Diaries 876
الرئيس السنيورة التقى وزير خارجية الصين ووفدا من "سيتي غروب": نتخذ مبدأ فصل السلطات بالتوافق مجلس النواب صاحب السلطة الرقابية ولسنا في وارد التصادم بل التعاون ولكن كل حسب صلاحيته وموقعه
بعد 30 سنة لبنان يستعيد الوصاية على نفسه ودوره وسيادته
هناك مرحلة جديدة يعيشها البلد عنوانها الممارسة الديموقراطية
موقفنا واضح من ال1559 ونلتزم البنود المتعلقة بالمقاومة
لن نستفرد بمواقف نتصرف بثقة اعطانا إياها مجلس النواب
الإصلاح تبنته حكومات الرئيس الحريري وليس أمرا جديدا
العالم ليس على استعداد لمساعدتنا ما لم نساعد أنفسنا
أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "أن الحكومة اتخذت مبدأ أساسيا تحاول أن تلتزم به، هو مبدأ فصل السلطات، وكل أمر تحاسب عليه الحكومة في مجلس النواب، وليست العملية عملية مشاركة في صنع القرار، وهذا ما تم التوافق عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من اليوم الأول من عمل الحكومة، وهو فصل السلطات". وقال الرئيس السنيورة في دردشة مع الصحافيين ومن بينهم المراسلون العرب في واشنطن قبل اجتماعه مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي الاميركي ستيفن هادلي: "اذا كان هنالك من تداخل بين السلطات فلا يستطيع مجلس النواب عند ذلك القيام بدوره الرقابي. فمجلس النواب سلطة تشريعية ورقابية فقط. ومنذ اليوم الأول، مارست مبدأ فصل السلطات، وعلى مجلس النواب أن يعتاد ذلك". وعما إذا كان الوضع في البلد يسمح بالاصلاحات التي تعتزم الحكومة القيام بها، وما عرضته على المجموعة الدولية، قال: "كل عملية إصلاحية ستجد من يناصرها وينتقدها ويعاديها. وفي النهاية، يجب أن تأخذ العملية داخل الندوة البرلمانية منحى ديموقراطيا. نحن لسنا في وارد التصادم بل في التعاون، ولكن كل من موقعه وحسب صلاحيته. هناك مرحلة جديدة يعيشها البلد عنوانها الممارسة الديمقراطية، علينا إعتيادها". أضاف الرئيس السنيورة: "ان قرار زيارة واشنطن استجابة لدعوة قدمت إلينا، ونحن في نيويورك للاجتماع بنائب الرئيس الاميركي تشيني. ونتصرف في كل اتصالاتنا بثقة أعطانا إياها مجلس النواب وبموجب البيان الوزاري، ونحن لن نتخطى ذلك ولن نستفرد بمواقف. موقفنا واضح من موضوع القرار 1559 والبنود المتعلقة بالمقاومة، ونحن نلتزم ذلك، ونقول ان هذا الموضوع سيكون موضع حوار في المجتمع اللبناني، ويجب أن نجد الآليات اللازمة لوضع هذا الحوار في الاطار الذي يؤدي الى إقتناعات مشتركة في لبنان، أما الكلام عن ان الحكومة تستفرد بآرائها فغير صحيح. فالحكومة تعمل وفق صلاحياتها على الإتصال بالجميع والتواصل معهم. وبالتالي، لا نستطيع أن نقفل على أنفسنا الأبواب، ونريد تحصيل حقوقنا، وهذا لا يتم إلا بالتواصل مع العالم". وتابع: "الاصلاح ليس أمرا جديدا تفرضه جهة معينة، فقد تبنته حكومات الرئيس الحريري المتعاقبة، ونفذ منه ما أمكن، وإذا خيل لنا أننا نستطيع الاستمرار عما نحن عليه، فهذا خطأ. ان دول العالم غير مستعدة أن تمد لنا يد المساعدة ما لم نساعد أنفسنا. موضوع الاصلاح لم يفرض علينا بل يجب أن ينطلق من ذاتنا، هم يقولون اعتمدوا البرنامج الذي تعتقدونه نابعا منكم ومنطلقا أساسا من لبنان، ونحن نساعدكم". وسئل عما إذا كان لبنان في وضعه الحالي لا يستطيع تعيين مدير عام، فكيف يسير بعملية الاصلاح أجاب: "في إعتقادي أن هناك أمورا حصلت وستحصل، وأعتقد أننا سنسير بالآلية التي اقترحناها، ولمجرد عودتنا، سنطلق ثلة من المواصفات المطلوبة للمراكز الشاغرة، صحيح ان ذلك يتطلب بعض الوقت ولكن هذه هي الديموقراطية، فإذا اعتمدنا الأسلوب القديم في التعيينات سيقال اننا نعتمد المحاصصة"، مؤكدا "أن مجلس الوزراء إجتاز حالات عدة، لكننا من اليوم سنأخذ بمبدأ الأكثرية فيه، وهذا ما شهدناه في جلسات سابقة". وعن اللقاء مع تشيني، قال: "سنضعه في صورة الأوضاع في لبنان، وما مر به خلال الفترة الأخيرة، وما الذي يتوقعه من دعم من الولايات المتحدة في شكل أساسي لجهة البرنامج الاصلاحي ودعم الاصدقاء والمؤسسات الدولية والدعم السياسي"، مشددا على "ان عملية الحوار الجارية في لبنان الآن من المفروض ان تنتج آلية للمرحلة المقبلة. وإذا كان هنالك من وجهات نظر فهذا حق لكل فريق. وهنا نؤكد ضرورة التفاهم مع بعضنا البعض ديموقراطيا وبعيدا من التشنج". أما بالنسبة إلى القرار 1595 الذي هو أكثر المسائل إلحاحا، فأعتقد "ان هناك توافقا بين اللبنانيين على ضرورة أن نصل الى الحقيقة، حتى يساق من ارتكب الجريمة الى العدالة، مع اعطائه كل الحقوق التي ينص عليها القانون. أما كيفية المحاكمة فسنصل اليها باستعراض كل البدائل المتاحة. وفي النهاية، يجب أن تكون درسا لكي لا يصار الى ارتكاب جرائم مماثلة في المستقبل". وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية قال الرئيس السنيورة: "العلاقة بين رئيسي الجمهورية والوزراء يحددها الدستور، وأنا التزم بها واحترمها، ونحن في وسط متغيرات وتطورات نتعامل معها بحسب ما تقتضيه الحاجة". وعما قاله وسيقوله للاميركيين بالنسبة إلى القرار 1559، قال: "لا نزال على موقفنا، لقد طبق جزء من القرار، والجزء الآخر سيكون موضع تشاور بين اللبنانيين وسنوجد آلية الحوار بيننا، وسنسير في العملية الاصلاحية، ومسألة هل نستطيع أم لا فهذا ما سيحكم عليه اللبنانيون". وعما سيطلبه لبنان من الجانب الاميركي، قال: "ان الرسالة التي تلقيناها في مؤتمر دعم لبنان واضحة، وهي تنم عن دعم سياسي للبنان. ويهمنا نحن اللبنانيين أن يستمر هذا الدعم، وصولا إلى عقد المؤتمر المقبل في لبنان بين 15 تشرين الثاني و15 كانون الأول المقبل. وفي هذا الإطار، نعول على صلات الولايات المتحدة وصداقاتها لدى دول العالم لحضها على تقديم العون للبنان. ولا أخفي أنه للمرة الأولى ألمس استعدادا للتعاون مع لبنان أكثر بكثير مما لمسناه في مرحلة باريس -2. لبنان اليوم، وبعد 30 سنة يستعيد الوصاية على نفسه، ويستعيد دوره وسيادته". وعما هو ظاهر في أن الولايات المتحدة تتصرف مع رئيس الجمهورية وكأن التمديد له تم بوسائل غير شرعية، في حين تنظر إلى الحكومة على أنها شرعية، قال: "نعرف في لبنان ان موقف الأكثرية التي أنطلق منها شخصيا لديها هذه القناعة، وبالنسبة إلينا، فإننا على إطلاع بالتطورات التي أدت الى انتخاب رئيس الجمهورية بهذه الطريقة، لكننا ندرك تماما أن هناك مسارا للعملية الديموقراطية في البلد، على أساسها يجرى أي تغيير، وهذا أمر طبيعي، وسنترك الأمور الى مسارها الطبيعي، في وقت نتصرف فيه على أن رئيس الجمهورية موجود، وعلاقته مع مجلس الوزراء يحكمها الدستور، وأن ثمة مصالح للناس يجب أن تتابع، ولا مجال لأن نوقف التواصل والحوار". وعما إذا كان مجلس الوزراء سيعقد الاسبوع المقبل جلسة عادية قال: "لدى عودتي سأطلع على جدول الأعمال وأدرسه، ثم أعرضه على فخامة الرئيس للنظر فيه". وعن التعاون العسكري لإعادة هيكلية الجيش قال: "لم يتوقف التعاون لا مع اميركا ولا مع فرنسا في مجال تدريب الجيش، وكذلك مع كل الدول الشقيقة والصديقة". وعما يقال عن احتمال تصادم قال: "أنا ديبلوماسي جدا، وأستقوي برغبة اللبناني في الاصلاح والحرية، والشدة تكون بالموقف". وعن المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي سيعقد قبل نهاية السنة، توقع الرئيس السنيورة "أن يكون على مستوى رفيع جدا، وعلينا خلال الشهرين المقبلين أن نبرهن للعالم أننا نتحرك ببرنامجنا الاصلاحي. المجموعة الدولية قالت انها مع لبنان والحكومة، والحكومة يجب أن تبادر لاتخاذ قرارات جدية، والمؤتمر الذي سيعقد في بيروت سيكون رسالة للعالم. أما مستوى التمثيل في مؤتمر بيروت فسيكون على مستوى رفيع أيضا. ونحاول الآن توسيع إطار المشاركة في مؤتمر بيروت. وتمنيت على الصين أن تكون ممثلة، وأبدى مندوبها تجاوبا. وكان الرئيس السنيورة استقبل في جناحه في نيويورك في فندق والدورف استوريا قبل الانتقال الى واشنطن وزير خارجية الصين لي زاو كسينغ، وبحث معه التطورات في المنطقة والعالم وما يختص منها بلبنان. كما التقى ايضا وفدا من مصرف "سيتي غروب".
