الرئيس السنيورة : ثابتون في مواجهة الانقلابيين على النظام الديمقراطي ولن ننجر الى توسل القوة وسيلة او غاية للوصول

قال رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة "إننا متمسكون بالقيم والمبادىء التي ناضلنا من أجلها وفي مواجهة الانقلاب والانقلابيين على النظام الديمقراطي بقوة السلاح والترهيب، ولن ننجر إلى توسل القوة وسيلة أو غاية للوصول، بل سنرتكز إلى الديمقراطية والمعارضة الشعبية والبرلمانية لكي نبقى منسجمين مع أنفسنا وتطلعاتنا ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها مجتمعنا وبلدنا".
واضاف الرئيس السنيورة الذي كان يتحدث خلال رعايته حفل تخرج طلاب مدرسة أجيال صيدا التابعة لجمعية رعاية اليتيم بحضور حشد من فاعليات المدينة : "سنبقى رافعين لواء العبور إلى الدولة العادلة والقادرة والمنفتحة وعاملين بكل طاقتنا من أجل أن تعود الدولة لتبسط سلطتها على كل لبنان حماية وصوناً له ولسيادته واستقلاله وحرياته وسلمه الأهلي".
وجدد الرئيس السنيورة موقف تيار المستقبل مما يجري في المنطقة العربية من حراك شعبي وشبابي فأكد الانحياز المطلق إلى جانب حركة الشباب العربي وحركة الإصلاح والتطوير في العالم العربي.
وحضر حفل التخرج: ممثل النائب بهية الحريري رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، ممثل اللواء اشرف ريفي آمر فصيلة درك صيدا الرائد سامي عثمان وعدد من اعضاء المجلس البلدي واعضاء الهيئتين الادارية والتعليمية لجمعية رعاية اليتيم ومدرسة اجيال صيدا واهالي الخريجين.
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من عريف الحفل وليد مكاوي الذي رحب بالحضور ونوه بجهود الرئيس السنيورة في دعم الجمعية والمدرسة ، وتوجه بالشكر والامتنان الى كل من النائب بهية الحريري لكفالتها تعليم 125 طالبا وطالبة في المدرسة والسيد محمود الزعتري لكفالته تعليم 100 طالب والى جميع المتبرعين والمساهمين في دعم المدرسة ماديا ومعنويا.
وتحدثت مديرة المدرسة سمر حلاق الددا فاعتبرت ان دور الاسرة التعليمية والادارية للمدرسة لا يقتصر على التعليم وانما يبقى الهم الاكبر التربية السليمة ورات ان المجتمع بامس الحاجة الى مدرسة كاجيال صيدا تساهم بشكل كبير بالحد من ظاهرة التسرب المدرسي..
ثم ألقى رئيس جمعية رعاية اليتيم في صيدا الدكتور سعيد مكاوي كلمة اكد فيها ان مدرسة اجيال صيدا وبعد سنتين من تاسيسها اصبحت حاجة ماسة لمدينة صيدا ومعتبرا ان التحدي الأكبر يكمن في استمرار عمل المدرسة وتقديم خدماتها للطلاب ..وتوجه مكاوي الى الرئيس السنيورة داعيا اياه الى حماية هذا المشروع بتامين الدعم المادي والمعنوي له وداعيا اهالي المدينة للمشاركة في حملة الجمعية لكفالة تعليم طالب خارجي ..
السنيورة
وتحدث راعي الحفل الرئيس السنيورة فقال: منذ خمسين عاماً، تُفاجئنا جمعية اليتيم بصيدا مفاجآتٍ إيجابيةً وبنّاءة، بناءة بالنظر إلى مدينة صيدا ومحيطها، وايجابية في المنظور العام، منظور الخدمة الاجتماعية والثقافية والتعليمية والإنسانية. والمفاجأة هذا العام لا تقتصر على التخريج لجيل في الابتدائيات والروضات والقسم المهني، بل إنها تتجاوز ذلك إلى فعالية القسمين الجديدين نسبياً أيضاً، وأعني بهما القسم المهني، والروضات. فمدرسةُ أجيال التابعة لدار اليتيم أو أنها أحدُ أقسامه صارت تقدم خدماتٍ متكاملة من مرحلة الروضة والدراسة الابتدائية والتي ستستكمل إن شاء الله نحو الدراسة الثانوية. كما أنها تسهم في تدريب الفتيان على المهن، وهي مهمةٌ أساسيةٌ في خدمة الشباب الصيداوي من جهة، وتوسيع فرص العمل والاحتراف، وإعدادهم للعمل البنّاء والمُنْتِج لهم ولمجتمعهم ووطنهم. وإنني إذ أُشيدُ بهذه الأعمال التطويرية والمتميزة، أودُّ الإشادةَ أيضاً بالكفاءة وبالمستوى العالي الذي يتمُّ بها هذا كُلُّه. فهذا العملُ كما سائر أعمال دار اليتيم يتوافرُ فيه أيضاً الإتقانُ والإحسانُ والتفوق بحمد الله.
واضاف: قبل هذه التحية لدار اليتيم على الجهود البنّاءة والمتطورة، لا بد من الإشارة إلى ان هذه المدرسة التي نحتفل بطلابها وبراعمها المتفتحة ما كانت لتقوم وتنطلق لو لم يكن هناك خير و عمل خير تصدره الإخوة من آل السعيد الأفاضل في دولة الكويت وهم العائلة التي تفضلت بتأمين التمويل لقيام هذا المشروع التربوي والخيري فلهم كل الشكر والعرفان. لكن ما أودّ الإشارة إليه أن عمل جمعية رعاية اليتيم يتصل بالفهم المتطور لمجتمع الكفاءة والإنتاج، ويتصلُ أيضاً وأيضاً بفهم مجتمعنا للعمل التطوعي، وفهمه وعملِه في مجال الخير العام، وهي القيمة الأخلاقية الكبرى في ديننا وحضارتنا والتي تعطي للمبادرة وللتطوع والنشاط المدني معناه القيمي والأخلاقي السامي. فالخير العام قيمة كبرى في ديننا وحضارتنا تتواصل وتتشابك مع مفاهيم وقيم أخرى رئيسية هي الرحمة والكرامة والحرية والعدالة والتكافُل. ويمتزج فيها الفردي بالجماعي والاجتماعي، بحيث يصبح التطوع احتساباً وتفكيراً وعملاً في سبيل المصلحة العامة للمجتمع والأمة. وعلى هذا الأساس القيمي والأخلاقي، انتشر العمل التطوعي في مجتمعاتنا منذ القديم من خلال الأوقاف الخيرية، التي تعتمد العمل التطوعي ليس من أجل قضاء الحاجات الفردية والاجتماعية العاجلة فقط، بل ومن أجل إنجاز أعمالٍ ونشاطاتٍ تطويريةٍ كبرى تفتح آفاقاً مستقبليةً، وتتجاوزُ دون أن تتناقض مع مشروعات وأعمال من جهة الدولة أو من جهة الأفراد القادرين. فالعملُ الخيريُّ الاحتسابيُّ هو من خلال الوقف أو المشروعات المستمرة عملٌ مؤسسيٌّ، يتصل بالمصالح الضرورية والتطويرية للمجتمعات العربية والإسلامية، وهو إنما يزدهر ويتطور بقدر الادراكات المتنامية لدى المجتمعات والنُخَب بضرورات الحساب المستقبلي والتقدير المستقبلي، وتقديم الصالح العام.
وقال: يبقى أن نشير إلى أن لعمل الجمعيات الأهلية وفي مقدمها جمعية رعاية اليتيم، أهمية أساسية في نمو المجتمع وتطوره وانفتاحه. بل إن قوة المجتمع المدني إنما ترتكز في جانب منها إلى قوة عمل الجمعيات الأهلية التي تشد من أواصر مجتمعاتنا من جهة، وتدعم فكرة التواصل والانفتاح بين مكونات المجتمع اللبناني بشكل عام والصيداوي بشكل خاص، على قاعدة توسيع قاعدة المشاركة والتفاعل مما يؤسس لحركة مدنية مدينية لها دورها الأساس في التهيئة والإسهام في نهوض مدينة صيدا وإقدارها على استعادة واكتساب دور طليعي نابض ومبادر ومتجدد نعمل ونطمح في تحقيقه وهو الدور الجاذب والمستقطب والمؤثر في محيطها لا الدور الهامشي أو الثانوي أو العابر.
وتابع قائلاً: لا أُريدُ الإطالة أو الاستطراد أو الخروج على مقتضيات هذه المناسبة المشرقة من مناسبات الإشادة بالخير العامّ الذي تعملُ جمعية دار اليتيم في مجاله، وتؤدي خدمات كبرى. لكنني لا اعتقد أنني أخرج عن مقتضيات المناسبة بالفعل، عندما أُشيرُ إلى ان حركات التغيير العربية التي يقوم بها الشباب العربي تحت شعاري الحرية والكرامة، هي أيضاً وبالفعل من الأعمال المدنية والتطوعية والتي تتصل بالمفاهيم والقيم التي يختزنُها إنسانُنا وتختزنُها حضارتُنا، من أجل خير مجتمعاتنا وتقدُّمها. ومن الواضح أنّ حركات الحرية والكرامة في الوطن العربي، مُكلِفةٌ، كما هو الحال في كلِّ عملٍ كبيرٍ، وذلك بسبب التكلُّس الذي أصاب البُنى السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية على مدى العقود الماضية، كما أنها مكلفةٌ دماً وتضحياتٍ، بسبب التشابكات بين المحلّي والإقليمي والدولي. لكنّ هذه الأعباءَ ينبغي أن نصبر عليها، وان نتحملها وأن ننهض بها، إذا أردنا أن يكون لمجتمعاتنا العربية مستقبلٌ ودورٌ في تقرير مصائرها بنفسها، وفي العمل مع العالم وفيه. فقد قال رسول الله صلواتُ الله وسلامُهُ عليه: الخيرُ بي وبأمتي إلى يوم القيامة. ولهذه الأسباب نحن أعلنّا انحيازنا المطلق والصريح إلى جانب حركة الشباب العربي وحركة الإصلاح والتطوير في العالم العربي.
وتطرق الرئيس السنيورة الى الشأن السياسي الداخلي فقال : أما في لبنان، فإننا ثابتون على مواقفنا متمسكون بالقيم والمبادىء التي ناضلنا من أجلها. وفي مواجهة الانقلاب والانقلابيين على النظام الديمقراطي بقوة السلاح والترهيب، فإننا لن ننجر إلى توسل القوة وسيلة أو غاية للوصول، بل سنرتكز إلى الديمقراطية والمعارضة الشعبية والبرلمانية لكي نبقى منسجمين مع أنفسنا وتطلعاتنا ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها مجتمعنا وبلدنا.وسنبقى رافعين لواء العبور إلى الدولة العادلة والقادرة والمنفتحة وعاملين بكل طاقتنا من أجل أن تعود الدولة لتبسط سلطتها على كل لبنان حماية وصوناً له ولسيادته واستقلاله وحرياته وسلمه الأهلي.
وخلص الرئيس السنيورة للقول: تهنئةٌ صادقةٌ منا جميعاً لأطفالنا وفتياننا وفتياتنا بحفل تخرجهم وسنظل على عنايةٍ ومتابعةٍ لهم كما يقتضيه ديننا وأخلاقنا. وتهنئةً لدار اليتيم على الجهد الكبير المبذول، وعلى العمل الأخلاقي المسؤول. وشكراً لكل من أسهم في عمل الخير الذي تتحقق معه منجزات كبيرة في هذه المؤسسة العريقة وغيرها من مؤسسات الخير في صيدا ولبنان، والى لقاءات أخرى مع دار اليتيم وكل دور الخير بصيدا وبسائر المدن والبلدات اللبنانية: ﴿فأما الزبدُ فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾ .صدق الله العظيم.
وفي الختام قام الرئيس السنيورة بمشاركة المفتي سوسان والشريف ومحمود الزعتري ومكاوي بتوزيع الشهادات على الخريجين..وتخلل الحفل لوحات فنية لطلاب قسم الروضات ...