بناء المركز اللبناني- العُماني وسط بيروت وهو دار للثقافة والفنون الحديثة والمعاصرة

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الرئيسي: 
مشاريع الإعمار الثقافي والحضاري الجاري تنفيذها بالتعاون مع الدولة اللبنانية

سعى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لطرح الفكرة ولتأمين التمويل اللازم لإنشاء وبناء هذه الدار وسط مدينة بيروت وذلك مع صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عُمان الشقيقة. فخلال زيارته الأولى للسلطنة بتاريخ 11/12/2005 تمنى الرئيس السنيورة على صاحب الجلالة السلطان قابوس أن يتبنى تنفيذ مشروع حضاري وثقافي مميز يقام في وسط العاصمة بيروت بحيث يعتبر المركز عند إنشائه معلماً حضارياً وثقافياً دائماً يحقق ويرسخ العلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعبين العربيين الشقيقين. وتلبيةً لتمنّي الرئيس السنيورة فقد صدرت الموافقة من قبل جلالته على تبني المشروع فوراً خلال وجود دولة الرئيس السنيورة في السلطنة وبدأت مرحلة الإعداد لإنشاء هذا المركز منذ ذلك الحين...

إن لهذا المشروع أهميةً خاصةً، فهو يهدف إلى تفعيل "ولمّ شمل" وجمع قسم من النشاطات الثقافية والفنية التي يشهدها لبنان وخاصة في مدينة بيروت، من عروض مسرحية وسينمائية وموسيقية ومعارض ثقافية وفنية على أنواعها. كذلك سيكون هذا المركز مكاناً لاستضافة الرواد من الفنانين المحترفين والشباب لإقامة الندوات ولإطلاق ورش العمل معتمداً في تجهيزاته وآلياته على أحدث الوسائل التكنولوجية... وفي هذا الإطار سيسعى المركز، بشكل خاص، للعب دور بارز في تثقيف الشباب وتعزيز التفكير الإبداعي لديهم، وهو ما يحتاجه لبنان من أجل تطوير دوره الثقافي المتقدم في المنطقة العربية. كذلك سيمتد هذا الدور الرائد والكبير للمركز لينير ويشع على مراكز ثقافية في المناطق اللبنانية الأخرى ليكون حافزاً لها على القيام بنشاطات إبداعية من خلال صيغة تعاون مع المنظمات والهيئات الثقافية الفاعلة في تلك المناطق...

وعلى الصعيد العام يهدف المركز إلى تحقيق الانفتاح المتبادل مع الثقافات الأخرى بما ينسجم مع قيمة الثقافة اللبنانية العربية ومكانتها، ويطلق إمكانات لبنان بما يؤهله لكي يكون منبراً لنشر هذه الثقافة المنفتحة في مختلف أنحاء العالم العربي...

لقد تم الشروع في تنفيذ المشروع بعد أن قدمت سلطنة عمان منحة مالية قدرها 20 مليون د.أ تبرع بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وخُصص هذا المبلغ للمساهمة في بناء وتجهيز المركز اللبناني العُماني للثقافة والفنون ويجري تنفيذه بالتعاون مع الدوائر المختصة في السلطنة.

تجدر الإشارة إلى أن التأخر في وضع حجر الأساس لهذا لمشروع كان بسبب الأحداث التي شهدها لبنان وشهدها وسط العاصمة في الأعوام 2006-2008. إلا أنه وفي المحصلة فقد تمّ وفي الخامس من شباط 2009 وبرعاية دولة الرئيس السنيورة وحضوره، وبحضور ومشاركة وزير الثقافة تمام سلام ووزير الثقافة والتراث العماني صاحب السمو السيد هيثم طارق آل سعيد وضع حجر الأساس.

من الجدير بالذكر أنه قد تم الإعداد لتنفيذ هذا المشروع بالتعاون والتنسيق فيما بين وزارة الثقافة اللبنانية عندما شغل الدكتور طارق متري تلك الوزارة وبعدها عندما شغلها الأستاذ تمام سلام وكذلك وزارة الثقافة العمانية، وبالتنسيق مع مؤسسة "إيا" التي تعنى بالتصاميم ذات الطابع التراثي. كما تم تشكيل لجنة تحكيم دولية من مستوى رفيع لإطلاق مسابقة لاختيار التصميم الفائز الذي يعكس مفهوم المركز، ويلبي نطاق وظائفه، وقد تم إطلاق مسابقة هندسية عالمية لاستدراج أفضل تصميم، حيث اشترك في تلك المسابقة قرابة 400 مؤسسة هندسية عالمية قدمت أكثر من 250 مؤسسة منها تصاميم أساسية لبناء المركز وعلى أساسها تم اختيار الفائز.

من جهة أخرى وبعد مباحثات مستفيضة قامت شركة سوليدير باختيار العقار رقم 04/128 الذي قدمته للدولة اللبنانية لكي يصار إلى بناء المركز عليه. تجدر الإشارة إلى أن مساهمة شركة سوليدير المشكورة لن تحمل الشركة عبئاً حقيقياً حيث إنها لن تخسر أياً من المساحات التي يحق لها أن تبني فيها على ذلك العقار بحيث يمكن أن تنقل الشركة حق البناء المتاح لها والمخصص لذلك العقار إلى مكان آخر على مقربة من ساحة رياض الصلح. من جهة أخرى فان هناك أمراً هاماً تجدر الإشارة إليه وهو أن سلطنة عمان ستشرف مباشرة على تنفيذ المشروع وذلك بالتنسيق مع شركة خطيب وعلمي كمستشار هندسي عن الجانب اللبناني.