الرئيس السنيورة يستقبل الهيئة الادالرية للمركز الثقافي الاسلامي وبحث في الاوضاع ال راهنة

استقبل الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في بيروت اليوم، وفد المركز الثقافي الإسلامي برئاسة السفير هشام دمشقية وحضور أعضاء من الهيئتين الإدارية والعامة، وجرى البحث في قضايا ثقافية ووطنية راهنة.
بداية أطلع رئيس المركز الثقافي الإسلامي السفير دمشقية الرئيس السنيورة، على نشاطات المركز الثقافية والاجتماعية، لا سيما الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل نحو شهرين، والعمل على توسيع الهيئة العامة في المركز، ورفدها بالدم الحيوي الجديد، لاستمرار القيام برسالة المركز، ولتثبيت هوية بيروت وترسيخ مفهوم المواطنة في المجتمع اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة".
ونوه الوفد "بمواقف الرئيس السنيورة الوطنية، وبحكمته وحنكته في التعامل مع إدارة الأزمات، وبخبرته وتجربته الواسعة في معالجة القضايا الشائكة التي تعصف بالبلد، خاصة انه خاض تجربة مماثلة عقب اندلاع حرب تموز التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان في العام ٢٠٠٦، وما تبعها من تطورات سياسية وأمنية ليس أقلها اجتياح مدينة بيروت في ٧ أيار المشؤوم عام ٢٠٠٨.
بدوره، رحب الرئيس السنيورة بالوفد، معلناً دعمه الكامل لمسيرة المركز الثقافي الإسلامي في بيروت ولبنان، لا سيما انه الذراع الثقافي لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية"، مشددا على "أهمية تعزيز الحضور الثقافي والوطني للمركز من خلال رفده بالطاقات والنخب، وتفعيل التواصل مع الجهات الرسمية والفاعلة، ليتمكن من تأدية رسالته النبيلة بنشر ثقافة الحياة والوسطية والاعتدال والمعرفة والعيش المشترك بين جميع مكونات الشعب اللبناني".
ورأى الرئيس السنيورة في رده على تساؤلات واستفسارات الوفد، "أن اللبنانيين للأسف عمدوا إلى تضييع وإهدار الفرص العديدة والثمينة التي أتيحت لهم في أكثر من مجال ولا سيما عند الاستحقاقات المصيرية.
إن لبنان اليوم يعيش أدق مراحله المفصلية، فلبنان لم يعد في سلم أولويات المجتمعين العربي ولا العالمي، وهذا يتطلب من الجميع تنبها للمخاطر المحدقة ببلدنا وفي المنطقة إزاء التحديات الكبرى. انه وبالرغم من ذلك ثمة فرص كبيرة يمكن للبنانيين بوحدتهم الاستفادة منها.
واكد دولته اننا جميعا يجب ان ندرك انه لا يمكن الاستمرار في ازدواجية السلطة في لبنان، ولا الاستمرار في حالة الإنكار والمكابرة التي يعاني منها بعض اللبنانيين. وأضاف ان قرار الحكومة في حصرية السلاح نهائي ومفصلي وتاريخي، وهو فرصة حقيقية للبدء بإنقاذ لبنان وجميع اللبنانيين، وبالتالي مباشرة عملية إعادة بناء الدولة وتمكينها من استعادة سلطتها الكاملة على جميع أراضيها ومرافقها والنهوض بالمجتمع اللبناني. والعين اليوم شاخصة على الدولة اللبنانية وعلى ذراعها الأساسي الجيش اللبناني وهما يتمتعان بالحكمة والحزم في مقاربة الاستحقاقات بثقة وثبات، ولنا ملء الثقة بقدرتهما على مقاربة المعالجات بمسؤولية وطنية كبيرة، وهو الامر الذي يُجْمِعْ عليه اللبنانيون.
وقال الرئيس السنيورة "بأنه المطلوب من "حزب الله" أن يدرك دقة الأوضاع التي يمر بها لبنان واللبنانيين وضرورة مساعدته في التوصل الى هذا الادراك من اجل تخطي هذه المحنة الكبيرة التي يمر بها الوطن، حيث نحتاج جميعا إلى تخفيف الاحتقان والتوتر توصلا الى استعادة الدولة لسلطتها الكاملة وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الامنية.
أضاف السنيورة في مقارنة الوضع اليوم مع أحداث حرب تموز 2006 بالقول: "إننا في العام 2006 استطعنا ان نمنع إسرائيل من الانتصار. وإسرائيل أدركت يومها أنها لم تنتصر، ولذلك عملت على إعادة تقييم سياساتها وأدائها حيث عمدت الى تعزيز قواها العسكرية، الجوية، والنارية، والاستخباراتية، والتكنولوجية، في مقابل لا شيء موازي في الطرف الاخر.
فإذا كانت إسرائيل لم تطبق القرار 1701، فان حزب الله أيضاً لم يطبق القرار، وبينما كانت إسرائيل تستعد للحرب المقبلة كان هناك البعض بتغطية حزبية يعتدي على قوات اليونيفيل، وهكذا تردت الأمور وجرى توريط لبنان في الثامن من أكتوبر 2023 بداعي حرب المشاغلة والاسناد وتعاظمت حدة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وعلى حزب الله حتى اضطر لبنان الى الموافقة على اتفاق التفاهمات الجديدة لتطبيق القرار 1701 الذي هو بمثابة اتفاق اذعان، وباتت إسرائيل لديها القدرة العسكرية التي تمكنها من اصطياد اللبنانيين كالعصافير من دون أي حماية".
ويسأل رئيس السنيورة "ما المخرج؟ ويجيب.. المطلوب من الدولة والجيش، التصرف بحكمة بالغة. والمطلوب من المسؤولين اللبنانيين واللبنانيين بشكل عام التصرف بالحكمة والحزم المطلوبين بانتظار الدراسة التي تعدها قيادة الجيش اللبناني بشأن أسلوب المعالجات التي ستعتمد للتوصل الى تطبيق وقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.
واكد دولته على الثقة الكاملة بالجيش اللبناني الذي شكل العامود الفقري لوحدة لبنان، وبحرصه الدائم للعمل بتوجيهات من الحكومة اللبنانية في منع الانزلاق نحو الفوضى او الاختلاف بين اللبنانيين. وبالتالي الحرص على عدم إعطاء الحزب الحجج والذرائع في التمسك بسلاحه وبالتالي عدم تمكينه من الهروب إلى الأمام، وبالتالي ادخال لبنان واللبنانيين في مخاطر لا تحمد عقباها.
ونحن نعلم ان الأمر ليس باليسير، بل يحتاج إلى جهد كبير وتواصل محليا وخارجيا مع الاشقاء والاصدقاء، لتعزيز الادراك لدى الجميع بان الدولة هي مصدر الحماية والوحدة لجميع اللبنانيين. وانه لا ينفع، بل من المضر بوحدة اللبنانيين الاستمرار بالقبول بازدواجية السلاح بين الجيش اللبناني وبين سلاح أي فئة أخرى في لبنان مهما حمل هذا السلاح من عناوين وطنية او مقدسة.
واكد الرئيس السنيورة عن أهمية استمرار وتفعيل منصة رؤساء الحكومات السابقين حيث سيجري اول لقاء قريب لهم عقب عودة الرئيسين ميقاتي وسلام من السفر لا سيما وان هذه المنصة تمثل مرجعية وطنية وسياسية، مهمتها الأساسية تجاوز الاستحقاقات الداخلية الكبيرة والخطيرة الداهمة، والتشديد على أهمية الوصول بلبنان إلى شاطئ الأمان بالتعاون مع المجتمعين العربي والدولي ووفق الثوابت التي اقرها اتفاق الطائف".