الرئيس السنيورة لـفضائية الغد : لا إمكانية لأن ينتصر فريق في لبنان عللى فريق اخر

اجرت قناة الغد الفضائية حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة حول اخر التطورات في لبنان وفي ما يلي نصه:
س: ينضم إلينا من بيروت السيد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق. دولة الرئيس مرحباً بك على شاشة الغد. التئام عقد مجلس النواب في 9 يناير حسب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية هو ليس الأول من نوعه وهناك اجتماعات مماثلة حصلت في العامين الماضيين ولم تسفر عن شيء؟
ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. اليوم اكتملت مدة الفراغ الدستوري بخمسة وعشرين شهراً لجهة عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذه الدعوة نأمل أن لا تنضم إلى سابقاتها. الواقع أنَّ هذا الفراغ أدّى إلى اشكالات كبرى في لبنان، ولاسيما أنه لم يعد من وجود لحكومة مكتملة الصلاحيات نظراً لأنه لا يمكن تأليف حكومة جديدة من دون وجود رئيس للجمهورية يتولى إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد ذلك تتألف الحكومة.
من جهة أخرى، فلقد مرّ على لبنان حتى الآن أكثر من 13 شهرا ولبنان يعاني الأمرين بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، والذي جرى ابتداءً من الثامن من أكتوبر 2023. هذا الأمر أدى إلى إحداث زلزال كبير في لبنان على صعيد النتائج التي ترتبت على هذا العدوان الإسرائيلي، والذي نتج عنه عدد كبير من الضحايا ومن الجرحى تعدى العشرين ألفاً، ومن الدمار الكبير وأيضاً في هذا العدد الكبير من النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة أماكنهم في الجنوب، وفي البقاع، وفي ضاحية بيروت الجنوبية، وفي أماكن كثيرة أخرى. وهذا كله أدى إلى معاناة كبرى لدى النازحين وإلى إشكالات سياسية كبرى على أكثر من صعيد. وبالتالي يتحتم على الجميع إدراك الاستنتاج الذي ينبغي أن يستخلصه جميع اللبنانيين، ولاسيما من كانوا مؤيدين لهذه العملية العسكرية التي قام بها حزب الله في الثامن من أكتوبر 2023، وذلك بأنه ليس هناك من مناص، وليس للبنانيين من ملاذ سوى العودة جميعاً إلى الدولة وبشروط الدولة. إذْ ليس هناك من إمكانية لأن ينتصر فريق من اللبنانيين. على فريق آخر من اللبنانيين، بل يكون الجميع منتصرون بعودتهم إلى الدولة وبالتالي تكون الدولة عندها صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان، ولا يكون هناك من إمكانية ليستقوي فريق بسلاحه على الآخرين. هذه هي النتيجة التي ينبغي أن يتوصل إليه اللبنانيون، ومن ضمن ذلك يأتي، وفي المقدمة، المسارعة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
س: يعني دولة الرئيس أن لا يكون هناك فريق يسيطر بسلاحه على فريق اخر من اللبنانيين كيف قرأت كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالأمس وهو قال بأنّ الحزب قد انتصر على إسرائيل، وهو قد أرسل رسائل عديدة أخرى. ما هي المسائل التي توقفت عندها في هذه الكلمة؟
ج: يجب علينا أن نتفهم في هذه المرحلة حاجة الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لأن يخاطب القواعد الشعبية للحزب بهذه الطريقة من أجل استيعابهم، ولاسيما أن هناك فريق من اللبنانيين من بيئته لازال في حالة إنكار ولا يستطيع هذا الفريق، وحتى الآن إدراك المتغيرات الكبرى التي طرأت خلال هذين الشهرين الماضيين، والتي على الجميع في المحصلة أن يدركها ويفهمها ويتصرّف على أساس منها، وذلك بطريقة صحيحة تساعد في أن تؤدي إلى احتضان اللبنانيين لبعضهم بعضا والابتعاد عن المبالغات والأوهام، والنظر في كيفية العمل على ان تعود الدولة لتكون صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان. وهنا علينا أن ندقق في ما قاله الشيخ نعيم قاسم، بما يتعلّق بالعودة إلى اتفاق الطائف ونشجعه على التقدم على هذا المسار.
على كل حال، أنا أعتقد أن الأمر الأساس الذي يجب أن ننظر إليه الآن هو الابتعاد عن التلاوم لبعضنا البعض، والابتعاد عن الانتقادات اللاذعة والاتهامات من هنا ومن هناك. يجب أن نعمل لكي يكون هناك موقف لبناني صارم باتجاه استعادة دور وسلطة الدولة اللبنانية لتكون تحت ظل الدستور اللبناني والعمل على حسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف. هذا هو الأساس في الاستنتاجات الأساسية التي ينبغي عليها أن نخرج بها بعد هذه الحرب المدمرة التي أصبح لبنان في لجة نتائجها.
س: هل فهمت من الشيخ نعيم قاسم أنه ربما أراد أن يرسل رسالة إلى اللبنانيين هل شعرت بطمأنينة عندما استمعت إلى الشيخ نعيم قاسم؟
ج: أنا أعتقد أنه لا يمكن للبنانيين أو المواطن العادي أن يتقبل هذه الاستنتاجات التي خرج بها الشيخ نعيم قاسم، ولكن علينا أن نقفز فوق هذه المشكلة. وأفهم أن الشيخ نعيم قاسم يريد في كلامه هذا أن يخاطب البيئة التي انطلق منها حزب الله. ولكن الأمور تقتضي منا أن نتصرف بطريقة حكيمة في هذه الفترة من أجل جمع اللبنانيين. الآن ليس مفيدا أن نشدد على القول انه كان هناك قرار خاطئ، وأنه كان لا يجوز للبنان أن يزج به في هذه المعركة العسكرية في اليوم التالي لعملية الطوفان. الأمر الأهم الذي يجب التركيز عليه أنّ هناك موقفاً وطنياً جامعاً علينا أن نبذل كل جهد ممكن علينا أن نتخذه من أجل تخطي هذه المحنة. وإلا فإننا إذا انجرفنا في سلسلة لا تنتهي من التلاوم ومن الانتقاد ومن التجريح من هنا ومن هناك ومن التخوين من هنا هناك فهذا لن يؤدي بنا الا إلى مزيد من الإشكالات. علينا أن نركز على امر أساسا هو أن نخرج من هذه المعركة أقوياء بوطننا وبوحدتنا وإلاّ فإنّ البديل هو أن نعود متفرقين، وبالتالي يسري علينا قول الشاعر: "تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا". هذا هو الموقف الذي يجب أن ننتبه له وأن لا نقع في مزيد من الإشكالات، وتعرض لبنان واللبنانيين بذلك إلى المزيد من المخاطر. فلدينا حتى الآن أكثر مما نستطيع أن نتحمله من مخاطر.
س: ولكن هذه المشكلات العويصة يا دولة الرئيس ملف سلاح حزب الله برأيك كيف يمكن حل هذه المشكلة دون الوقوع في ربما مشاكل أكبر مع الحزب مع بيئته الشعبية إلى آخره؟
ج: أودّ أن أقول لك هنا أنّ علينا أن ندرك أن الحزب عندما شارك في هذه العملية العسكرية كانت هناك مجموعات كبيرة من اللبنانيين ومن بيئات مختلفة. فهم كانوا غير راضين عن هذا التورّط، ولكنهم أصبحوا الآن منزعجين كثيراً مما جرى ومن التدمير الذي لحق بلبنان ومن المعاناة الشديدة التي تعرّض لها اللبنانيون النازحين.
لذلك، فإنّ هناك حاجة لممارسة صبر وحكمة كبيرين. وبالتالي، فإنّ هناك حاجة شديدة للتوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار. الآن على الجميع أن يدرك بأن الاستمرار في هذه الطريق لا تؤدي إلا إلى المزيد من المشكلات الكبرى على كافة الصعد الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية للبنانيين. فهذا الأمر هو ما نعول عليه.
لا أقول أن هذا التحول سيحصل بسرعة، ولكن هناك عملا دؤوبا يجب أن يقوم به جميع المسؤولين في لبنان من أجل إقناع قواعدهم بأن ليس هناك من إمكانية غير العمل الجدي الذي يأخذنا إلى أن تكون الدولة قادرة على بسط سلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، ولا يكون هناك من سلاح خارج السلطة الشرعية للدولة اللبنانية، والذي هو في مصلحة جميع اللبنانيين بمن فيهم أولئك الذين هم من بيئة حزب الله، ويجب أن تتم هذه العملية بكل حكمة ورؤية وتبصر.
س: هل هذه التي تشير إليها دولة الرئيس من بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار ولجنة المراقبة الجيش اللبناني باستطاعة هذه الهيئات التصرف بصراحة لكي لا يقع لبنان في مشكلة أكبر؟
ج: هذه التفاهمات أو الترتيبات (Arrangements) التي تمّ التوافق عليها بشأن آليات تطبيق القرار الدولي 1701 يجب أن نفهمها وندرك مدلولاتها وتداعياتها ونعمل على تطبيقها. لا بدّ لي هنا من ان أذكر بأن هذا القرار صدر في العام 2006، وأنا كنت آنذاك رئيساً للحكومة اللبنانية، وحيث عانينا الكثير كحكومة وكلبنانيين حتى توصلنا إلى هذا القرار. ولكن في الحقيقة لا إسرائيل عملت على تطبيقه، وكذلك لم يطبقه حزب الله. وبالتالي، فإنَّ ما كان لدينا أن نعمل على تحقيقه وبكل أريحية وتقبل ومبادرة منا آنذاك. فإنّه وللأسف، فقد أصبح علينا الآن أن نقوم به ملزمين مع ما أصبح يعنيه لنا نحن كلبنانيين. هذا القرار مع الترتيبات الجديدة من إرغامات. ولذلك، فإنّ هذا الأمر يوجب على الجميع أن يدرك هذا الدرس من أجل أن نبادر إلى تطبيق القرار 1701 تطبيقاً صحيحاً وملتزماً. وبالتالي، فإنه لا يجوز على الإطلاق أن يصار إلى التذرع بأي أعذار بأن إسرائيل قامت بذلك أو لم تقم بشيء. أنا أعتقد أن لبنان عليه أن يطبق هذا القرار بكل أريحية وبكل التزام وأن يحرج إسرائيل في مخالفتها لهذا القرار. وبالتالي، فإني أعتقد أن إسرائيل بعد هذا التصرف من قبل لبنان سوف تكون ملتزمة باحترامه. صحيح أنّ إسرائيل تتذرع الآن، وربما في الأيام القادمة، بكونها تعتبر أنها تريد أن تبقي المنطقة التي احتلتها ممنوعة على عودة الأهالي إلى تلك المنطقة ريثما تتم الاستعدادات لذلك. ولذلك هي تعمل على خرق هذا الاتفاق بشكلٍ أو بآخر ولكن أعتقد أن الجيش اللبناني سيتولى الآن عملية تنظيم عودة الأهالي النازحين إلى المناطق جنوب الليطاني، وأيضاً بعد ذلك للمناطق التي لاتزال تحتلها إسرائيل حتى الآن.
س: والآن كما بدأنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وجلسة البرلمان في 9 من يناير القادم هل سيكون الأمر مختلفا من جهة تقدير حزب الله لعقد هذه الجلسة وهل الكلمة الأخيرة للشيخ نعيم قاسم أمين عام بأنه لن يكون معطلا لانتخاب الرئيس؟
ج: هنا أعتقد أنّ علينا أن ندرك أنه وخلال الخمسة وعشرين شهراً الماضية كان حزب الله يقول انه يريد رئيساً للجمهورية "لا يطعن المقاومة في ظهرها". ونتذكر بأن حزب الله قام وبدعم من ميشال عون وتنسيق معه قبل ذلك، ومن أجل التمهيد لكي يصبح ميشال عون رئيساً للجمهورية في عام 2016، فإنّ حزب الله عطل آنذاك عملية الانتخاب الرئاسية لمدة سنتين ونصف. وهو الآن، وكما ذكرت، يعطل الانتخاب الرئاسي منذ خمسة وعشرين شهراً. ولذلك، فإنّ هناك أمراً يجب أن يكون واضحاً للجميع أن الأمور لم تعد تحتمل مزيداً من التأخير ولا من التهجير ولا من القتل والتدمير في لبنان. إنّ لبنان قد تحمّل ما لا يستطيع تحمله على مدى كل هذه السنوات من خلال عدم الالتزام بتطبيق الدستور بأحكامه كافة، وبسبب عدم حسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف. ولذلك، فإنّ هذه الأمور الآن معروضة على حزب الله، أكان ذلك بما خص انتخاب الرئيس الجديد، أو في عودة الجميع إلى كنف الدولة، وهي أيضاً معروضة على كل اللبنانيين. ولذلك يقتضي من الجميع أن يفهم ويدرك وبوضوح أن الأمور قد تغيّرت، وان القوى قد تبدّلت أكان ذلك على الصعيد المحلي في لبنان أم كان على الصعيد الإقليمي أم على الصعيد الدولي. فإن ذلك كله يعكس متغيرات كبرى وبالتالي هناك حاجة للبنان واللبنانيين أن يعودوا إلى رشدهم، وإلى الالتزام بتطبيق أحكام الدستور وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، وأيضا الالتزام بتنفيذ القرار 1701 تطبيقاً كاملاً. وكل هذه العناصر تتطلب فهماً وإدراكاً والابتعاد عن تضييع الوقت، وهو الأمر الذي لا يؤدي إلاّ إلى المزيد من الخسائر، والمزيد من العذاب اللبنانيين.
س: يعني تعتبرون العماد جوزيف عون قائد الجيش هو المرشح الاوفر حظا لهذا المنصب ما رأيك في ذلك؟
ج: الآن وبدون أي شك، الحاجة ماسة الآن الى انتخاب رئيس جمهوريه وانتخاب الجنرال جوزف عون كرئيس للجمهورية يقتضي قبل ذلك تعديلاً للدستور. وهذا الامر بالإمكان أن يحصل إذا جرى هناك توافق بين النواب على انتخاب الجنرال جوزيف عون لهذا المنصب. طبيعي عليّ القول أنّي لست مخولاً أن أعطي رأيي بهذا الامر بكوني لست نائباً ولا أستطيع ان انتخب. وبالتالي، فإني أدل على مقتضيات هذا الأمر من الناحية المبدئية، وذلك بأنه يتطلب تعديلا للدستور. هذه العملية لتعديل الدستور ليست السابقة الاولى في لبنان. فلقد جرى تعديل الدستور بالماضي من أجل تمديد ولاية الرئيس الياس الهراوي في العام 1995 لثلاث سنوات، ثم جرى تعديل الدستور من اجل ان يأتي إميل لحود في العام 1998، وأيضاً للتمديد لإميل لحود في العام 2004، فبالتالي هناك سوابق وبالتالي يجب أن ننظر إلى الأمور بتبصر كبير، ومن زاوية أهمية العمل دائما على الالتزام باحترام الدستور.
س: هذا داخليا يا دوله الرئيس يعني ماذا عن الخارج ماذا عن الاقليم هل تعتقدون بانه هناك تفاهما اقليميا ودوليا على انهاء الشغور الرئاسي في لبنان؟
ج: اعتقد أنّ الموقف الاقليمي والدولي يطالب كل يوم بضرورة إنهاء مرحلة الشغور الرئاسي، وهذا يظهر من خلال مواقف اللجنة الخماسية التي فيها دول عربيه وايضا الولايات المتحدة وفرنسا. وهذه بأعضائها جميعاً عبرت وبشكل قاطع وعلى مدى كل الفترة الماضية، حيث دعوا اللبنانيين والاحزاب والسياسيين الى التبصر وعدم الانجرار وراء الاعتبارات المصلحية التي لفريق على فريق آخر. يجب أن يعود الجميع لإدراك ان رئيس الجمهورية في لبنان، وحسب الدستور، هو فوق كل السلطات وهو رمز وحدة الوطن. وهو ليس ولا يجوز ان يكون ممثلا لفريق من اللبنانيين. إذْ يجب ان يكون فوق كل السلطات، وان يكون هو المدافع والحامي للدستور. فبالتالي، فإنّ هذا يعني أن كل من يمثل فريقاً من اللبنانيين لا يستطيع أن يصبح رئيساً للجمهورية، ولاسيما في هذه الظروف بالذات، وبالتالي ومن حيث المبدأ لا يمكن أن يصبح رئيسا للجمهورية.
س: آخر سؤال: يعني معلش أطلت عليك دولة الرئيس تأثير إيران في لبنان هل سيكون كالسابق؟
ج: بدون شك، ان إيران وعلى مدى العقود الماضية حققت إنجازات كبرى على صعيد تغلغلها وتدخلها في عدد من الدول العربية، ولاسيما بعد العام 2003. وبالتالي حين أحكمت سيطرتها على العراق وقبل ذلك على لبنان ابتداء من العام 1982، وهي وسعت نفوذها تدريجياً الى ان اصبحت هي صاحبة السلطة الأساسية في لبنان، وهي التي باتت تختطف الدولة اللبنانية. وهي أصبحت كذلك في سوريا، وبعد العام 2011، وبعد الذي جرى في سوريا عقب حركة الربيع العربي، وبالتالي نجد ان إيران اصبحت تسيطر وهي تقول ذلك ولا تخفيه، وهي تستمر في التأكيد على انها تسيطر على أربع دول عربيه وتعني بذلك العراق سوريا ولبنان واليمن. الآن وبعد الذي جرى خلال الأشهر الماضية شهدنا أن هناك تراجعاً أساسياً في نفوذها، أكان ذلك من خلال ما جرى لذراعها الأساس في لبنان، أي حزب الله، وفي ضوء ما بات يجري في سوريا، وأيضاً بعد الذي تحقق بعد هذه المرحلة من المواجهات المستجدة والخطيرة في أكثر من منطقة في الإقليم والعالم. ولذلك، فإني أرى أنّ على إيران أن تعود لتكون دولة طبيعية في منطقة الشرق الأوسط، تحرص على تنمية مصالحها وتحترم مصلحة مواطنيها، وليس في أن تكون طرفاً يحاول أن يمد نفوذه لكي يسيطر على باقي الدول في المنطقة.
دعني أقول لك وبوضوح، لن تقبل الدول العربية ولا لبنان ولا أحد في أن تستمر إيران في موقفها بانها تسيطر عبر اذرعتها ومن خلال اعتماد نظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية على الدول العربية التي باتت تسيطر عليها الآن. هذا الامر يؤدي الى التسبب بمزيد من الاشكالات في هذه الدول والمزيد من التفسخ والتشدد والتطرف في العالم العربي. هذه الممارسات التدخلية من قبل إيران في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية فعلياً جعلت بعض الاشخاص في العالم العربي يظنون انها هي أكثر عداوة لهم من إسرائيل. وهذا كان نتيجة الهزات والتحولات التي افتعلتها إيران في العالم العربي، وهي التي أوصلت كثيرا من العرب الى هذا التصور انا اعتقد أنّ على إيران أن تعود إلى أن تكون بلداً طبيعياً. أنا لا أتدخل بشؤون إيران الداخلية، وهذا قرارهم فيما يخصهم، ولكن في ما يخص دولنا العربية فهذا شيء آخر. إنّه وبالنهاية، فإنّ على إيران أن تتوقف عن بسط نفوذها وسلطتها على عدد من الدول العربية ومن ذلك لبنان.
