الرئيس السنيورة يلتقي البابا فرنسيس : تاكيد على العيش المشترك ونصرة القضية الفلسطينية

-A A +A
Print Friendly and PDF

إلتقى وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة السيد محمد الصقر، وعضوية كلٍ من: الرئيس طاهر المصري، الرئيس فؤاد السنيورة، عمرو موسى، والسيد نجيب ساويريس قداسة البابا فرانسيس الأول في حاضرة الڤاتيكان بروما، حيث قدم السيد محمد جاسم الصقر- رئيس المجلس- لقداسة البابا رسالة

عبرت عن التقدير والإمتنان لقداسته لدوره الإنساني الكبير ودعمه لقضايا حقوق الإنسان ودعوته للإخاء والتسامح والتعايش بين الأديان، ومساهماته الكبيرة في دعم حوار الحضارات، ومشاركته في دعم جهود إغاثة اللاجئين والمهجرين والأقليات المضطهده في العالم. كما شرحت الرسالة رؤية مجلس العلاقات العربية والدولية للوضع في المنطقة العربية والتحديات والمصاعب والأخطار التي تهدد المنطقة ورؤية المجلس لسبل مواجهتها إنطلاقاً من رؤية حضارية تشترك الأديان السماوية جميعاً فيها وتستند على مبادئ العدل والحرية والإخاء بين جميع مكونات المجتمعات المتنوعة وإحترام المعتقدات والرؤى والأفكار بما يضمن حقوق المواطنة للجميع دون تمييز أو تفريق بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون. كما أسهبت الرسالة في تبيان الموقف العربي العام والمشترك من قضية العرب المركزية فلسطين والتطورات السلبية الخطيرة التي نجمت عن إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فضلاً عن إصدار الكنيست الإسرائيلي للقرار القاضي بيهودية دولة إسرائيل، مع ما يشكله ذلك من إنتهاك للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن، وبما يؤكد من جديد وبقوة عنصرية إسرائيل والتزامها سياسة الفصل العنصري "الأبارتهايد"، والتي تقضي بحرمان ما يقرب من ربع سكان إسرائيل من العرب مسلمين ومسيحيين، من حق تقرير المصير ومن حقوق المواطنة. هذا إضافة إلى السياسات الأمريكية والإسرائيلية التي تدمر فرص التوصل لحل سلمي للقضية الفلسطينية بما في ذلك حل الدولتين والذي تواصل إسرائيل تدمير فرص تحقيقه بالإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس ومحاولة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بدعم سافر ومباشر من الولايات المتحدة.

وأكّد الوفد على ضرورة الحفاظ على مدينة القدس مدينة السلام ورمز الدولة الفلسطينية.

كما اجتمع الوفد بعد ذلك، مع رئيس الوزراء/ أمين سرّ الدولة، الكاردينال Pietro Parolin، ومع وزير الخارجية الكاردينالPaul Gallagher ، ووفد من دولة الفاتيكان على مدى ساعة ونصف الساعة. وقد شدد الرئيس فؤاد السنيورة على أهمية القدس وأهمية الحفاظ على لبنان عبر التمسك بصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وعلى وجه الخصوص التمسك باتفاق الطائف الذي يشكّل التعبير الوطني الاوضح لنجاح هذه الصيغة بعيداً عن الممارسات الطائفية والمذهبية والشعبوية والنزعات الالغائية وطموحات السيطرة والتحكم.

وأكّد الرئيس السنيورة: على أهمية الحفاظ على لبنان باعتباره نموذجاً يحتذى للعيش المشترك، بين المسلمين والمسيحيين، وعلى اهمية استمرار التواصل بين الفاتيكان ومشيخة الازهر.

كما استعرض الوفد مع أمين سرّ الدولة ووزير الخارجية، قضايا المنطقة في فلسطين وأهمية القدس بكونها عاصمة السلام، والتهديدات التي تتعرض لها القدس والمنطقة، ودور الفاتيكان الروحي والإنساني والسياسي في معالجة القضايا التي تمس العلاقات التاريخية التي تجمع سكان المنطقة وشعوبها مسلمين ومسيحيين وأهمية الحفاظ على نمط التعايش السلمي بين جميع الطوائف والأديان والذي تميزت به المنطقة طوال تاريخها وكونها مهداً لجميع الحضارات والديانات السماوية الثلاث.

هذا وقد إتفق الطرفان على استمرار التواصل والتعاون وتبادل الرؤى والأفكار التي يمكن من خلالها الإسهام في إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها المنطقة وأهمية إستنهاض القيم الروحية العميقة التي تشكل وجدان شعوب هذه المنطقة لتحقيق تسويات عادلة تستلهم الأهداف النبيلة للديانات السماوية الثلاث. كما تمت الإشادة بالتعاون الإيجابي والمثمر بين الڤاتيكان والأزهر في إستغلال المخزون الثقافي الديني لشعوب المنطقة بما يخدم إعادة الأمن والإستقرار والسلام للمنطقة، وخاصةً سبل المساعدة والمساهمة في إيجاد حلول عادلة تحفظ حقوق ومستقبل دول وشعوب المنطقة والتي تتعرض لمحاولات تدميرها أو تقسيمها أو حتى تفتيتها طبقاً لمخططات وإستراتيجيات خارجية إقليمية ودولية رغماً عن إرادة شعوبها ومكوناتها المختلفة وخدمةً لمصالح وأطماع أنانية ضيقة تؤسس لمآسي وكوارث سيدفع الجميع ثمناً لها.

الجدير بالذكر: أنّ مجلس العلاقات العربية والدولية" كان قد تأسس في الكويت في العام 2009، من نخبة من كفاءات ورجالات الدولة، في السياسة والاقتصاد والفكر، في العالم العربي. وذلك استكمالاً للتطور الكبير، الذي شهدته مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وبهدف إيجاد مؤسسة عربية تُعنى بمحور العلاقات العربية- العربية من جهة، والعلاقات العربية- الدولية من جهة ثانية، من أجل السعي لإيجاد آلية يستطيع المواطن العربي من خلالها أداء دوره في تعزيز وتحصين العلاقات العربية البينية، وفي ترشيد العلاقات العربية الدولية على حدٍ سواء.

ومجلس العلاقات العربية والدولية" هو هيئة مستقلة غير ربحية، منبثقة من المجتمع المدني في كافة الأقطار العربية، وتعمل على رفد ودعم القرار العربي في شأن العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي، والمعلومة الصحيحة، والتحرك السليم، وتساهم في بناء هذا القرار، من خلال التعاون مع الحكومات والهيئات الرسمية القطرية والقومية، وفي مد جسور التواصل والحوار البينّية العربية والعالمية.

 

تاريخ الخبر: 
05/09/2018