الرئيس السنيورة لـ العربية : لاريجاني جاء إلى لبنان ليقول ان إيران ما زالت موجودة وأنها حريصة على استمرار الحزب في التمسك بسلاحه،

-A A +A
Print Friendly and PDF

اجرت قناة العربية حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة تناول الاوضاع الراهنة وفي ما يلي نصه:

س: ينضم إلينا من بيروت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة. أهلاً بك معنا معالي رئيس الحكومة السابق.

ج: مساء الخير لك سيدة منتهى ولجميع المشاهدين.

س: أهلاً بك، أريد أن أسأل أنه هذه ربما أول مرة نسمع هذه اللهجة وهذه الحدة منذ السابع من مايو 2008 عندما اجتاح حزب الله بيروت. ما الذي جرى حتى نسمع هذا الكلام؟

ج: نعم، هناك تغير نوعي قد حصل فعلياً. بدايةً، ما حصل مؤخراً بنتيجة الزيارة التي قام بها السيد علي لاريجاني إلى لبنان، والتي جاءت لتحقق امرين: الامر الأول، انه جاء ليُعيد وصل ما انقطع بنتيجة الخذلان الذي شعرت به بيئة حزب الله بكونهم لم يشعروا ان إيران كانت إلى جانبهم عندما كانوا يتعرضون للقصف، وللتدمير، وللقتل والاستهداف، ولاسيما بشكلٍ متصاعد، منذ الثامن من أكتوبر ولكن بشكلٍ كبير منذ أيلول الماضي 2024، وكذلك من بعد ما تمَّ التوصل الى اتفاق حول التفاهمات الجديدة من اجل تنفيذ القرار 1701 بتاريخ 27/11/2024، والذي كان بمثابة اتفاق إذعان، ولاسيما بعد أن امتنع حزب الله، وعلى مدى هذه السنوات الماضية، ومنذ صدور القرار 1701 عن تنفيذ هذا القرار كما كان يتوجب عليه أن يقوم به. علماً أنه، ومن جانب آخر، فقد امتنعت إسرائيل عن تطبيق هذا القرار أيضاً. ولكن كان يفترض بحزب الله أن يطبق هذا القرار ويحرج إسرائيل في ذلك.

الأمر الثاني، أنّ السيد علي لاريجاني جاء إلى لبنان لكي يعيد التواصل مع هذه البيئة، وليقول أيضاً بالوقت ذاته، ان إيران ما زالت موجودة وأنها حريصة على استمرار الحزب في التمسك بسلاحه، وأن يستمر لبنان بالتالي بكونه ساحة وكصندوقة بريد، لإرسال رسائل عبر حزب الله إلى الولايات المتحدة بانه لا يمكن ان تصلوا الى أي توافق بشأن سلاح حزب الله ما لم يتم الحديث مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

س: هذا ما يعاكس كلام الرئيس الذي حكى في مقابلة ستعرض غداً على العربية كاملة. طبعاً اي ولكن نحن اقتطعنا منها هذه الجزئية واكد رئيس الجمهورية اللبنانية رفض تدخل إيران في الشؤون اللبنانية نستمع معاً إلى كلام رئيس الجمهورية:

(ترغبون صداقة لبنان أهلاً وسهلاً فيكم، ولكن شرط أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل وذكّرته بزيارة وزير الخارجية الإيراني اللي اجا في الرابع من حزيران وتكلمنا عن العلاقة اللي يمكن أن تكون بين بلدين قائمة على أربع نقاط الشفافية الصراحة الاحترام المتبادل وعدم التدخل بشؤون الآخرين).

كذلك موقف رئيس الحكومة الحالي نواف سلام بكونه أكّد انه لا يوجد أي حزب مخول بأن يحمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية.

الآن بعد أن نسمع ما قالوا يعني واضح ما قاله رئيس الحكومة هل نتجه الى مواجهة حتما الان في الداخل اللبناني؟

ج: السيد لاريجاني اجتمع بفخامة الرئيس وبدولة الرئيس نواف سلام، وبالتالي لم يصرح من هناك باي شيء أساسي على عكس الصراحة التي اتسم بها ما جرى الإعلان عنه بشأن موقفي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بما خصّ زيارة السيد علي لاريجاني.

لكن عندما خرج السيد لاريجاني بعد زيارته للرئيس نبيه بري قال بشكل واضح: "نحن ننصحكم بان تحافظوا على المقاومة وعلى استمراريتها". وهذا كلام كافٍ للتعبير عن الموقف الإيراني الحقيقي المصر على استمرار حزب الله وبسلاحه في لبنان. هذه هي الصورة التي تحدث فيها السيد لاريجاني من عند الرئيس بري. وبعد ذلك، كرّت سبحة التصريحات من جميع الاصوات التي تتحدث عادة باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله، والتي صارت توجه الانتقاد للحكومة اللبنانية ولرئيسها، وأيضاً تتهمهم بالخيانة وبالتخلي عن سيادة لبنان والانصياع للولايات المتحدة، وحصلت كل هذه الجوقة من التعابير والنبرات بالصوت العالي.

س: بس مثير صحيح وأنا معك لكن مثير الحديث عن حرب اهلية داخل لبنان ما في عنا أطراف قابلة لقبول فكرة الحرب الأهلية يعني وحرب الميليشيا مع الدولة ما رح يكون اسمها حرب اهلية بنهاية الامر

ج: برأيي، إن إطلاق هذا الكلام هو للتهويل على الجميع، ولكن إذا دققنا بالكلام الذي قاله الشيخ نعيم قاسم انه نحن (الحزب) على استعداد للتعاون اذا تم الانسحاب وتوقف اطلاق النار يعني مع كل هذا التهويل هو قد فتح كوّة صغيرة للبحث في هذا الشأن. هذا بالرغم من الكلام العالي النبرة، وبالرغم من الحديث حول ما يسمى الفتنة الداخلية والحرب الأهلية.

هذا الكلام مقيت وغير مقبول. ولكن أقول في هذا الشأن، وبكل صراحة، ان ليس هناك من استعداد لدى اللبنانيين حتى في بيئة حزب الله لخوض حرب أهلية ولا أحد يريدها ولا أحد باستطاعته ان يقوم بها. وفي المحصلة الجميع خسران. برأيي بالتالي انّ هذا الأمر هو ناتج فعلياً عن حالة الإنكار لدى بيئة حزب الله، ولاسيما من قبل أصحاب الرؤوس الحامية. كما أنّ هناك أيضاً حالة مكابرة، وبالتالي هم لم يستطيعوا أن يصلوا بعد الى النقطة التي يجب ان يعترفوا فيها بأن هذا السلاح ثبت انه غير قابل على تحقيق أي من الأهداف التي يريدونها من أجل ردع إسرائيل، ولا في حماية لبنان، لا بل أن هذا السلاح بات غير قادر على حماية حزب الله ولا حماية عناصره.

س: يعني لو كانت هذه تلك المواجهة مع إسرائيل، كما كانت في العام 2006، ربما كانت مختلفة كليا ونتائجها ايضا كانت مختلفة كليا هذه المواجهة الأخيرة أدّت إلى زعزعة أسس الميليشيا داخل لبنان؟

ج: تمام، لأنه تبين بنتيجة هذه الحرب الجديدة التي تشنها إسرائيل على الحزب، أنّ هناك فرقاً شاسعاً في القدرات التكنولوجية والقدرات الاستخباراتية التي باتت لدى إسرائيل عما كان لديها في العام 2006. كذلك، فإنَّ الحزب وبيئته باتوا مخترقين من قبل الأجهزة الإيرانية. وبالتالي أصبح هناك مبدا اساسي ينبغي استخلاصه كدرس بأنّ هذا السلاح قد صار عبئاً على حزب الله وعبئاً على لبنان. لانَّ الإسرائيليين باتوا الآن قادرين على ان ينالوا من حزب الله، وحيث تقوم إسرائيل باصطياد عناصر حزب الله كالعصافير. وهذا أمر محزن وغير مقبول. ولكن، للأسف، هذا الذي جرى. لذلك بات على الجميع أن يصلوا إلى نقطة توجب عليهم استخلاص العبر والدروس من ذلك، وأن يصلوا إلى الإقرار بحقيقة أساسية، وهي أنه لا يجوز لاحد ان يحارب خصمه في السلاح الذي خصمه اقوى منه وأقدر على استعماله. هذا هو الدرس الأساس. وبالتالي، فإنّ كلامي هذا لا يعني انتهاء الخصومة مع إسرائيل، بل أصبح علينا أن نفتش عن أسلحة ووسائل أخرى ينبغي علينا ان نعتمدها في تصدينا لعدوانية إسرائيل.

س: بس باختصار مين اللي ممكن يكون عنده مونة على حزب الله غير إيران في موضوع الدخول بإيجابية في أي حوار مع الطرف الثاني مع طرف الدولة انا اقصد؟

ج: ما اعتقده أنّ إيران هي صاحبة القول بشأن حزب الله. وهذا يتطلب من بيئة حزب الله أن تدرك، وأعني أعضاء حزب الله، أنهم بالنهاية قد أصبحوا أداة بيد إيران، وهم يتحملون كل هذه الخسائر وكل هذه المعاناة. انا ما اعتقده الان ان هذا القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية هو قرار تاريخي، وهو يأتي تنفيذاً للقرار الذي اتخذ في العام 1989 عند التوصل الى اتفاق الطائف وهو يعني ان ينتهي كل وجود مسلح خارج إطار السلطة الدولة اللبنانية الشرعية.

تاريخ الخبر: 
16/08/2025