبحانه وتعالى ان لا يكون هذا الكلام صحيحا ولكن على حزب الله ان يبين ويبرهن للناس انه لا يشارك فيها. داعيا المجتمع الدولي لرفع الحصار عن اهل مضايا وإتخاذ قرارات حاسمة بادانة هذه الجريمة ومعاقبة من ارتكبها.وفيما يلي النص الحرفي لكلام الرئيس السنيورة :
الحوار
*في موضوع الحوار بين المستقبل وحزب الله قال السنيورة: في الحقيقة اننا لطالما اوضحنا وجهة نظر تيار المستقبل في موضوع الحوار بأننا دائما كنا دعاة حوار وسنظل ونحن مستمرون في كوننا دعاة حوار، وهذا الحوار هو بين اشقاء في الوطن وشركاؤنا في الوطن هم جزء من هذا الوطن وليس هناك من بديل آخر سوى الانفتاح على بعضنا بعضا . ولكن هذا مع اقرارنا دائما ان هناك اختلافات اساسية فيما بيننا نريد ان لا تتحول هذه الاختلافات الى خلافات ، وان لا يكون نتيجة ذلك ايضا مزيدا من الشقاق ومزيدا مما يسمى الابتعاد عن بعضنا بعضا بما يوصل الى استعمال لغة غير مقبولة قد تصل الى العنف وهذا امر مرفوض منا كليا ولا نقبل به . لذلك نقول ان هناك حاجة مستمرة للانفتاح على بعضنا بعضا وهذا ما دفعنا لأن نلجأ الى هذا الأسلوب من التواصل الذي نستطيع به ان نبحث فيما بيننا المسائل التي نحن مختلفون عليها .
واضاف: انا ذكرت اكثر من مرة وكذلك ذكر الرئيس سعد الحريري وكل نواب كتلة المستقبل وايضا تيار المستقبل كانوا دائما يبينون ان هناك اختلافات وقضايا اساسية تتعلق بسلطة الدولة وبمواضيع التدخل في الحرب الدائرة في سوريا لصالح النظام الجائر الذي يقتل شعبه ، وذلك ضد ارادة باقي رفقاء الوطن الذين لم يستشاروا عندما اراد حزب الله ان يتدخل في سوريا ، هناك مسائل تتعلق بالسلاح وتتعلق بعدم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وهناك مسائل تتعلق بموضوع سرايا المقاومة وبموضوع المحكمة الدولية ، مسائل عديدة ، وقلنا اننا ندخل الى هذا الحوار مقرين بأن هناك اشياء عندما دخلنا في الحوار كان الهدف منه ان نرى كيف يمكن ان نتوصل الى اتفاق بشأن انتخاب رئيس للجمهورية وكيف يمكن ان يسهم ذلك في تخفيض حدة الخطاب السياسي وان يؤدي ذلك الى معالجة القضايا المتعلقة بالخطط الأمنية في شتى المناطق اللبنانية وتعود الدولة لتفرض سلطتها فيها وايضا فيما يتعلق بهذا الانتشار للسلاح الذي يشترك فيه مجموعات يستعملها حزب الله لكي يفرض سلطته وهيبته ووهج سلاحه على كرامة الناس وعلى حق الدولة في فرض سلطتها عن طريق سرايا المقاومة .
وقال: دخلنا الحوار وفعليا لم يحقق الحوار هدفه ولكننا ومع ذلك نحن نقول ان هذا الحوار ضروري من اجل ابقاء هذا التواصل فيما بيننا ولنؤكد دوما على ان هذه المسائل التي نختلف فيها هي موجودة على الطاولة عندما يجتمع ممثلو حزب الله وممثلو تيار المستقبل هذه المسائل التي نختلف فيها موجودة على الطاولة ونذكر بها وكل يوم يذكر بها تيار المستقبل بأن هذه المسائل يجب ان نجد لها حلا .,لكن هذا لا يعني ان نبتعد عن بعضنا بعضا وان نصل الى حدود المجابهة بين بعضنا بعضا وهذا امر غير مقبول لأننا في النهاية نحن كلنا جزء اساسي من هذا الوطن وبالتالي علينا ان نصل الى حلول فيما خص هذه المشاكل التي نعاني منها .
وتابع: اذ ذلك ، موضوع معاودة الحوار في ضوء التصريحات الهمايونية التي سمعناها منذ عدة ايام والتي نصّب احدهم نفسه وكيلا عن بقية اللبنانيين ليقول فلان يعود وفلان لا يعود وفلان يكون له دور ولا يكون له دور وان هذا الفلان هو ايضا من يخطف صلاحيات رئيس الجمهورية التي يجب ان نعيد النظر فيها وبالتالي ان نعيد النظر باتفاق الطائف وغيره كل هذه القضايا هي مرفوضة كليا .ومع ذلك نحن نقول ان موقفنا شديد الوضوح في هذا الشأن وبالتالي عبرنا عن موقف تيار المستقبل في موضوع الحوار منذ ايام وموضوع المشاركة في الحوار كان موضع تشاور كامل داخل تيار المستقبل وبالذات مع دولة الرئيس سعد الحريري وكان هناك تواصل بيني وبين الرئيس الحريري وبيني وبين زملاء كثيرين ، وكان الموقف انه سيصار الى معاودة التواصل في جلسة يوم الاثنين وهذه الجلسة ستكون مادة لبحث كل هذه الأمور التي استمعنا اليها وبالتالي كانت محور اسباب تشنج وتوتر وبالتالي يجب ان تكون هذه مادة للبحث مع دائما التأكيد على انه ليس هناك من مصلحة لأحد في ان ترتفع نبرة الخطاب السياسي وان يصار الى استعمال عبارات غير مقبولة،وايضا مفاهيم تتنكر لصيغة لبنان ولإتفاق الطائف ، فهذا الأمر من الأمور التي سيصار الى التأكيد عليها في جلسة الحوار يوم الاثنين .
مجلس الوزراء
*وحول دعوة الرئيس سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء قال الرئيس السنيورة: اولاً، هل يمكن لدولة ان تبقى غير قادرة وهي صاحبة السلطة التي هي السلطة الاجرائية على ان تقوم بدورها وتجتمع وبالتالي ان تسيّر امور الناس ، طبيعي هذا امر غير صحيح وغير صحي وهذا بالنهاية مضر لمصلحة الناس جميعا. يريد الناس ان تعود الدولة لتمارس سلطتها ودورها وتبت بالشؤون التي تتعلق بشؤون الناس الحياتية . طبيعي هناك مسائل التي رئيس الحكومة بكونه هو الشخص الذي يضع جدول الأعمال، طبعا رئيس الحكومة من اهم صفاته كما كل المسؤولين وكما يتمتع به رئيس المجلس النيابي وكما يتمتع به فخامة رئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد ورمز وحدة الوطن يتمتع دائما باهم صفة وهي الحكمة والتبصر وبعد النظر والرؤية التي يعالج بها امور الناس، وبالتالي رئيس الحكومة عندما يضع جدول الأعمال يضع الأمور في ضوء ما يعتقده انه لا يؤدي الى مزيد من التوتر وبالتالي يضع جدول اعمال بناء لذلك ، وانا اعتقد ان رئيس الحكومة عندما وضع جدول الأعمال ودعا الى هذه الجلسة كان هذا هاجسه والأسلوب الذي يعتمده . وبالنسبة لإنعقاد جلسة مجلس الوزارء وبالتالي كيفية اتخاذ القرارات فيها اعتقد هناك قول مشهور يقول " من ترك امرا من امور الشرع احوجه الله اليه " وما نعنيه هنا هو الدستور اللبناني الذي هو ناظم لعلاقة اللبنانيين وعلاقة المؤسسات اللبنانية بين بعضها بعضا ، الدستور واضح وبالتالي الحلال بيّن والحرام بيّن ، القانون بيّن والدستور بيّن ، وعلينا ان نعتمد هذا الموضوع واعتقد ان هذا الأمر واضح في الدستور كيفية ادارة الجلسات وكيفية اتخاذ القرارات وعلى ذلك يجب ان نعود الى هذا الأسلوب لأن أي امر آخر يؤدي بنا الى اتباع اساليب وطرق وممارسات جديدة نحن في غنى عنها ، وبالتالي يجب ان نعود الى الدستور ويجب ان تعود الدولة وتعود الحكومة الى ممارسة عملها وبالتالي ممارسة الحكومة لعملها هو الأمر الذي يشجع من جهة ايضا على عودة مجلس النواب الى ان يمارس عمله الاشتراعي والرقابي من جهة ونعود الى تأكيد مرة ثانية على ان لا شيء يحل محل رئيس الجمهورية ، فالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية هو دور اساسي في التركيبة اللبنانية وفي ادارة الشأن العام في لبنان وليس هناك من يستطيع ان يحل محل رئيس الجمهورية، واثبتت الأيام انه عندما حصل الشغور افتقدنا رئيس الدولة، افتقدنا الدور الذي يقوم به ذلك الشخص الذي يجمع بين اللبنانيين وهو عنوان اجتماعهم وليس عنوان تفرقهم.
المبادرة الرئاسية
*وفيما يتعلق بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية قال الرئيس السنيورة: ان التواصل الذي قام به الرئيس الحريري والذي كان هناك اسباب دعت الى ذلك هي نتيجة هذا الظرف الذي نعيشه في المنطقة العربية وتداعيات تدخل حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا وايضا الصراع الجاري في المنطقة ، ولا ننسى دور اسرئيل في ذلك التي لها دور اساسي في اذكاء الصراع في المنطقة وفي استعماله لمزيد من الشروخ داخل المجتمعات العربية وايضا المجتمع اللبناني، فبالتالي هذه المخاطر الاتية من الخارج مضافا اليها المخاطر الناتجة عن هذا الانحلال للدولة اللبنانية وتفتيت سلطتها وازالة دورها وتراجع هيبتها . فبالتالي هذا الأمر الذي دفع بالرئيس سعد الحريري لكي يجري اتصالا مع الوزير سليمان فرنجية وبالتالي اصبح هناك هذا التفكير ، وهذا الأمر كان عليه ان يتابع وان يتم تلاقي مع هذا التفكير من قبل الطرف الآخر للتوصل الى نوع من التسوية ، التي توقفت بسبب عدد من العوامل والتي اتت مؤخرا الظروف في المنطقة لكي تفرمل هذا الأمر ومعروف من الذي وقف في النهاية ، أي حزب الله ، وواضح انه يضع شروطا حتى لا تتم ، كما يقول المثل العامي " اللي ما بدو يجوز بنتو بيغلّي مهرا " فبالتالي هذا الأمر الذي وصلنا اليه من هذه الناحية . وانا اعتقد ان هذه الأفكار ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيدا قليلا عن الاهتمام نظرا لإشكالات عديدة مطروحة الآن في لبنان وفي المنطقة .
مضايا
*وحول مأساة مضايا السورية قال السنيورة: لا شك انها جريمة العصر، وهذه جريمة لا يجوز لأحد ان يغطي عليها او ان يخبئها او ان ينكرها ، ما يجري في مضايا الآن هو جريمة تجويع كنا نظن انها انتهت الى الأبد في العالم ، واذ بنا نكتشف انها موجودة في سوريا وان هناك قرية بكاملها يفوق عدد القاطنين فيها الآن العشرين الف مواطن سوري يعانون الأمرين من التجويع وهذا الأمر يجري تحت اعين الرأي العام اللبناني والعربي والدولي وهو وصمة عار في جبين الرأي العام الدولي . ولكم كنت اتمنى لو ان احدى طائرات التحالف الغربي واحدى طائرات القوات الروسية واحدى طائرات النظام بدلا من ان تحمل قنابل عنقودية وبراميل متفجرة وتفجر الصواريخ على رؤوس الآمنين ، ان تحمل كمية من المؤن والحليب والخبز لأولئك المحاصرين في مضايا بدلا من ان ينقلوا اليهم الموت الزؤام بالشكل الذي يقومون به .
واضاف: ان الذي جرى لا يمكن السكوت عليه، حتى لو تم تزويد هذه القرية بالمؤن الآن هذا لا ينكر وجود الجريمة ، وان الجريمة قد ارتكبت بحق هذا الشعب السوري الذي جرى تجويعه املاً في ان يؤدي ذلك الى تركيعه . اعتقد ان هذا الأمر لا ينبغي على الاطلاق ان يتم السكوت عليه وكل من يشارك في هذا العمل هو متهم بارتكاب هذه الجريمة .ليس هناك لا مبرر سياسي ولا مبرر عسكري ولا مبرر اعلامي يؤدي الى ان الواحد ينكر هذه الجريمة، هناك جريمة ارتكبت ولا يستطيع احد ان يغطي عليها لا من قريب ولا من بعيد ، لا حزب الله ولا غير حزب الله يستطيع ان يغطي على هذه الجريمة التي ارتكبت وبالتالي هذا الأمر هو برسم المجتمع الدولي والمجتمع الغربي وعلى النظام السوري مباشرة ان يرفع هذا الحصار عن هذا الشعب. بالنهاية هذا النظام يمارس هو وحلفاؤه كائناً من كانوا ، وانا قلت في وقت من الأوقات انني اخشى ما اخشاه ان يكون حزب الله مشاركاً في هذه الجريمة واتمنى وادعو الله سبحانه وتعالى ان لا يكون هذا الكلام صحيحا ولكن على حزب الله ان يبين ويبرهن للناس انه لا يشارك في هذه الجريمة .اتمنى ان يرفع الحصار مباشرة وان تتخذ العقوبات الصحيحة ضد من ارتكب هذه الجريمة . هل يجوز ان نتسلى بارواح الناس؟. الا يكفي انهم يرسلون اليهم براميل متفجرة وقنابل عنقودية وصواريخ ، حتى نخضعهم ايضا لهذا التجويع فيموت الأطفال والعجّز وبالتالي هذا غير ممكن ان يستمر . انا اتمنى على المجتمع الدولي وعلى مجلس الأمن الدولي ان يتخذ قرارات حاسمة في ادانة هذا العمل وفي رفع هذا الظلم وهذا الحصار وبالتالي اغاثة اهل مضايا الآن قبل الغد .
لقاءات
وكان الرئيس السنيورة اطلع من رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي بصفته ايضا رئيسا للجنة ادارة المستشفى التركي للحروق ومن مدير المستشفى الدكتور غسان دغمان على سير التحضيرات الجارية للبدء بخطوات تشغيل المستشفى على الصعد التقنية والادارية وعلى صعيد الكادر البشري .كما التقى الرئيس السنيورة رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا المهندس يوسف النقيب وامين سر الجمعية المحامي حسن شمس الدين .
واستقبل السنيورة الهيئة الادارية الجديدة لجمعية خريجي المقاصد في صيدا برئاسة الدكتور عادل سكاكيني ، ووفدا من منتدى الأعمال الفلسطيني اللبناني تقدمه رئيس المنتدى طارق عكاوي ووفدا من جمعية مكتبة اطفال صيدا الشعبية ضم رئيس الجمعية محمد قبرصلي وامينة الصندوق هلا وهبي..
واستعرض الرئيس السنيورة الأوضاع العامة الى جانب الشأن الجنوبي والصيداوي مع منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود واعضاء المنسقية " أمين الحريري، رمزي مرجان، كرم سكافي ، مازن صباغ ".
واطلع السنيورة من وفد كبير من قطاع الشباب في تيار المستقبل في الجنوب برئاسة منسق القطاع هشام قطب على نتائج متابعة تنفيذ توصيات مؤتمره الأخير حول السياسات الشبابية " مشاركة الشباب مدخل للتغيير".
