الرئيس السنيورة لـ الحرة: حزب الله بدأ يتحوّل من حركة كوماندوس أو مقاومة إلى جيش ارتكب خطأً كبيراً بهذا الشأن

-A A +A
Print Friendly and PDF

اجرت قناة الحرة  حديثا مع الرئيبس فؤاد السنيورة  حول اخر تطورات الاوضاع في لبنان وفي ما يلي نصه:

س: ينضم إلينا من بيروت رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة. أهلاً ومرحباً بك معنا دولة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة. أبدأ معك بمجمل ما آلت إليه الأمور في لبنان اليوم جراء موجة التصعيد غير المسبوقة هذه، والتي اسفرت عن ضربات كما وصفت بالموجعة لحزب الله وعلى رأسه ربما في اغتيال حسن نصر الله امينه العام وقادة اخرين اخرهم اليوم في الضاحية الجنوبية؟

ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. لا شكّ أنّ إسرائيل لازالت مستمرة في هجماتها العسكرية الإجرامية، وهي تلوح بإمكانيه أن تلجأ إلى الغزو البري. طبيعي لا أسمح لنفسي أن أتحدث في الامور العسكرية، هي ليست من اختصاصي، ولكن أرى أنّ إسرائيل ترتكب مزيداً من الأخطاء، وبالتالي الغرق في الوحول. إذْ ليست هذه هي الطريقة في المحصلة التي تؤدي الى عوده النازحين الاسرائيليين الى قراهم وبلداتهم. إذْ أنّ هناك عملاً ينبغي أن يصار الى النظر فيه من قبل إسرائيل بشأن ما تعتقد إسرائيل انها أنجزته، وبما تظن أنها قد تنجزه، والذي قد يتحول الى عكسه. لذلك اعتقد ان هذا الامر يتطلب من جهة إسرائيل أن تعيد النظر في مجمل الأمور للتوصل الى شيء معقول يعيد الاعتبار للقرار 1701، والعمل على تطبيقه. هذا ما اعتقدْ أنّه ينبغي على إسرائيل أن تقوم به لكي يُصار الى العمل بمضمون هذا القرار الدولي بأقصى سرعه ممكنة.

مما لا شك فيه أن إسرائيل ألحقت وحتى الآن ضرراً كبيراً بحزب الله، وأنها تسببت بإزهاق ارواح كثيرة في لبنان، وبجرحى ومصابين كثيرين، وبأضرار هائلة على الصعيد العمراني وغيره وأنها تسببت بأعداد كبرى من النازحين من القرى والبلدات الجنوبية وايضا من ضاحية بيروت الجنوبية إلى بيروت وغيرها. ولكن ينبغي في المحصلة العودة إلى السياسة، وبالتالي العودة إلى تطبيق القرار 1701.

س: سيد فؤاد، كيف تقيّمون هذه التحركات اليوم من جانب السلطات وحكومة تصريف الاعمال، إذْ قال وزير الإعلام أن الجهود الدبلوماسية متواصلة لوقف إاطلاق النار ولبنان الرسمي يريد ذلك، ولكن ماذا عن حزب الله هل يمكن باعتقادك اليوم ان يقبل باي سيناريو تهدئه بعد ما الت اليه الأمور، وتحديداً على مستوى قادته وضربٍ لمقراته العسكرية؟

ج: لا شك أن هذه الضربات، والتي سبقتها، قد نالت من عدد من قادة حزب الله، ولاسيما من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهو الذي كان يتمتع بقدرات كبيرة على صعيد التواصل مع الناس، إذْ كان لديه قوة الشخصية والكاريزما والحضور وقوة الإقناع، وكذلك الصدقية، وهو لديه أيضاً الرمزية. ولذلك بالتالي، وبعد هذه الضربات الكل بانتظار من سيكون الرئيس الجديد الذي سيتولى منصب الأمانة العامة للحزب، وبالتالي أيضاً حتماً من سيتولى القيادة على الصعيد العسكري الميداني.

أما بالنسبة للعمل البري، فإنّه وكما سمعت من المتحدث الذي كان قبلي الجنرال اللبناني الذي كان يقول انّ بنية الحرب العسكرية تتيح للقادة في الميدان اتخاذ الكثير من القرارات اللازمة مباشرة، وذلك بالنسبة للوحدات القتالية. وهذا ما سيجعل الدخول البري للوحدات القتالية الإسرائيلية إلى لبنان عملاً صعباً ومكلفاً للغاية.

س: نعم طيب على اي حال الان ما هو مطلوب في لبنان؟

ج: المطلوب في لبنان ما اعتقده ان على الحكومة اللبنانية أن تُبادر لاتخاذ القرارات المسؤولة والشجاعة. أنا فعلياً قبل ثلاثة أيام أصدرت بياناً بكوني رئيس حكومة سابق، وكنت نائباً عن الأمة اللبنانية. وصحيح انا لست الآن في موقع السلطة التنفيذية، ولا أيضاً عضو في البرلمان، ولكن من وجهة نظري اعتقد أن هناك امران اساسيان يجب ان تتنبه لهما الحكومة اللبنانية بأقصى سرعة، وأن تتخذ ما يتوجب عليها من مواقف وقرارات.

أولاً، بدايةً أن يصار الى مطالبة مجلس الامن بإقرار وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، وعلى اساس ان يصار الى التطبيق الكامل للقرار 1701 وهو القرار الذي اقر في الحكومة التي كنت على راسها في العام 2006 وصدر عن مجلس الأمن الدولي.

ثانياً، أن يصار أيضاً إلى دعوة مجلس النواب للانعقاد لاتخاذ قرار موحد لبناني يؤكد على الوحدة بين اللبنانيين وعلى الرغبة لدى لبنان في تطبيق القرار 1701، وعلى أن يصار عندها أيضاً الى اتخاذ قرار بفتح جلسة نيابية سريعة وبدون اي معوقات وبدون أي إبطاء أو أعذار، يحاول ان يقوم بها البعضْ من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذْ قد مضت سنتان ولم ننتخب فيها رئيساً للجمهورية وسدّة الرئاسة مازالت شاغرة.

مما لا شك فيه ان هذا الدور الذي يجب ان تقوم به الحكومة ورئيسها، وأن يتم بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي بصفته انه ايضا من الطائفة الشيعية، وأنه أيضاً على علاقة جيده مع حزب الله، من أجل تحقيق هذين الأمرين.

نعم، ان هناك أمراً أساسياً يجب التأكيد عليه، وهو انه ليس الان وقت التلاوم ولا وقت التشفي أو الانتقاد، ولاسيما بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله. أي أنّ هناك حاجه إلى جمع اللبنانيين فيما بينهم للتوصل الى موقف وطني من اجل تحقيق الانقاذ في لبنان. لأن الأمور، وإلى الحد الذي وصلت اليه في لبنان من خلال هذه العمليات العسكرية التي يتعرّض لها لبنان منذ قرابة سنة كاملة، تعني بدون أي شك أن لبنان، كما وإسرائيل، باتا منهكين وبدون شك، فإنّ المقاومة باتت منهكة. وكذلك الحال أيضاً في غزة والضفة الغربية، هذا الامر يعني أنه قد آن الأوان للعودة الى الدبلوماسية والى العمل السياسي من اجل ايجاد الحلول اللازمة المستحكمة، وأن الجميع باتوا في أزمة مستحكمة.

س: هناك تصريح للرئيس الامريكي جو بايدن قال فيه بان الوقت قد حان للتهدئة في لبنان واليوم يصل وزير الخارجية الفرنسي ايضا ليلتقي المسؤولين اللبنانيين غدا الى اي حد يعول لبنان اليوم على هذه المساعي الدولية لاحتواء الصراع ووصول لوقف لإطلاق النار؟

ج: بدون أدنى شك، فإنّ هذا أمراً ضروري وشديد الأهمية، وبالتالي يمكن أن يشكل هذا الكلام نافذة يمكن الولوج منها للخروج من هذه المآزق المستحكمة. مما لا شكّ فيه أنّ الجميع في مأزق حتى بالنسبة لإسرائيل التي ربما ترى انها قد حققت إنجازاً. ولكن بعد ذلك، وبعد كل هذا القتل وكل هذا التدمير، فإنّه فعلياً، فإنّ هذا الامر لا يؤدي الى اي نتيجة لعوده اللاجئين الإسرائيليين النازحين إلى قراهم. هذا الامر يعني أنّ هناك حاجة للعودة للعمل السياسي من أجل التوصل الى حلّ معقول لهذه المشكلات. والآن، فإني أعتقد أن الجميع سيكون فعلياً في زيادة المشكلات تعقيداً. وفي المحصلة، وبالتالي تصبح الأمور بعد ذلك بالعودة للعمل السياسي، ولكن ما لا يجرِ تحقيقه اليوم بالعمل السياسي سوف يكون متعذراً بعد أسبوع، وعندها ستكون الكلفة أكثر والأوجاع أكثر لتحقيق أي حل مقبول.

تاريخ الخبر: 
29/09/2024